ومن هنا أقول: إن كل من عرف التقصير من نفسه وتأكد له ذلك، فلجأ إلى الله - عز وجل - فقد سعد في الدنيا والآخرة، وهذان الأمران هما أحد المعاني السامية لهؤلاء الكلمات والدعوات، والتي كان قد أشار إليها الأثر الوارد عن بعض أئمة سلفنا، وهو يحيى بن معاذ الرازي - رحمه الله - عندماقال: (مَن عرَف نفسه، عرَف ربه) [6]. ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. ومعناه كما قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (ص: 206): "من عرَف نفسه بالعجز والافتقار والتقصير والذلة والانكسار، عرَف ربه بصفات الجلالة والجمالة على ما ينبغي لهما". وفي الختام: تأمل معي ما قاله عبدالحميد الكاتب، ووالله لو لم نخرج من هذا بغيرها لكفَتْ، وهي كلمةٌ محكَمة ضمن رسالة طويلة مُشبعة بالحكمة، وجَّهها عبدالحميد الكاتب إلى الكُتَّاب، وقد ذكرها ابن خلدون بطولها في المقدمة، يقول فيها: "إن ظنَّ منكم ظانٌّ أو قال قائل: إن الذي برز من جميل صنعته، وقوة حركته، إنما هو بفضل حيلته وحسن تدبيره - فقد تعرض بحُسن ظنه أو مقالته إلى أن يكلَه الله - عز وجل - إلى نفسه، فيصير منها إلى غير كافٍ، وذلك على من تأمله غير خافٍ". فاللهم أرِنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، اللهم لا تكِلْنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خَلْقك طرفة عين.
اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)) ( [1]). المفردات: لفظ الحديث: (( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ)). اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين و لا الى اقل من ذلك. المكروب: أي المغموم والمحزون، والكَرْب بالفتح فسكون: ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه و يغمَّه و يُحزنه( [2]). والفرق بين الكرب والحزن: أن الكرب حزن مع شدة( [3]). الشأن: الأمر والحال( [4]).
وهذه في الحقيقة هي إحدى صور حقائق التوحيد، التي ينبغي على المسلم أن يفزع إليه، يقول شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله - في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (2/ 135): "فالتوحيد ملجأ الطالبين، ومفزع الهاربين، ونجاة المكروبين، وغياث الملهوفين، وحقيقته إفراد الرب سبحانه بالمحبة والإجلال والتعظيم والذل والخضوع". دعاء في جوف الليل: اللهم دبر لي أمري فإني لا أُحسن التدبير | مصراوى. والاستغاثة إحداها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (1/ 111): "والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة، كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة، وكما أن القَسَمَ بصفاته قَسَمٌ به في الحقيقة". ولذلك كانت هذه الكلمات والدعوات مناسبة للمكروبين؛ فعن أبي بكرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو؛ فلا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين، وأصلِحْ لي شأني كله، لا إله إلا أنت)) [2]. لأن في هذه الكلمات والدعوات كما قال شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد (4/ 185): "من تحقيق الرجاء لمن الخير كله بيديه والاعتماد عليه وحده، وتفويض الأمر إليه، والتضرع إليه، أن يتولى إصلاح شأنه، ولا يكله إلى نفسه، والتوسل إليه بتوحيده مما له تأثير قوي في دفع هذا الداء".
