حلقة من برنامج "إيَّاك نعبد" لفضيلة الشيخ "أ. د. عبدالله بن عمر السحيباني" ؛ في الحثِّ على السعْي في طلب الرزق، وعدم التواكل، ودلالة قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].
المَسْألَةُ الثّانِيَةُ: الذَّلُولُ مِن كُلِّ شَيْءٍ: المُنْقادُ الَّذِي يَذِلُّ لَكَ، ومَصْدَرُهُ الذُّلُّ، وهو الِانْقِيادُ واللِّينُ، ومِنهُ يُقالُ: دابَّةٌ ذَلُولٌ، وفي وصْفِ الأرْضِ بِالذَّلُولِ أقْوالٌ: أحَدُها: أنَّهُ تَعالى ما جَعَلَها صَخْرِيَّةً خَشِنَةً بِحَيْثُ يَمْتَنِعُ المَشْيُ عَلَيْها، كَما يَمْتَنِعُ المَشْيُ عَلى وُجُوهِ الصَّخْرَةِ الخَشِنَةِ. فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ - ملتقى الخطباء. وثانِيها: أنَّهُ تَعالى جَعَلَها لَيِّنَةً بِحَيْثُ يُمْكِنُ حَفْرُها، وبِناءُ الأبْنِيَةِ مِنها كَما يُرادُ، ولَوْ كانَتْ حَجَرِيَّةً صُلْبَةً لَتَعَذَّرَ ذَلِكَ. وثالِثُها: أنَّها لَوْ كانَتْ حَجَرِيَّةً، أوْ (p-٦١)كانَتْ مِثْلَ الذَّهَبِ أوِ الحَدِيدِ، لَكانَتْ تَسْخُنُ جِدًّا في الصَّيْفِ، وكانَتْ تَبْرُدُ جِدًّا في الشِّتاءِ، ولَكانَتِ الزِّراعَةُ فِيها مُمْتَنِعَةً، والغِراسَةُ فِيها مُتَعَذِّرَةً، ولَما كانَتْ كِفاتًا لِلْأمْواتِ والأحْياءِ. ورابِعُها: أنَّهُ تَعالى سَخَّرَها لَنا بِأنْ أمْسَكَها في جَوِّ الهَواءِ، ولَوْ كانَتْ مُتَحَرِّكَةً عَلى الِاسْتِقامَةِ، أوْ عَلى الِاسْتِدارَةِ لَمْ تَكُنْ مُنْقادَةً لَنا. المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: قَوْلُهُ: ﴿فامْشُوا في مَناكِبِها﴾ أمْرُ إباحَةٍ، وكَذا القَوْلُ في قَوْلِهِ: ﴿وكُلُوا مِن رِزْقِهِ﴾.
و« لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ»؛ متفق عليه. والمعول على البركةِ والبركةُ من الله، فلعمري ما حلت البركة في المال القليل إلا وسع فئامًا، ولا نزعة من وفير إلا أصبح شحيحا، وفي آخر الزمان عند نزول عيسى بن مريم « يُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ»؛ أخرجه مسلم. والبركة بمفهومها الواسع هو حديث الجمعة القادمة بإذن الله.. اللهم ارزقنا غنا لا يطغينا وصحة لا تلهينا وفضلا منك ورحمة.
المَسْألَةُ الرّابِعَةُ: ذَكَرُوا في مَناكِبِ الأرْضِ وُجُوهًا: أحَدُها: قالَ صاحِبُ "الكَشّافِ": المَشْيُ في مَناكِبِها مَثَلٌ لِفَرْطِ التَّذْلِيلِ؛ لِأنَّ المَنكِبَيْنِ ومُلْتَقاهُما مِنَ الغارِبِ أرَقُّ شَيْءٍ مِنَ البَعِيرِ، وأبْعَدُهُ مِن إمْكانِ المَشْيِ عَلَيْهِ، فَإذا صارَ البَعِيرُ بِحَيْثُ يُمْكِنُ المَشْيُ عَلى مَنكِبِهِ، فَقَدْ صارَ نِهايَةً في الِانْقِيادِ والطّاعَةِ، فَثَبَتَ أنَّ قَوْلَهُ: ﴿فامْشُوا في مَناكِبِها﴾ كِنايَةٌ عَنْ كَوْنِها نِهايَةً في الذُّلُولِيَّةِ. وثانِيها: قَوْلُ قَتادَةَ والضَّحّاكِ وابْنِ عَبّاسٍ: إنَّ مَناكِبَ الأرْضِ جِبالُها وآكامُها، وسُمِّيَتِ الجِبالُ مَناكِبَ؛ لِأنَّ مَناكِبَ الإنْسانِ شاخِصَةٌ والجِبالُ أيْضًا شاخِصَةٌ، والمَعْنى أنِّي سَهَّلْتُ عَلَيْكُمُ المَشْيَ في مَناكِبِها، وهي أبْعَدُ أجْزائِها عَنِ التَّذْلِيلِ، فَكَيْفَ الحالُ في سائِرِ أجْزائِها.
