استقامة القلب: إذا استقام القلب استقامت الجوارح، وإنما يستقيم القلب بأمرين: 1- تقديم ما يحبه الله تعالى على ما تحبه النفس.
والحرج: الضيق، وقيل الشك، ومنه قيل للشجر الملتف: حرج وحرجة، وجمعها حراج، وقيل الحرج: الإثم، أي لا يجدون في أنفسهم إثماً بإنكارهم ما قضيت " ويسلموا تسليماً " أي: ينقادوا لأمرك وقضائك انقياداً لا يخالفونه في شيء. قال الزجاج: "تسليماً" مصدر مؤكد: أي ويسلموا لحكمك تسليماً لا يدخلون على أنفسهم شكاً ولا شبهة فيه.
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ} * { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} يقول تعالـى ذكره: ولتطمئن به قلوبكم إذ يغشيكم النعاس. ويعنـي بقوله: { يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ}: يـلقـي علـيكم النعاس، { أمَنَةً} يقول: أمانا من الله لكم من عدوّكم أن يغلبكم، وكذلك النعاس فـي الـحرب أمنة من الله عزّ وجلّ. اذ يغشيكم النعاس امنة منه. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو نعيـم، قال: ثنا سفـيان، عن عاصم، عن أبـي رزين، عن عبد الله، قال: النعاس فـي القتال أمنة من الله عزّ وجلّ، وفـي الصلاة من الشيطان. حدثنـي الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، فـي قوله: { يغشاكم النعاس أمنة منه} ، عن عاصم، عن أبـي رزين، عن عبد الله، بنـحوه، قال: قال عبد الله: فذكر مثله. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن عاصم، عن أبـي رزين، عن عبد الله بنـحوه.
والقطب جعل في الكلام استعارة بالكناية حيث ذكر أنه شبه النعاس بشخص من شأنه أن يأتيهم لكنه لا يأتيهم في وقت الخوف وإذا من أتاهم، ثم ذكر النعاس وأراد ذلك الشخص، والقرينة ذكر الأمنة لأنها من لوازم المشبه به، وقد وصف الزمخشري النوم بنحو ذلك في قوله: (١٧٥) الذهاب إلى صفحة: «« «... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180... » »»
(إِذْ) ظرف متعلق بيثبت أو بدل ثالث. (يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وربك فاعله، والجملة في محل جر بالإضافة. (أَنِّي مَعَكُمْ) أن واسمها، معكم: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبرها والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بالباء، أو في محل نصب مفعول به للفعل يوحي. (فَثَبِّتُوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل، والفاء هي الفصيحة. (الَّذِينَ) اسم موصول مفعول به والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم، وجملة (آمَنُوا) صلة الموصول. (سَأُلْقِي) السين للإستقبال وفعل مضارع فاعله مستتر والجملة مستأنفة، (فِي قُلُوبِ) متعلقان بالفعل واسم الموصول (الَّذِينَ) في محل جر بالإضافة. (كَفَرُوا) الجملة صلة (الرُّعْبَ) مفعول به. (فَاضْرِبُوا) مثل فثبتوا.. (فَوْقَ) ظرف مكان متعلق بالفعل. إعراب القرآن. سورة الأنفال: .إعراب الآية (6 - 16 ): - منتديات درر العراق. (الْأَعْناقِ) مضاف إليه (وَاضْرِبُوا) عطف. (مِنْهُمْ) متعلقان بمحذوف حال من بنان الذي تأخر عنهما. والجملة معطوفة. (كُلَّ) مفعول به (بَنانٍ) مضاف إليه.. إعراب الآية (13): {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (13)}.
وقال قتادة: النعاس في الرأس ، والنوم في القلب.. قلت: أما النعاس فقد أصابهم يوم أحد ، وأمر ذلك مشهور جدا ، وأما يوم بدر في هذه الآية الشريفة إنما هي في سياق قصة بدر ، وهي دالة على وقوع ذلك أيضا وكأن ذلك كان سجية للمؤمنين عند شدة البأس لتكون قلوبهم آمنة مطمئنة بنصر الله. إعراب قوله تعالى: إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينـزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به الآية 11 سورة الأنفال. وهذا من فضل الله ورحمته بهم ونعمه عليهم ، وكما قال تعالى: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) [ الشرح: 5 ، 6] ؛ ولهذا [ جاء] في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان يوم بدر في العريش مع الصديق - رضي الله عنه - وهما يدعوان ، أخذت رسول الله سنة من النوم ، ثم استيقظ متبسما فقال: أبشر يا أبا بكر ، هذا جبريل على ثناياه النقع ، ثم خرج من باب العريش ، وهو يتلو قوله تعالى: ( سيهزم الجمع ويولون الدبر) [ القمر: 45]. وقوله: ( وينزل عليكم من السماء ماء) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال: نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني: حين سار إلى بدر - والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة وأصاب المسلمين ضعف شديد ، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ ، يوسوس بينهم: تزعمون أنكم أولياء الله تعالى وفيكم رسوله ، وقد غلبكم المشركون على الماء ، وأنتم تصلون مجنبين!
(وَلِتَطْمَئِنَّ) مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل. والمصدر المؤول في محل جر باللام، والجار والمجرور معطوفان على ما قبلهما (بِهِ) متعلقان بالفعل. (قُلُوبُكُمْ) فاعل. (وَما) ما نافية والواو استئنافية. (النَّصْرُ) مبتدأ. (إِلَّا) أداة حصر، (مِنْ عِنْدِ) متعلقان بمحذوف خبر والجملة الاسمية مستأنفة. (اللَّهُ) لفظ الجلالة مضاف إليه. (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ) إن ولفظ الجلالة اسمها وعزيز خبرها، (حَكِيمٌ) خبر ثان والجملة تعليلية لا محل لها.. إعراب الآية (11): {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (11)}. Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (1-0-11-8). (إِذْ) بدل ثان من قوله (و إذ يعدكم.. ). (يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله هو الكاف مفعوله الأول والنعاس مفعوله الثاني. (أَمَنَةً) مفعول لأجله. (مِنْهُ) متعلقان بمحذوف صفة لأمنة. والجملة في محل جر بالإضافة. (وَيُنَزِّلُ) مضارع فاعله مستتر (عَلَيْكُمْ) متعلقان بالفعل وكذلك (مِنَ السَّماءِ) متعلقان بالفعل أيضا والجملة معطوفة.