فالإنسان أحيانًا يجتهد في تحصيل أمرٍ، ويبذل الأسبابَ، فإذا فاته ربما يغتمّ، وهذا غير صحيحٍ، وإنما عليه أن يستخير الله -تبارك وتعالى-، فإنَّه لا يعلم ما في العواقب، وما تصير إليه الأمور، ومن ثم فهو بحاجةٍ إلى التَّفويض، فيبذل السَّبب ويستخير، فإن لم يُقدّر هذا الأمر فإنَّ نفسَه تكون راضيةً مُطمئنَّةً، لا يحصل له انزعاجٌ، ولو أنفق في سبيله الأموال، ولو أنفق الأوقات والجهود، فإنَّ ذلك خيرٌ له. اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين معنى. وهكذا قد ينصرف الإنسانُ عن أمرٍ ولا يعبأ به، ويزهد فيه غاية الزُّهد، ثم بعد ذلك يجد أنَّه يُساق إليه، هذا في أمور الناس كلِّها؛ فيما يتعلَّق بمصالحهم الدُّنيوية والدِّينية. فنجد أنَّ الإنسان أحيانًا في بيعٍ أو شراءٍ –تجارة-، أو ما يتَّصل بتزوجٍ، أو نحو ذلك، يسعى سعيًا حثيثًا، ثم بعد ذلك يُصرَف عن هذا، ولو في آخر لحظةٍ، فلا ينبغي أن يسوء ظنُّه بربِّه -تبارك وتعالى-، أو أن يسوء ظنُّه بالناس؛ فيقول فيهم ما لا يحسن، ولا يجمل، إنما ينبغي أن يرجع إلى هذا المعنى: أنَّه ضعيفٌ قاصرُ النَّظر، لا يعلم عواقبَ الأمور، ويغتبط بما يسَّر اللهُ له، وما قدَّر عليه مما لا يدري ما عاقبته. فهنا يقول: فلا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلح لي شأني كلّه فهذا إظهارٌ لشدّة الافتقار، وأنَّ العبد لا غنى له عن ربِّه -تبارك وتعالى- طرفةَ عينٍ في كل شأنٍ من شؤونه؛ ولهذا قال: وأصلح لي شأني كله ، معنى ذلك: أنَّه يطلب إصلاحَ القليل والكثير، حتى الأمور اليسيرة، فإنَّ هذه الأمور اليسيرة لا تتيسَّر إلا بتيسير الله ، وكم من أمرٍ يسيرٍ كانت فيه الحتوف، وكم من أمرٍ عظيمٍ ذُلِّل للعبد حتى صار يسيرًا.
المسألة التاسعة حكم الزكاة في أنعام الرجل الواحد إذا كانت في بلدان مختلفة: فإذا كانت الأنعام مقسمة في أماكن قريبة، يتم جمعها وإخراج المقدار الواجب فيها من الزكاة، أما إن تفرّقت الأنعام في بلدان بعيدة عن بعضها، يصعب جمعها، ففيها روايتان: الأولى أن يُحتسب كل مال في بلده وتُخرج زكاته، إن بلغ النصاب وتوافرت فيه الشروط، والثانية أنه يجوز لصاحب المال أن يضم جميع ما يملك، وإن كانت أمواله متفرّقة في بلدان مختلفة، ويقوم بإخراج ما يتوجب عليه من زكاة. وذهب الفقهاء إلى أن الرواية الثانية هي الأصح؛ لأن المال يعود لمالك واحد وإن كان متفرقاً لا ضرر في ذلك، والله تعالى أعلم. المسألة العاشرة يجب إخراج زكاة بهيمة الأنعام كل حسب جنسه: تنقسم كل من بهيمة الأنعام التي تجب فيها الزكاة، على أكثر من صنف، فالإبل تنقسم إلى الإبل العربية، والإبل العجمية، والبقر منها الجواميس، والبقر المعتاد، أما الغنم فتنقسم إلى نوعين، وهما: الماعز، والضأن. زكاة بهيمة الانعام بالتفصيل - مجلة رجيم. ويجب إخراج زكاة هذه الأصناف كل حسب صنفه، وفي بعض الأحيان قد يُضم بعضها لبعض، لغايات تكميل النصاب المحدد لزكاة بهيمة الأنعام.
زكاة بهيمة الأنعام وجوب الزكاة في الماشية: ثم ذكر ما تؤخذ الزكاة منه فذكر الأحاديث والآيات في ذلك وأجودها حديث عمر بن الخطاب وكتابه في الصدقة وذكر عن عمر بن عبد العزيز: أن الصدقة لا تكون إلا في العين والحرث والماشية واختاره. وقال ابن عبد البر: وهو إجماع أن الزكاة فيما ذكر. وقال ابن المنذر الإمام أبو بكر النيسابوري: أجمع أهل العلم على أن الزكاة تجب في تسعة أشياء: في الإبل والبقر والغنم والذهب والفضة والبر والشعير والتمر والزبيب. ص202 - كتاب الدرر الثرية من الفتاوى البازية - زكاة بهيمة الأنعام - المكتبة الشاملة. إذا بلغ من كل صنف منها ما تجب فيه الزكاة [1]. زكاة الغنم والواجب فيها: قال الإمام أبو بكر بن المنذر: وهذا مجمع عليه إلى عشرين ومائة، ولا يصح عن علي ما روى في خمس وعشرين خمس شياه [2]. قوله في الحديث: "في الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاة إلى عشرين ومائة فإذا زادت ففيها شاتان إلى مائتين فإذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث شياه فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة" هذا متفق عليه في صدقة الغنم أيضا، والضأن والمعز سواء [3]. ما يجمع إلى بعض من بهيمة الأنعام: ولا خلاف بين الفقهاء أن الضأن والمعز يجمعان في الزكاة، وكذلك الإبل على اختلاف أصنافها، وكذلك البقر والجواميس [4].
