﴿57﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تتخذوا الذين يستهزئون ويتلاعبون بدينكم من أهل الكتاب والكفارَ أولياءَ، وخافوا الله إن كنتم مؤمنين به وبشرعه. 9-سورة التوبة 23 ﴿23﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تتخذوا أقرباءكم -من الآباء والإخوان وغيرهم- أولياء، تفشون إليهم أسرار المسلمين، وتستشيرونهم في أموركم، ما داموا على الكفر معادين للإسلام. ومن يتخذهم أولياء ويُلْقِ إليهم المودة فقد عصى الله تعالى، وظلم نفسه ظلمًا عظيمًا. والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. 9-سورة التوبة 71 ﴿71﴾ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ والمؤمنون والمؤمنات بالله ورسوله بعضهم أنصار بعض، يأمرون الناس بالإيمان والعمل الصالح، وينهونهم عن الكفر والمعاصي، ويؤدون الصلاة، ويعطون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله، وينتهون عما نُهوا عنه، أولئك سيرحمهم الله فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته.
ومن فوائد الآيتين الكريمتين: أولاً: أن من صفات المؤمنين أنهم متناصرون، ومتعاضدون فيما بينهم، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث النعمان بن بشير رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [2]. تفسير سورة التوبة الآية 71 تفسير السعدي - القران للجميع. ثانياً: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]. روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» [3]. ثالثاً: عظم شأن الصلاة، والزكاة ومكانتهما العظيمة في الإسلام، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي اللهُ عنهما أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» [4].
أي: لئن أكون مملوكاً لـ ابن تاشفين أرعى جماله في الصحراء خيرٌ من أن أكون ممزقاً عند فرتلند وهو الفرس السادس أرعى خنازيره في قشتالة ، وكان قد احتلها، وفعلاً جاء يوسف بن تاشفين وانتصر المسلمون في معركة مشهورة وهي معركة الزلاقة. والتاريخ الإسلامي فيه عبرة يجب أن يدرس، ومقتضيات موالاة المؤمنين كثيرة، ونحن إذا انتقلنا إلى واقعنا فإننا سنجد أن ولاية المؤمنين ضاعت مقتضياتها بين المسلمين، فبالله عليكم هل يكون موالياً للمؤمنين من ظلم إخوانه المسلمين وخذلهم، ثم أقبل على الكفار يعاونهم وينصرهم؟
الإعراب: الواو استئنافيّة (المؤمنون والمؤمنات... ويطيعون اللّه) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة والهاء مضاف إليه (أولئك سيرحمهم اللّه) مثل أولئك حبطت أعمالهم، والسين حرف استقبال، و(هم) ضمير مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عزيز) خبر إنّ مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: (المؤمنون... بعضهم أولياء... وجملة: (بعضهم أولياء بعض) في محلّ رفع خبر المبتدأ (المؤمنون). وجملة: (يأمرون... ) في محلّ رفع خبر ثان. وجملة: (ينهون... ) في محلّ رفع معطوفة على جملة يأمرون. وجملة: (يقيمون... وجملة: (يؤتون... وجملة: (يطيعون... وجملة: (أولئك سيرحمهم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (سيرحمهم اللّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك). آيات عن المؤمنون بعضهم أولياء بعض – آيات قرآنية. وجملة: (إنّ اللّه عزيز... ) لا محلّ لها في الحكم التعليليّة.. إعراب الآية رقم (72): {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)}.