دعنا نترك إرثاً يفتخر بة فلسطينياً، دعنا نرسم في عيون شباينا واطفالنا مستقبل جديد. إن ايمان القيادة الحكيمة بأن التكنولوجيا لغة المستقبل، سيغير المفاهيم الاستراتيجية الوطنية، إن الايمان بالقيادات الشبابية المبدعة والقناعة ان لغة البرمجة من أهم ادوات التفوق والنجاح لشباب المستقبل ، وتحديداً اصحاب القدرات الخلاقة القادرين على تنفيذ مشاريع نوعية وتطبيقات ذكية ، هؤلاء هم عماد الاقتصاد التنافسي المستقبلي ،فالاقتصاد المعرفي يعتمد على الابتكار والتطبيقات التكنولوجية للمستقبل، إن سياسية التعزيز المرجوة تهدف الى خلق رفاهية نوعية لمجتمعنا الذي يرزح تحت الإحتلال ، كما سيساهم في تغيير مستقبل الوطن نحو الأفضل وذلك بخلق فرص عمل ستعود بالفائدة على موازنة الدولة بالمستقبل القريب. لن نرفع الراية البيضاء الملطخة بالعجز، سنبقى حلمنا بغدٍ افضل امامنا ، سنيقى على تفاؤلنا نحو تغير الواقع لواقع افضل وطنياً ، وسنجعل اطفالنا يتحدثون عن انجازاً وليس ارثاُ.
الخطبة الأولى: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ 20/12/1442ه الحمد لله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر إنه غفور شكور، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إليه تصير الأمور ، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم وبرك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.. أما بعد.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}. هذه الحياة، مُدْبِرٌ مُقْبِلُها، ومائلٌ مُعْتَدِلُها، كثيرةٌ عللها، إن أضحكت بزخرفها قليلاً، فلقد أبكت بأكدارها طويلاً.. غلاء بأسعارها ، مخاوف بأخطارها ، مصائب بأمراضها.. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} جلس فئةٌ تتسول ما في أيدي الآخرين، وتلاوم قومٌ ينتظرون دوامًا مريحًا أو عملًا مرموقًا.. ولهؤلاء يقال لهم {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} قال نبي الله صلى الله عليه وسلم « كُنْتُ أرَعَى الغَنَمَ عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ» لم تكن دنانير أو ملايين بل قراريط بسيطه. و«مَا من نَبِيٍّ إِلَّا رَعَى الغَنَمَ» و«كَانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا» أخرجه مسلم.
8- الخشوع في الصلاة يُزيل الهمّ عن القلب، ويشرح الصدر. 9- إن الخشوع في الصلاة تزيدُ المسلم حبّاً للصلاة حتى تكون هي أحبُ شيءٍ إلى النفسِ فتصبحُ قُرة العين وراحة النفس. 10- إن الخشوع أيضاً يفتحُ أبواب الفقهِ للعبدِ، والاستفادت من كلام الله تعالى: فقال الله تعالى: "يَا أيّها الّذين آمنوا إنّ تتقوا الله يجعل لَكُم فُرقاناً" الأنفال:29. 11- فالخشوع أيضاً تفتح أبواب الدعاءِ للعبد، فيدعوا الله ويتضرعُ إليه، فكلما ازداد الخشوع كان ذلك أبلغ. 12- إّن الخشوع في الصلاة يجعلُ الله فيه شفاءً عاماً من الأوجاع قبل استحكامها: قال الإمام ابن القيم رحمهُ الله تعالى: "واستَعينوا بالصّبر والصلاةِ وإنها لكبيرةٌ إلّا على الخاشعين". البقرة:45. 8 أدعية قصيرة تعينك على الخشوع في الصلاة. وقال الله تعالى: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحنُ نرزُقُكَ والعاقبةُ للتقوى" طه:132. لقد ذكر ابن القيم رحمه الله إن عُموم الاستشفاءِ بالصلاةِ من عامة الأوجاعِ قبل استحكامها. ففي الصلاةِ مجلبةٌ للرزق، وحافظة للصحة ودافعةً للبلاء ومُطردةٌ للأدواء، ومُقويةً للقلوب، مبيضةً للوجه ومُفرحة للنفس وتًبعد الكسل وتنشط البدن والجوارح تعطي القوة للإنسان تشرح به الصدور وتغذي الروح وتُنير القلب وتحفظُ النِعم وتُبعد النقم وتجلب البركة.
