هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس ضراً متفاوت المقدار على تفاوت الأخبار في الصدق والكذب. ولهذا دل هذا الأدب الجليل بقوله: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. أي يعلم ما في ذلك من المفاسد فيعظكم لتجتنبوا، وأنتم لا تعلمون فتحسبون التحدث بذلك لا يترتب عليه ضر. وهذا كقوله: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ. والله أعلم.
وجعل الوعيد على المحبة لشيوع الفاحشة في المؤمنين تنبيها على أن محبة ذلك تستحق العقوبة، لأن محبة ذلك دالة على خبث النية نحو المؤمنين، ومن شأن تلك الطوية أن لا يلبث صاحبها إلا يسيراً حتى يصدر عنه ما هو محب له، أو يسر بصدور ذلك من غيره، فالمحبة هنا كناية عن التهيؤ لإبراز ما يحب وقوعه. وجيء بصيغة الفعل المضارع للدلالة على الاستمرار، وأصل الكناية أن تجمع بين المعنى الصريح ولازمه، فلا جرم أن ينشأ عن تلك المحبة عذاب الدنيا وهو حد القذف، وعذاب الآخرة وهو أظهر لأنه مما تستحقه النوايا الخبيثة، وتلك المحبة شيء غير الهم بالسيئة وغير حديث النفس، لأنهما خاطران يمكن أن ينكف عنهما صاحبهما، وأما المحبة المستمرة فهي رغبة في حصول المحبوب، وهذا نظير الكناية في قوله تعالى: وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النور - الآية 19. كناية عن انتفاء وقوع طعام المسكين، فالوعيد هنا على محبة وقوع ذلك في المستقبل، كما هو مقتضى قوله: أَن تَشِيعَ. لأن أن تخلص المضارع للمستقبل، وأما المحبة الماضية فقد عفا الله عنها بقوله: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
والعكس صحيح: فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خيرٌ، وأهطع إليه، واستمات في سبيل الحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد. و هذا هو معنى القاعدة القرآنية التي تضمنتها هذه الآية باختصار. أيها القارئ الموفق: ما إن تمعن بناظريك، وترجع البصر كرتين، متأملاً الآيتين الكريمتين الأولى والثانية، إلا وتجد الآية الأولى - التي تحدثت عن فرض الجهاد - تتحدث عن ألم بدني وجسميًّ قد يلحق المجاهدين في سبيل الله، كما هو الغالب، وإذا تأملت الآية الثانية - آية مفارقة النساء - ألفيتها تتحدث عن ألم نفسي يلحق أحد الزوجين بسب فراقه لزوجه! وإذا بصرت في آية الجهاد وجدتها تتحدث عن عبادة من العبادات، وإذا تمعنت آية النساء، وجدتها تتحدث عن علاقات دنيوية. إذا فنحن أمام قاعدة تناولت أحوالاً شتى: دينية ودنيوية، بدنية ونفسية، وهي أحوال لا يكاد ينفك عنها أحد في هذه الحياة التي: جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذاء والأقذار وقول الله أبلغ وأوجز وأعجز، وأبهى مطلعا وأحكم مقطعا: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4]. إذا تبين هذا - أيها المؤمن بكتاب ربه - فأدرك أن إعمال هذه القاعدة القرآنية: { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} من أعظم ما يملأ القلب طمأنينة وراحةً، ومن أهم أسباب دفع القلق الذي عصف بحياة كثير من الناس، بسبب موقف من المواقف، أو بسبب قدر من الأقدار المؤلمة - في الظاهر - جرى عليه في يوم من الأيام.