بتصرّف. ↑ وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 2044-2045، جزء 3. بتصرّف. ^ أ ب وزارة الأوقاف، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 344-345، جزء 23. بتصرّف. ↑ "متى تكون المصلحة في زكاة الفطر في إخراج القيمة على رأي ابن تيمية؟" ، ، 2-7-2016، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2020. بتصرّف. زكاة بهيمة الانعام بوربوينت. ↑ محمد صالح المنجد (28-11-2005)، "مصارف الزكاة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 2041-2042، جزء 3. بتصرّف. ↑ إسلام ويب (23-12-2002 م)، "الصاع النبوي بالرطل وبالكيلو" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف. ↑ "تعريف ومعنى قوت في معجم المعاني الجامع" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف.
الشرطُ الرابعُ: أنْ تبلغَ النصابَ الشرعيَّ، والذي يؤخذُ في زكاةِ الإبلِ الإناثُ دونَ الذكورِ إلاَّ ابنَ اللبونِ إذا عُدمتْ بنتُ المَخاضِ؛ لحديثِ أنسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- ويجزئُ الذكرُ إذا كانَ المالُ كلُّهُ ذُكورًا، سواءً كانَ منْ إبلٍ، أو بقرٍ، أو غنمٍ؛ لأنَّ الزكاةَ مواساةٌ فلا يَتَكلَّفُها من غيرِ مالهِ. والشاةُ التي تُؤخذُ في زكاةِ الإبلِ، وكذلكَ في جُبرانِ زكاةِ الإبلِ إن كانتْ أُنثى فجذعةٌ من الضأنِ أو ثنيةٌ من المعزِ، وما فوقَ ذلكَ أجزأتْ بلا نزاعٍ. والجذعةُ ما لها ستةُ أشهرٍ، والثنيَّةُ ما لها سنةٌ. أماَّ الذكرُ فيحتملُ أنْ يُجزئَ لصدْقِ اسمِ الشاةِ عليِه، وهو المعتمدُ عند المالكيةِ، والأصحُّ عندَ الشافعيةِ. زكاة بهيمة الأنعام - YouTube. وإنْ تطوَّعَ المُزكِّي فأخرجَ سِنًّا أعلى من السنِّ الواجبِ، مثْلُ أنْ يُخرجَ بنتَ لبونٍ عن بنتِ مَخاضٍ، أو حُقِّةً عن بنتِ لبونٍ، جازَ ذلكَ. ويُخرجُ عن إبلِهِ من جنسِها، فيُخرجُ عن البَخاتيِّ بُخْتيَّةً، وعن الأعرابياتِ أعرابيةً، وعن الكرامِ كريمةً، وعن السمانِ سمينةً، وعن اللئامِ، والهزالِ لئيمةً هزيلةً، فإنْ أخرجَ عن البَخاتيِّ عربيةً بقيمةِ البُختيَّةِ جازَ؛ لأنَّ القيمةَ مع اتحادِ الجنسِ هيَ المقصودُ، ويُشترطُ فيماَ يُخرجُ زكاةً أربعةُ شروطٍ، وهي: سنُّها، وأنْ تكونَ أنثى إلا بعضَ الإستثناءاتِ، وأن لا تكونَ معيبةً بما يمنعُ الإجزاءَ في الإضحيةِ، وأن تكونَ من الوسطِ لا جيدةً ولا رديئةً.