"اللهم إني أسألك خشوعاً دائماً، وأسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي". "اللّهم إني أستغفرك من كل صلاة لا خشوع بها ولكل ذنب خطوت إليه بقدمي، أو مددت إليه يدي، أو تأملته ببصري، أو أصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائداً علي بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين يا رب العالمين". دعاء الخشوع في الصلاة. "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، وأستغفرك من كل سيئة ارتكبتها في بياض النهار أو سواد الليل، في ملأ وخلاء وسر وعلانية وأنت ناظر إلي، اللّهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا تضلني بعد إذ هديتني وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً وناصراً يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير". "اللّهم ارزقني حسن الوقوف بين يديك، اللهم ارزقني الموت وأنا ساجد لك يا أرحم الراحمين، اللهم ثبتني عند سؤال الملكين، اللهم لا تحرمنا سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندي، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين".
متفق عليه. كيف اخشع في الدعاء - موضوع. 4- الخشوع في الصلاة يُعطي الصلاة معناها الحقيق: وهو التوجه والحضور بالقلب، والجسد بين يدي الله تعالى، والتقرب من الله بذلك. 5- الخشوع في الصلاة يُهون الوقوف على العبد يوم القيامة: لقد قال الإمام ابن القيم رحمهُ الله: للعبدِ بين يدي الله موقفان: موقفٌ بين يديه في الصلاة، وموقفٌ بين يديه يوم لقائهِ، فمن قام بحق الموقف الأول هُون عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف، ولم يُوفهُ حقهُ شُدد عليه ذلك الموقف، قال الله تعالى: " وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا – إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا " الإنسان:26-27. 6- الخشوع في الصلاة يُقرب العبد من ربه: إن العبد ليستفيدُ من اللذة في مناجاةِ الله تعالى؛ وذلك لأن اللذة تابعة للمحبة وتقوى بقوتها، وتضعفُ بضعفها، فكلما كانت الرغبة في المحبوب والشوق إليه أقوى كانت اللذة بالوصول أتم. 7- الخشوع الكامل يزدادُ فيه الإيمان: إنّ صفة الخشوع عند المًصلي تلينُ القلوب ويُورث الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة ويبعثُ في القلبِ المحبة والخير والرغبة فيه وكراهية الشر والنفور منه، وبهذا فالصلاة تكون ناهيةً عن الفحشاء والمنكر.
أدعية منوعة للخشوع في الصلاة (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجبنِ والبخلِ، والهرمِ، وعذابِ القبر، وفتنةِ الدجَّالِ، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من علْمٍ لا ينفعُ، ومن قلْبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تشبعُ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها). [مرجع] "اللَّهمَّ ارزقني صلاة خاشعة وقِنِي شرَّ نفسي واعزِمْ لي على رشَدِ أمري اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ وما أخطَأْتُ وما عمَدْتُ وما جهِلْتُ". "اللهم إني أسألُكَ قلباً خاشعاً، وثباتاً في الأمرِ وعزيمةً على الرُّشْدِ وأسألُكَ شُكْرَ نعمتِكَ وحُسْنَ عبادتِكَ وأسألُك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا وأسألُكَ من خيرِ ما تَعْلَمُ وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلمُ وأستغفرُك لما تعلمُ". دعاء الخشوع في الصلاه مشاري الخراز. "اللهم اغفر لي ذنبي كله، كبيره وصغيره، عظيمه وحقيره، اللهم لا تجعل ذنبي حائلًا بيني وبين رحمتك، ولا تحرمني الوقوف بين يديك، رب أنت أعلم بحالي وما يؤول إليه مآلي فافتح قلبي وعقلي للخشوع بين يديك وفهم آياتك والتدبر في كتابك وافتح لي فإنك أنت الفتاح العليم". "اللهم إني أعوذ بك من نفسٍ غافلةٍ وقلبٍ لاهٍ عن ذكرك وآياتك، اللهم لا تجعلني في صلاتي جسدًا بلا قلب، اللهم لا تجعل الدنيا في عيني أكبر من وقوفي بين يديك وأكبر من دعائي لك إنك أنت الرحمن الرحيم".