ويؤيد هذا الارتباط وقوع الضمير في قوله نَزَّله عائداً على { ما أنزل الله} في الآية المجابة بهاته الإبطالات ، ولذلك فصلت هذه كما فصلت أخواتها ولأنها لا علاقة لها بالجمل القريبة منها فتعطف عليها فجاءت لذلك متسأنفة. والعدو المبغض وهو مشتق من عَدَا عليه يعدو بمعنى وثب ، لأن المبغض يثب على المبغوض لينتقم منه ووزنه فَعول. وجبريل اسم عبراني للمَلَك المرسل من الله تعالى بالوحي لرُسله مركب من كلمتين. وفيه لغات أشهرها جِبْرِيل كقِطمير وهي لغة أهل الحجاز وبها قرأ الجمهور. وجَبْريل بفتح الجيم وكسر الراء وقع في قراءة ابن كثير وهذا وزن فَعْليل لا يوجد له مثال في كلام العرب قاله الفراء والنحاس ، وجَبْرَئِيل بفتح الجيم أيضاً وفتح الراء وبين الراء والياء همزة مكسورة وهي لغة تميم وقيس وبعضضِ أهل نجد وقرأ بها حمزة والكسائي. وجَبْرَئِل بفتح الجيم والراء بينها وبين اللام همزة مكسورة قرأ بها أبو بكر عن عاصم وفيه لغات أخرى قُرِىء بها في الشواذ. قل من كان عدوا لجبريل وميكال. وهو اسم مركب من كلمتين كلمة جبر وكلمة إِيل. فأما كلمة جبر فمعناه عند الجمهور نقلاً عن العبرانية أنها بمعنى عبد والتحقيق أنها في العبرانية بمعنى القُوة. وأما كلمة إِيل فهي عند الجمهور اسم من أسماء الله تعالى.
عمر متعجباً وذكر صاحب كتاب «أسباب النزول» عن الشعبي، قال: قال عمر بن الخطاب: كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة، فأعجب من موافقة القرآن التوراة، وموافقة التوراة القرآن. فقالوا: يا عمر ما أحد أحب إلينا منك، قلت: ولم؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا، قلت: إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضاً، وموافقة التوراة القرآن، وموافقة القرآن التوراة. فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلف ظهري، فقالوا: هذا صاحبك فقم إليه. فالتفت إليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد دخل خوخة من المدينة، فأقبلت عليهم فقلت: أنشدكم الله وما أنزل عليكم من كتاب، أتعلمون أنه رسول الله؟ فقال سيدهم: قد نشدكم بالله فأخبروه. جبريل - المعرفة. فقالوا: أنت سيدنا فأخبره. فقال سيدهم: إنا نعلم أنه رسول الله، قال: قلت: فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله، ثم لم تتبعوه. قالوا: إن لنا عدواً من الملائكة، وسلماً من الملائكة. فقلت: من عدوكم. ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل، وهو ملك الفظاظة والغلظة، والآصار والتشديد. قلت: ومن سلمكم؟ قال: ميكائيل، وهو ملك الرأفة واللين والتيسير. قلت: فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، وما يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل؛ فإنهما جميعاً ومن معهما أعداء لمن عادوا، وسلم لمن سالموا.
قَالُوا: فَمَا هَذِه الصَّوْت الَّذِي يسمع؟ قَالَ: زَجره بالسحاب؛ إِذا زَجره حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ أَمر. قَالُوا: فَأخْبرنَا مَا حرم إِسْرَائِيل على نَفسه؟ قَالَ: كَانَ يسكن البدو فاشتكى عرق النسا فَلم يجد شَيْئا يلاومه إِلَى لُحُوم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا فَلذَلِك حرمهَا. قَالُوا: فَأخْبرنَا من الَّذِي يَأْتِيك من الْمَلَائِكَة من عِنْد ربه، فَإِنَّهُ لَيْسَ نَبِي إِلَّا يَأْتِيهِ ملك من الْمَلَائِكَة من عِنْد ربه بالرسالة وبِالْوَحْي، فَمن صَاحبك فَإِنَّهُ إِنَّمَا بقيت هَذِه حَتَّى نتابعك؟ قَالَ: جِبْرِيل.
إذا مر يومٌ. ولم أتذكر به أن أقول: صباحك سكر... ورحت أخط كطفلٍ صغير كلاماً غريباً على وجه دفتر فلا تضجري من ذهولي وصمتي ولا تحسبي أن شيئاً تغير فحين أنا. لا أقول: أحب.. فمعناه أني أحبك أكثر. * إذا جئتني ذات يوم بثوبٍ كعشب البحيرات.. أخضر.. أخضر وشعرك ملقىً على كتفيك كبحرٍ.. كأبعاد ليلٍ مبعثر.. ونهدك.. تحت ارتفاف القميص شهي.. شهي.. كطعنة خنجر ورحت أعب دخاني بعمقٍ وأرشف حبر دواتي وأسكر فلا تنعتيني بموت الشعور ولا تحسبي أن قلبي تحجر فبالوهم أخلق منك إلهاً وأجعل نهدك.. قطعة جوهر وبالوهم.. كل يوم احبك اكثر. أزرع شعرك دفلى وقمحاً.. ولوزاً.. وغابات زعتر.. إذا ما جلست طويلاً أمامي كمملكةٍ من عبيرٍ ومرمر.. وأغمضت عن طيباتك عيني وأهملت شكوى القميص المعطر فلا تحسبي أنني لا أراك فبعض المواضيع بالذهن يبصر ففي الظل يغدو لعطرك صوتٌ وتصبح أبعاد عينيك أكبر أحبك فوق المحبة.. لكن دعيني أراك كما أتصور..