( وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) يقول تعالى ذكره: وزين الدار الآخرة وبهاؤها عند ربك للمتقين, الذين اتقوا الله فخافوا عقابه, فجدوا في طاعته, وحذروا معاصيه خاصة دون غيرهم من خلق الله. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) خصوصا. ----------------- الهوامش: (1) يظهر أن هذا مكرر.
تناسب خواتيم الزخرف مع فواتح الدخان قال في خواتيم الزخرف: (سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)) وفي أوائل الدخان قال: (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)) هذا تعميم. في خاتمة الزخرف قال: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)) وفي الدخان قال: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)) أكدت وحدانية الله سبحانه وتعالى. سؤال: قد تصنع هذه الآية لبساً لمن عنده جهل باللغة العربية أن هنالك في السماء إله وفي الأرض إله؟ هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله، عيّنت واحداً فيهما، هو فيهما واحد لا يتغير وضحها في الدخان (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ونسميه الاستغراق.
فأما ما كان بخلاف ذلك، فغير كائنٍ ناسخا. (59) وقول الله في براءة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ، غير نافٍ حكمُه حكمَ قوله. (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) ، لأن قوله: (وإن جنحوا للسلم) ، إنما عني به بنو قريظة, وكانوا يهودًا أهلَ كتاب, وقد أذن الله جل ثناؤه للمؤمنين بصلح أهل الكتاب ومتاركتهم الحربَ على أخذ الجزية منهم. وأما قوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فإنما عُني به مشركو العرب من عبدة الأوثان، الذين لا يجوز قبول الجزية منهم. فليس في إحدى الآيتين نفي حكم الأخرى, بل كل واحدة منهما محكمة فيما أنـزلت فيه. 16251- حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (وإن جنحوا للسلم) ، قال: قريظة. * * * وأما قوله: (وتوكل على الله) ، يقول: فوِّض إلى الله، يا محمد، أمرك, واستكفِه، واثقًا به أنه يكفيك (60) كالذي:- 16252- حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (وتوكل على الله) ، إن الله كافيك. وإن جنحـــــوا للسلم فأجنــــــــح لها ... !. (61) * * * وقوله: (إنه هو السميع العليم) ، يعني بذلك: إن الله الذي تتوكل عليه، " سميع " ، لما تقول أنت ومن تسالمه وتتاركه الحربَ من أعداء الله وأعدائك عند عقد السلم بينك وبينه, وما يشترط كل فريق منكم على صاحبه من الشروط (62) = " العليم " ، بما يضمره كل فريق منكم للفريق الآخر من الوفاء بما عاقده عليه, ومن المضمر ذلك منكم في قلبه، والمنطوي على خلافه لصاحبه.
مناقشة ادعاء نسخ آية: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) تأليف سماحة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي - عدد القراءات: 5220 - نشر في: 09-ابريل-2007م " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" ( 1). فذهب ابن عباس، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وعطاء، وعكرمة، والحسن وقتادة إلى أنها منسوخة بآية السيف. والحق: أنها محكمة غير منسوخة، والدليل على ذلك. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها. أولا: إن آية السيف خاصة بالمشركين دون غيرهم، " وقد تقدم بيان ذلك "، ومن هنا صالح النبي صلى الله عليه وآله نصارى نجران في السنة العاشرة من الهجرة مع أن سورة براءة نزلت في السنة التاسعة، وعليه فتكون آية السيف مخصصة لعموم الحكم في الاية الكريمة، وليست ناسخة لها. وثانيا: أن وجوب قتال المشركين، وعدم مسالمتهم مقيد بما إذا كان للمسلمين قوة واستعداد للمقاتلة وأما إذا لم تكن لهم قوة تمكنهم من الاستظهار على عدوهم فلا مانع من المسألة كما فعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك مع قريش يوم الحديبية، وقد دل على التقييد قوله تعالى: " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم" ( 2). المصدر: البيان في تفسير القرآن، لزعيم الحوزة العلمية: سماحة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي.
المشرف العام على التحرير داليا عماد الجمعة 16 أكتوبر 2020 | 10:26 مساءً القرأن الكريم كتب: محمد سليمان يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الأنفال: وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 61. فما هو سبب نزول هذه الآية وفيمن نزلت ؟ وما هو معنى السلم في هذه الأية ؟ هل هو السلم بمعنى السلام ؟ أو أن المقصود بالسلم في الآية معنى مختلف؟ وهل هذه الآية محكمة أم منسوخة ؟ وكيف فسرها جمهور المفسرين ؟ جاء في تفسير الطبري أن قول الله تعالى وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا: إنما عني به بنو قريظة ، وكانوا يهودًا أهلَ كتاب, وقد أذن الله جل ثناؤه للمؤمنين بصلح أهل الكتاب ومتاركتهم الحربَ على أخذ الجزية منهم. لكن ابن كثير كان له رأى آخر في سبب نزول هذه الآية، ورغم أن ابن كثير قال عن مجاهد أنها أيضا نزلت في بني قريظة ، إلا أن عاد وذكر في موضع آخر أن هذا فيه نظر ؛ لأن السياق كله في وقعة بدر ، وذكرها مكتنف لهذا كله. أما معنى السلم في الآية فإن الطبري قال في معنى السلم المذكور في الآية عن سلمة عن ابن إسحاق(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، أي: إن دعوك إلى السلم =إلى الإسلام= فصالحهم عليه.
وقال لعيينة والحارث: انصرفا فليس لكما عندنا إلا السيف. وتناول سعد الصحيفة ، وليس فيها شهادة أن لا إله إلا الله فمحاها.
اقرأ أيضا.. لماذا لم ترد كلمة مصلحة أو مصالح في القرآن الكريم ؟ من يحدد مصالح المسلمين ؟ ولكن حتى إذا كان معنى السلم في الآية هو ترك القتال مع العدو أو الإسلام فإن مفسروا القرآن الكريم قد اختلفوا حول ما إذا كانت هذه الآية منسوخة أم محكمة، فذهب جمهور من المفسرين على أن الآية منسوخة بقوله: فاقتلوا المشركين وقيل: ليست بمنسوخة ؛ لأن المراد بها قبول الجزية ، وقد قبلها منهم الصحابة فمن بعدهم ، فتكون خاصة بأهل الكتاب ، وقيل: إن المشركين إن دعوا إلى الصلح جاز أن يجابوا إليه ، وتمسك المانعون من مصالحة المشركين بقوله - تعالى -: فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ( محمد: 35). وقيدوا عدم الجواز بما إذا كان المسلمون في عزة وقوة لا إذا لم يكونوا كذلك ، فهو جائز كما وقع منه - صلى الله عليه وسلم - من مهادنة قريش ، ولكن على شرط أن يكون الاتفاق على منعة للمسلمين وعزة.