وفي الحقيقة فإن دور الأم في الرعاية لا ينحصر فقط في الطعام والشراب. وإنما كذلك يمتد إلى الكثير من الاحتياجات الأخرى، والتي تعد أهم من الطعام والشراب وهي احتياجاتهم العاطفية. إذ إنها تعمل على تقديم الحب والحنان، بالإضافة إلى الدعم النفسي، والمعنوي وهما من الأشياء الهامة لنشأة الطفل نشأة سوية. ويحتاج إليها كذلك الطفل لكي يشعر بالأمان والاستقرار النفسي، أيضاً فإن ذلك يساهم في أن ينمو عقله بشكل سليم وجيد. إذ أن الاستقرار النفسي له دور كبير في النمو العقلي السليم، بالإضافة إلى النمو البدني. كذلك فإن وجود الأم السوية في حياة الأبناء يعمل على إخراج شخصيات واعية. تمتاز بالفكر والوعي، لها أهداف مميزة تساهم في تطور المجتمع. ثانياً الأم هي رباط الأسرة الأم من أهم العوامل التي تساهم في تماسك الأسرة، والحفاظ عليها للوقوف في وجه الكثير من العقبات التي تواجهها في حياتها. لأن المرأة هي التي تعمل على إحداث التوازن الذي يساهم في حفظ الأسرة واستقرارها. المرأة........هي الحياة. وكذلك تماسكها، فهي التي تقوم بترتيب المنزل، وهي التي توفر الراحة لجميع أفراد الأسرة. وهي التي تعمل على الاهتمام بالناحية الاقتصادية للمنزل بالقدر الذي يتماشى مع احتياجاتها المادية.
والإسلام ضمن حقوقها كاملة كإنسانة مثلها مثل الرجل في الحقوق والواجبات والعبادات – والميراث (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً. وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ. المرأة هي الحياة - جريدة الوطن السعودية. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). الرجل والمرأة فلها الحرية في الدفاع عن نفسها ومصالحها الشخصية في المحاكم – وبعض الدوائر الحكومية التي تخصها فأصبحت كائنا له كيانه الخاص، لها حرية التحرك والتنقل والسفر بالطرق المشروعة والبريئة، ولا سيما أنها أصبحت تحمل بطاقة الأحوال الشخصية، مثلها مثل الرجل. فيا أيها الرجال أعطوا المرأة حقها الذي رسمه وضمنه لها الإسلام، ولا تكونوا حجر عثرة أمامها أو الحجر عليها، ويا أيها المسؤولون في بعض القطاعات التي تقدم الخدمة للمرأة لا تربطوا مصيرها بتعريف أو ولي قد يكون من أحد أبنائها الذي ما زال في عمر الطفولة وهي تكبره سنا وعلما وأخلاقا وعقلا ومكانة اجتماعية ووظيفية، فإلى متى سوف يستمر هذا الحال؟ آخر تحديث 07:45 السبت 30 أبريل 2022 - 29 رمضان 1443 هـ
وقفت المرأة الكردية مع الرجل جنباً إلى جنب في مجال العمل وساحات النضال وميدان الثقافة ودافعت عن حريتها وطالبت بالمساواة وسعتْ تبحث عن حريتها التي حُطِمَتْ أمام تسلط الرجل والمجتمع. في البداية صبرتْ المرأة الكردية على كل ما كانت تلاقيه من صعوبات. حتى نظرة المجتمع كانت غريبة تجاه المرأة. لذا عند ذهاب المرأة إلى العمل راحت تعمل لتساهم بنصيبها في بناء المجتمع ودفع عجلاتها إلى مواقع التقدم والازدهار. المرأة هي الحياة الحرة. وقفتْ المرأة مع الرجل في ساحات النضال والمواجهة من خلال مشاركتها في الثورات الوطنية وانضمامها للمقاومة… فقد أدهشت العالم كله بشجاعتها ومشاركتها في معارك الحرب الساخنة سواء كان في الجبال أو في أي مكان من جبهات النضال، لمواجهة الإرهاب التعسفي. رغم كل ما تعرضت له المرأة من قتل واعتقال وتعذيب إلا أن المرأة الكردية لم تتراجع ولو أنملة عن مسيرتها التحررية وقاومت بكل بسالة في وجه كل من يهدف إلى أسرها وأسر وطنها وأرضها ومجتمعها. والبطولة التي أظهرتها المرأة في روجافا أعطت درساً للجميع بأن لا يفكروا مجرد تفكير بأنهم سيقومون باستعمار أرضنا الحرة ما دامت هناك الآلاف من الفتيات الشجاعات اللواتي يفدين بأرواحهنّ فداء للوطن.
