من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره ، وهذا يدخل فيه جميع أنواع الأذى، إما بالمباشرة وإما بالتسبب، لا يؤذيه بمد يده عليه بالضرب، أو بالسرقة، أو بإفساد متاعه، أو ماله، أو داره، أو أذية أولاده، أو يطلق أولاده، أو يترك امرأته تؤذي امرأة الجيران مثلاً بقبيح القول، تتطاول عليها، يسيء إليه بغيبته، والوقيعة في عرضه، يسيء إليه بما يصدر من بيته من أصوات مزعجة، أصوات المعازف، أصوات التلفاز، أو صياح الأولاد في أوقات متأخرة من الليل، لاسيما الذين يسكنون في الدور الصغيرة كالشقق، فإنّ تحرك هؤلاء وجلبة هؤلاء الصبية لربما يتسبب عن ذلك أذية للجيران، لاسيما إذا كانوا يسكنون تحت سقفهم الذي يعيشون عليه.
غريب الحديث: • يؤمن: أي الإيمان الكامل. • ليصمت: يسكت. شرح الحديث: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر)) المراد بقوله: ((يؤمن)) الإيمان الكامل، وخصه بالله واليوم الآخر إشارة إلى المبدأ أو المعاد؛ أي: من آمن بالله الذي خلَقه، وآمن بأنه سيجازيه بعمله، فليفعل الخصال المذكورات [6]. ((فليقل خيرًا أو ليصمت))، قال النووي رحمه الله: فمعناه أنه إذا أراد أن يتكلم فإن كان ما يتكلم به خيرًا محققًا يثاب عليه واجبًا أو مندوبًا، فليتكلم، وإن لم يظهر له أنه خير يثاب عليه، فليُمسِكْ عن الكلام، سواء ظهر له أنه حرام أو مكروه أو مباح مستوي الطرفين، فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورًا بتركه، مندوبًا إلى الإمساك عنه؛ مخافة من انجراره إلى المحرم أو المكروه، وهذا يقع في العادة كثيرًا أو غالبًا، وقد قال الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18] [7]. وقال الإمام الجليل أبو محمد بن أبي زيد إمام المالكية بالمغرب في زمنه: جميع آداب الخير تتفرع من أربعة أحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)) [8] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء: تركُه ما لا يعنيه)) [9] ، وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له الوصية: ((لا تغضب)) [10] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [11].
* ما يؤخذ من الحديث: - أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي وحال المتعلم وأن يخاطبه بما تقتضيه حاله, وإن كان لو خاطبا غيره فخاطبه بشيء أخر. * الشرح: - هذا الحديث من الآداب الإسلامية الواجبة: الأول: إكرام الجار فإن الجار له حق, قال العلماء: إذا كان الجار مسلماً قريباً فله ثلاث حقوق, الجوار والإسلام والقرابة, وإن كان مسلماً غير قريب فله حقان, وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار. الثاني: وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر, فهو غريب محتاج. ثالثا: وأما القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون على الإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت. * ففي هذا الحديث من الفوائد: - وجوب إكرام الجار فيكون بكف الأذى عنه وبذل المعروف له, فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( والله لا يؤمن, والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قالوا من يا رسول الله ؟ قال: ( من لا يأمن جاره بوائقه). - وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلاة والسلام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) ومن إكرامه إحسان ضيافته, والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ولا ينبغي لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة فإذا زاد على ثلاثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى لا يكلف عليه.
قالوا: يا رسول الله، كيف يؤثمه ؟ قال: "يقيم عنده ولا شيء له يُقْريه به)). وينبغي للضيف أن لا يزيد في إقامته عن ثلاثة أيام. ما يستفاد من الحديث: *الإيمان بالله واليوم الآخر من كمال الإيمان. *من محاسن الإسلام الحث على حفظ اللسان والتكلم بالخير، والصمت عما ليس بخير. *إن من مكارم الأخلاق استقامة اللسان. *وجوب حق الجار وإكرامه والإحسان إليه وكف الأذى عنه. حق الجوار لكل جار مسلماً كان أم كافراً. إكرام الضيف من صفات المؤمنين.
تعليمات المشاركة لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك BB code is متاحة الابتسامات متاحة كود [IMG] متاحة كود HTML معطلة Forum Rules الانتقال السريع
نطاق البحث جميع الأحاديث الأحاديث المرفوعة الأحاديث القدسية آثار الصحابة شروح الأحاديث درجة الحديث أحاديث حكم المحدثون عليها بالصحة، ونحو ذلك أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالصحة، ونحو ذلك أحاديث حكم المحدثون عليها بالضعف، ونحو ذلك أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالضعف، ونحو ذلك المحدث الكتاب الراوي: تثبيت خيارات البحث
ورُدَّ أن استقامة اللسان من خصال الإيمان، كما في (المسند) عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه". وعن بلال بن الحارث المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سَخَطَه إلى يوم يلقاه). ويقال: "مَن سكت فسَلِمَ كمَن قال فغَنِم"، وقيل لبعضهم: لِمَ لَزِمْتَ السكوتَ؟ قال: لأني لم أندم على السكوت قط، وقد ندمتُ على الكلام مرارًا. قوله: (وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ) وهذا ثاني أمر أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه بإكرام الجار ومراعاة حق الجوار وكف الأذى عنه. فأذى الجار محرم كما في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الذنب أعظم؟ قال: ((أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك))، قيل: ثم أي؟ قال: ((أن تقتل ولدك مخافةَ أن يطعَمَ معك))، قيل: ثم أي؟ قال: ((أن تزانيَ حليلة جارك)).
تفاصيل حول الكتاب ◄ الكتاب الأفضل للاستعداد لاختبار ـ علمي. ◄ عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات حققوا أعلى الدرجات بالاستفادة من هذا الكتاب. ◄ التركيز على الموضوعات والأسئلة التي يحتاجها الطالب والطالبة للاستعداد للاختبار. ◄ المؤلف: ناصر عبدالعزيز العبدالكريم والفريق العلمي في دار الحرف. ◄ عدد الصفحات: 136.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd. Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3. 6. 0 PL2 المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير, حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر
382 Rating details 11 ratings 1 review أكثر من 2000 سؤال مع شرح شامل الموضوعات مقابل الأسئلة يغطي جميع جوانب الاختبارات للقسم الأدبي. ناصر الحربي سنة النشر.