التصرف الصحيح عندما تشاهد احد الباعه الجائلين، مهنة الباعة الجائلين من المهن الموجودة في المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء، بغض النظر عن مدى تقدم المدينة أو انخفاضها، يظل البائع المتجول دائمًا هو العامل المشترك في جميع أنحاء العالم، وتجدر الإشارة إلى أن الباعة الجائلين في أغلب الأحيان هم أناس بسطاء مع أصحابهم فهم عالون وكريمون، ويعملون حتى يتمكنوا من توفير قوتهم اليومي دون تسول أو تبعية، وهم يستحقون كل الاحترام والتقدير. دعم أصحاب العمل والحرف الصغيرة والبسيطة خدمة غير مباشرة يقدمها الفرد للمجتمع، الأشخاص ذوو المهن البسيطة مثل الباعة الجائلين الذين لا يدرون الكثير من المال هم أشخاص رفضوا العيش في هذا العالم بدون عمل أو بدون جهد، ويضيفون فرحة المجتمع إلى المنتجات المتميزة التي يقدمونها، ومرتبطًا فقط بمهنتهم، دعنا نتعلم كيف نتصرف بشكل صحيح عند مشاهدة بائع متجول على النحو التالي التصرف الصحيح عندما تشاهد احد الباعه الجائلين: يجب علينا أن نقدم له الدعم والعون بطريقة غير مباشرة وبدون أن نشعره بالحرج أو الانتقاص ونرفع من روحه المعنوية وذلك من خلال الشراء منهم ومدح بضائعهم ومنتجاتهم.
التصرف الصحيح عندما تشاهد، خلق الله تعالى هذا الكون وانعم على الانسان الكثير من النعم واعظم هذه النعم هى نعمة العقل، التى من خلالها يستطيع التمييز بين كافة الاشياء المفيدة والسيئة، وهذه النعمة ليست موجود عند باقي الكائنات الحية الاخرى، ويوجد نعم اخرى مثل الصحة والمال والعمل ونعمة الفقر فنعم الله لا تعد ولا تحصى فى هذا الكون، فدائما نقوم على شكر الله تعالى على كل شي وهبه لنا فى هذه الحياة، فنعمة الصحة لا يعرف الانسان قيمتها الا الذي يفقدها من خلال الخدمات التى تعطيها له. التصرف الصحيح عندما تشاهد؟ يجب على الانسان التصرف بشكل جيد عندما ترى شي لا يعجبك، فهنا يكون التصرف بالحكمة والقرار الصحيح فى بعض الامور التى تتطلب ذلك، فالانسان العاقل هو الذي يمتلك الحكمة ويمسك الامور من المنتصف ويتصرف بالحكمة فى القرارات التى تتطلب ذلك، فالله منح الحكمة لاصحاب القرارات الصحيحة وهم الحكماء. الاجابة الصحيحة هى: تقوم بالشراء منه وبث روح الأمل والتفاؤل بغد أفضل.
قال الرجل الصالح: وماذا قال تعالى؟! قال الخادم: لقد قال تعالى: {والكاظمين الغيظ}. قال الرجل: كظمتُ غيظي. قال الخادم: {والعافين عن الناس}. قال الرجل: عفوتُ عنك. قال الخادم: {والله يحب المحسنين}. قال الرجل: أنت حُرٌّ لوجه الله. *ذات يوم، أراد مَعْنُ بن زائــدة أن يقتل مجموعة من الأسـرى كانوا عنده؛ فقال له أحدهم: نحن أسراك، وبنا جوع وعطش، فلا تجمع علينا الجوع والعطش والقتل. فقال معن: أطعمـوهم واسقوهم. فلما أكلوا وشربوا، قـال أحدهم: لقد أكلنا وشربنا، فأصبحنا مثل ضيوفك، فماذا تفعل بضيوفك؟! فقـال لهم: قد عفوتُ عنكم. وطبيعي ان الإنسان يتأثر ويتضايق من إساءة الآخرين له ولكن علينا ان نعرف ان من هنا يظهر فضل الصبر والتحمل والحلم وكظم الغيظ والعفو والصفح ، فإن كنا سنعلم أولادنا ان قوتهم في يدهم ، فلا يتوجب علينا ان ننتظر منهم في يوم من الأيام إحدى هذه الصفات ، في نظري طفلي قوي بأخلاقه العاليه وليس بيده. نصيحتي لكن اخواتي ربوا اطفالكم بخلق الإسلام ، فديننا الحنيف فيه كل شيء ، كل سؤال أو مشكلة تواجهونها ستجدن حلها في الكتاب والسنة ، وإجعلوا من رسولنا الكريم قدوة لأطفالكم وأيضاً آل بيته والتابعين ، أما العنف فإبعدوه عن أطفالكم طغانا ماتقدمه القنوات من برامج أطفال لا تحمل لا قيمة ولا فائدة كلها عنف وجعلت من أطفالنا أطفال عدوانيين تجاه بعضهم يقلدون بدون فهم.