روى البخاري في صحيحه من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي اللهُ عنه يَقُولُ: «لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، وَكَانَ خَالَهُ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا: فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» [9] ، وفي رواية في الصحيحين قال أنس رضي اللهُ عنه: «أَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا، أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ» [10]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] تفسير الشيخ السعدي ص 343 - 344 بتصرف. [2] برقم 6011 وصحيح مسلم برقم 2586 واللفظ له. [3] برقم 49. [4] برقم 8 وصحيح مسلم برقم 16. [5] برقم 7444 وصحيح مسلم برقم 180. [6] برقم 4331 وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه ( 2 / 436) برقم 3496 وفي الصحيحة برقم 922. [7] ( 37 / 369) برقم 22695 وقال محققوه حديث صحيح. [8] برقم 6549 وصحيح مسلم برقم 2829. [9] برقم 4092. [10] صحيح البخاري برقم 4091 وصحيح مسلم برقم 677.
فالجملة معطوفة على جملة: { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} [ التوبة: 67] وما بينهما جمل تسلسل بعضها عن بعض. وقوله: { بعضهم أولياء بعض} مقابل قوله: في المنافقين { بعضهم من بعض} [ التوبة: 67]. وعبّر في جانب المؤمنين والمؤمنات بأنّهم أولياء بعضضٍ للإشارة إلى أنّ اللحمة الجامعة بينهم هي وَلاية الإسلام ، فهم فيها على السواء ليس واحد منهم مقلّداً للآخر ولا تابعاً له على غير بصيرة لما في معنى الولاية من الإشعار بالإخلاص والتناصر بخلاف المنافقين فكأنّ بَعضَهم ناشىء من بعض في مذامّهم. وزيد في وصف المؤمنين هنا { يقيمون الصلاة} تنويهاً بأنّ الصلاة هي أعظم المعروف. وقوله: { ويؤتون الزكاة} مقابل قوله في المنافقين { ويقبضون أيديهم} [ التوبة: 67]. وقوله { ويطيعون الله ورسوله} مقابل قوله في المنافقين { نسوا الله} [ التوبة: 67] لأنّ الطاعة تقتضي مراقبة المطاع فهي ضدّ النسيان. وقوله: { أولئك سيرحمهم الله} مقابل قوله في المنافقين { فنسيهم} [ التوبة: 67]. والسين لتأكيد حصول الرحمة في المستقبل ، فحرف الاستقبال يفيد مع المضارع ما تفيد ( قد) مع الماضي كقوله: { ولسوف يعطيك ربك فترضى} [ الضحى: 5]. والإشارةُ للدلالة على أنّ ما سيرد بعد اسم الإشارة صاروا أحرياءَ به من أجللِ الأوصاف المذكورة قبل اسم الإشارة.
ب- تنكير مجرورها كما ورد في الأمثلة السابقة. ج- ومجرورها يقع في محلّ رفع فاعل، أو نصب مفعول به، أو مبتدأ. 2- القياس أنها لا تزاد في ثاني مفعولي ظن، ولا ثالث مفعولات أعلم، لأنهما في الأصل خبر، وهي تدخل على المبتدأ كما علمنا.
نصل واياكم متابعينا الكرام الى ختام مقالنا الي تحدثنا فيه عن من مظاهر الأمانة حفظ حقوق الآخرين، نتمنى ان تكونوا قد استفدتم، وتعرفتم على الاجابة الصحيحة لاستفساراتكم.
المراجع الأمانة من مظاهر الأمانة حفظ حقوق الآخرين صباغة طبيعية باللون البني تغطي الشيب من أول استعمال و مقوية للشعر, تعطي الشعر الرطوبة واللمعان
أثر الأمانة على الفرد والمجتمع الامانة لها أثر كبير على الفرد والمسلمين في كافة المجتمعات فتعلمنا الايمان وحفظ حقوق الاخرين والقوة والصدق والاخلاص والوفاء، تنشر الامان وحفظ الحقوق والمحبة بين الناس والتعاون تزيد من تماسك المجتمع وقوته وان يكونوا يد واحدة، وهي صفة من صفات الرسول والمسلمين التي تزيد من اخلاقهم وترفع شانهم بين الناس، نيل رضا الله ورسوله والاجر والثواب والر احة والسكينة والسعادة، يحفظه الله ويحفظ اماناته من الضياع.