اشترك لتصلك أهم الأخبار هذه العبارة التي أرعبت ومازالت تُرعب أعداء الحياة والإنسانية، فأينما وُجدت المرأة الحرة الواعية وُجدت الحياة الحرة الكريمة، وهذا ما لا يروق لأصحاب الفكر الظلامى والاستبدادى والديكتاتورى والتكفيرى. لأنهم يعلمون تمامًا أن وجودهم مرهون بالقضاء على هذا النموذج من النساء. لذلك لم يدخروا جهدًا إلا وسخَّروه لإنتاج واستحداث نظريات ورؤى، بدءًا من الميثولوجيا والدين والفلسفة ومرورًا بالعلم، محاولين ترويج وشرعنة أنماط ونماذج للمرأة بما يتوافق وفق معاييرهم ورؤاهم، وبما يضمن بقاءهم واستمراريتهم. وبالتالى فقد ظلت هذه المؤامرات والاستراتيجيات والسياسات تحاك تجاه المرأة لخلق نموذج المرأة المستعبدة التي تعيش غربة عن ذاتها وحقيقتها وجوهرها، في الوقت الذي ظلت فيه فطرتها الإنسانية- ككائن- تجابه وتقاوم، بل ولم تتردد لحظة في مناهضة ذلك الفكر الظلامى للعيش وفق طبيعتها الحرة. لذا، نجد أن أصحاب هذا الفكر، ومنذ فجر التاريخ وإلى يومنا هذا، يستهدفون نموذج المرأة الواعية الحرة بكل ما يملكون من إمكانيات، وأن مسعاهم هذا مازال يسير على قدم وساق، وما نشاهده اليوم من جرائم وانتهاكات متكررة لأردوغان وأزلامه بحق المرأة هو استمرارية لذلك الفكر الظلامى المنتشر في المنطقة بشكل عام.
وقد شعر صلى الله عليه وسلم بذلك الفراغ الذي تركته بعد موتها - هي وعمه أبو طالب - حتى سمي ذلك العام عام الحزن. • وينقل لنا أنس رضي الله عنه مشاهد مما حدث يوم أحد ومن ذلك.. "ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما المشمرتان، أرى خدم [2] سوقهما، تنقزان [3] القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان، فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم.. " [4]. • وقد سبق في ترجمة أم سلمة رضي الله عنهما، ذكر مشورتها على النبي صلى الله عليه وسلم حينما أمر أصحابه بالحلق والتحلل، فلم يفعلوا، وكان ما أشارت به فيه الخير، الذي رد الصحابة إلى صوابهم فسارعوا إلى تنفيذ الأمر. • وفي حجة الوداع يدخل صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها وهو غضبان ليذكر لها تردد الناس فيما أمرهم به. قالت عائشة رضي الله عنها: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع مضين من ذي الحجة أو خمس، فدخل عليَّ وهو غضبان، فقلت: من أغضبك، يا رسول الله! ؟ أدخله الله النار، قال: "أو ما شعرتِ أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون [5] ؟ ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت، ما سقت الهدي معي حتى أشتريه، ثم أحل كما حلوا" [6]. إنه صلى الله عليه وسلم أصابه همّ عظيم بسبب عدم مبادرة أصحابه لتنفيذ ما أمرهم به، فلم يجد إلا أن يدخل على عائشة يخفف من همه بذكر ما حدث.