ويُشبه أن يقال: إنَّ مِن سبب الخلاف في ذلك أيضًا: معارضة دليل الخطاب للعموم، وذلك أن دليل الخطاب في قوله عليه الصلاة والسلام: (في سائمة الغنم الزكاة) يقتضي أن لا زكاة في غير السائمة، وعموم قوله عليه الصلاة والسلام: (في أربعين شاةً شاةٌ) [23] ، يقتضي أن السائمة في هذا بمنزلة غير السائمة، لكن العموم أقوى مِن دليل الخطاب، كما أن تغليب المقيَّد على المطلق أشهر مِن تغليب المطلَق على المقيَّد. وذهب أبو محمد بن حزم [24] إلى أن المطلَق يقضي على المقيَّد، وأنَّ في الغنم - سائمة وغير سائمةٍ - الزكاة، وكذلك في الإبل؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (ليس فيما دون خمس ذودٍ من الإبل صدقة) [25] ، وأن البقر لما لم يثبت فيها أثر وجب أن يتمسك فيها بالإجماع، وهو أن الزكاة في السائمة منها فقط، فتكون التفرقة بين البقر وغيرها قولٌ ثالثٌ. وأما القياس المعارض لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: (في أربعين شاةً شاةٌ) [26] فهو أن السائمة إنما هي التي المقصود منها النماء والربح، وهو الموجود فيها أكثر ذلك، والزكاة إنما هي فضلات الأموال، والفضلات إنما توجد أكثر ذلك في الأموال السائمة، ولذلك اشترط فيها الحول، فمن خصَّص بهذا القياس ذلك العموم لم يوجب الزكاة في غير السائمة، ومن لم يُخَصِّص ذلك ورأى أن العموم أقوى أوجب ذلك في الصنفين جميعًا، فهذا هو ما اختلفوا فيه من الحيوان الذي تجب فيه الزكاة)) [27].
((المغني)) (2/463). الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة 1- عن أبي هُريرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ليس على المُسلِمِ في عبْدِه ولا فرَسِه صدقةٌ)) رواه البخاري (1463)، ومسلم (982) واللفظ له. 2- عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((قد عفوتُ لكم عن صَدقةِ الخيْلِ والرَّقيقِ)) رواه أبو داود (1574)، والترمذي (620)، والنسائي (5/37)، وأحمد (1/92) صحَّحه البخاري كما في ((سنن الترمذي)) (3/16)، وصحَّح إسناده ابن جرير الطبري في ((مسند عمر)) (2/945)، وأحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (2/93)، وحسَّنه البغوي في ((شرح السنة)) (3/347)، وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (620). ثانيًا: مِنَ الآثارِ عن حارثةَ بن مُضرِّب، قال: (جاء ناسٌ من أهل الشَّامِ إلى عُمَرَ، فقالوا: إنَّا قد أصبْنا مالًا وخيلًا ورقيقًا، نُحِبُّ أن يكون لنا فيها زكاةٌ وطهورٌ. من شروط زكاة بهيمة الانعام. قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعلُه، فاستشار أصحابَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفيهم عليٌّ، فقال: هو حَسَنٌ إن لم يكن جزيةً يُؤخَذون بها مِن بعدِك. قال أحمد: فكان عُمَرُ يأخُذُ منهم، ثم يَرزُقُ عبيدَهم) رواه أحمد (1/14) (82)، وابن خزيمة (4/30) (2290)، والدارقطني (2/126)، والحاكم (1/557)، والبيهقي (4/118) (7664).
س: رجل عنده مائة من الإبل لكن أغلب السنة يعلفها فهل فيها زكاة؟ (١) ج: إذا كانت الماشية من الإبل أو البقر أو الغنم ليست سائمة جميع الحول أو أكثره فإنها لا تجب فيها الزكاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شرط في وجوب الزكاة فيها أن تكون سائمة، فإذا أعلفها صاحبها غالب الحول أو نصف الحول فلا زكاة فيها إلا أن تكون للتجارة فإنها تجب فيها زكاة التجارة، وتكون بذلك من عروض التجارة كالأراضي المعدة للبيع والسيارات ونحوها، إذا بلغت قيمة الموجود منها نصاب الذهب والفضة كما تقدم. س: يوجد عند أمي تسع حبات غوائش من الذهب، وقلادة صغيرة، وعدد من الخواتم، وهي معدة للاستعمال، فهل عليها زكاة؟ وهل يجوز أن أؤدي الزكاة عن أمي من مالي (٢) ؟ ج: إذا بلغت الغوائش المذكورة والقلادة والخواتم نصاب الزكاة، وهو عشرون مثقالاً، ومقداره بالجنيه السعودي أحد عشر جنيهاً ونصف، ومقداره بالجرام اثنان وتسعون غراماً، فإن عليها الزكاة في أصح قولي العلماء -؛ لعموم الأدلة الشرعية، ولا يجب إخراجها منها، بل لا مانع من إخراج الزكاة عنها من غيرها. ولا بأس أن تخرج الزكاة من مالك عن أمك - إذا أذنت لك في ذلك - وهي ربع العشر، ومقدار ذلك خمسة وعشرون من الألف، وخمسون من الألفين، وهكذا كلما زاد المال زاد الواجب.