[ المرأة والوفاء] للمراة مع الوفاء حديث طويل الأيام ، وللوفاء مع المرأة منزل يتجدد في كل يوم ، لأن المرأة أدهشت الوفاء بمعانيها الفائقة ، فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة ، تفرد بها الزمان على أبجديته ، فالمرأة تفوقت بوفائها لثراء تجربتها ، ولقوة موهبتها ، ولصدق محبتها ، وصحة قلبها ، وجلال رثائها ، وانظر إلى القلم كيف تمسكه أناملها لتعزغ أنشودة وفائها على نهر أوراق الخريف الماضي ، والذي تتساقط أوراقه على ميادين الثقافة في كل بحر ، وفي كل مكان. [ المرأة والصمت] للصمت مع المرأة حكايات ، هي بطلة للروايات ، تجعلك حائرا في طبعها ، في الوقت الذي تجبرك على إحترام صمتها ، تمر من حولها أزمات طاحنة.. وتجدها صامته ، وتأتي عليها الكرب الساحقة.. وتجدها صامتة ، وتزورها كل يوم البلايا الماحقة وتجدها صامتة. حيرت الزمن ، وأسرت الدهر ، وكأنك تسمع صمتها،لأن قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام ، فهي تقرأالحياة بمعناها ، من بدايتها إلى أقصاها ، فروحها تنصهر بمعاناتها ، وتذوب أحشائها لمأساتها ، أن قضيتها الدموع ، ولغتها الخالدةالصمت ، لأنها تعرف أن الحياة دائما تضيق بأعدائها ، لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة ، لا ينفعها كلام ، ولا يبكيها فؤاد ، ولكن هذه المرأة تعرف أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال ، ونقشت كبريائها في ضمائر البشر.
صباحكممسائكم كلها سعادة وفرح (( إنا أعطيناك الكوثر)) بهذه الآية الكريمة ، أفتتح الله تعالى سورة الكوثر ، مذكراً نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة ، ومنة كريمة ، وموعود أخروي ، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه ، وبشارة له ولأمته من بعده ، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم ، الأمر بالصلاة والعبادة ، والوعد بالنصر والتأييد (( فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر)) والكوثر هو النهر الذي وعده الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة ، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله تعالى بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة. ولنهر الكوثر – الذي في الجنة – ميزابان ، يصبان في حوض ، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة ، فنهر الكوثر في الجنة ، والحوض في أرض المحشر ، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض ، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض ( كوثر) ، باعتبار أن ماءهما واحد ، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة. وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر ، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر ، والارتواء منه ، والاضطلاع من معينه فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله تعالى ، وحافاتاه قباب الدر المجوف ،وترابه المسك ،وحصباؤه اللولؤ ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله ، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته.
والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة ، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر ، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض ، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب ، فالماء من أطيب ما يكون ، ومقره من أرق ما يكون ، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون. وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة ، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (( إن لكل نبي حوضا ترده أمته ، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)). فرحمة الله تعالى في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم ، فلكل نبي حوض ، يرده المؤمنون من أمته ، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور: الأول: أن ماءه مستمد من نهر الكوثر ، فماؤه أطيب المياه ، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء ، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه. الثاني: أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض. الثالث: أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة ، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته ، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم. ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين ، فعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين ، الشعث رؤوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا ينكحون المنعَّمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد) ، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين ، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا ، وأقلهم منصبا ، وأدناهم شأنا ، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين ، وصدق الإيمان ، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله تعالى ، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر ، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بينا أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، قال: فضرب الملك بيده، فإذا طينه أو طيبه مسك أزفر) رواه مسلم ، وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أُعْطِيتُ الكوثر، فإذا هو نهر يجري على ظهر الأرض، حافتاه قباب اللؤلؤ، ليس مسقوفاً، فضربت بيدي إلى تربته، فإذا تربته مسك أذفر، وحصباؤه اللؤلؤ) رواه أحمد وصححه الألباني. الحوض: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( حوضي مسيرةُ شهر، ماؤُه أبيض من اللبن، وريحُه أطيب من المِسك، وكيزانُه كنجومِ السماء، من شرِب منها فلا يظمأُ أبداً) رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ( ترى فيه (الحوض) أباريقُ الذَّهب والفضَّة كعدد نجوم السَّماء) رواه مسلم ، وفي رواية أخرى: ( أو أَكثرَ من عدد نجوم السَّماء). وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن عرضِه (الحوض) فقال: ( من مقامي إلى عمَّان، وسُئِل عن شرابه فقال: أشدُّ بياضاً من اللَّبن، وأحلى من العسل، يَغتُّ فيهِ ميزابانِ يمدَّانِه منَ الجنَّة, أحدُهما من ذهبٍ والآخرُ من وَرِقٍ (فضة) رواه مسلم.