«تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام» - YouTube
( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام). ثم قال تعالى: ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) وفيه مسائل: المسألة الأولى: في الترتيب وفيه وجوه: أحدها: أنه تعالى لما ختم نعم الدنيا بقوله تعالى: ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ختم نعم الآخرة بقوله: ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) إشارة إلى أن الباقي والدائم لذاته هو الله تعالى لا غير والدنيا فانية ، والآخرة إن كانت باقية لكن بقاؤها بإبقاء الله تعالى. ثانيها: هو أنه تعالى في أواخر هذه السور كلها ذكر اسم الله فقال في السورة التي قبل هذه: ( عند مليك مقتدر) [ القمر: 55] وكون العبد عند الله من أتم النعم كذلك ههنا بعد ذكر الجنات وما فيها من النعم قال: ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) إشارة إلى أن أتم النعم عند الله تعالى ، وأكمل اللذات ذكر الله تعالى ، وقال في السورة التي بعد هذه: ( فروح وريحان وجنة نعيم) [ الواقعة: 89] ثم قال تعالى في آخر السورة: ( فسبح باسم ربك العظيم) [ الواقعة: 96]. ثالثها: أنه تعالى ذكر جميع اللذات في الجنات ، ولم يذكر لذة السماع وهي من أتم أنواعها ، فقال: ( متكئين على رفرف خضر) يسمعون ذكر الله تعالى. المسألة الثانية: أصل التبارك من البركة وهي الدوام والثبات ، ومنها بروك البعير وبركة الماء ، فإن الماء يكون فيها دائما وفيه وجوه: أحدها: دام اسمه وثبت.
وَقَوْله: { تَبَارَكَ اسْم رَبّك} يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ: تَبَارَكَ ذِكْر رَبّك يَا مُحَمَّد { ذِي الْجَلَال} يَعْنِي ذِي الْعَظَمَة { وَالْإِكْرَام} يَعْنِي: وَمَنْ لَهُ الْإِكْرَام مِنْ جَمِيع خَلْقه. كَمَا: 25740 - حَدَّثَنِي عَلِيّ, قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح, قَالَ: ثني مُعَاوِيَة, عَنْ عَلِيّ, عَنْ ابْن عَبَّاس قَوْله: { ذِي الْجَلَال وَالْإِكْرَام} يَقُول: ذُو الْعَظَمَةوَقَوْله: { تَبَارَكَ اسْم رَبّك} يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ: تَبَارَكَ ذِكْر رَبّك يَا مُحَمَّد { ذِي الْجَلَال} يَعْنِي ذِي الْعَظَمَة { وَالْإِكْرَام} يَعْنِي: وَمَنْ لَهُ الْإِكْرَام مِنْ جَمِيع خَلْقه. كَمَا: 25740 - حَدَّثَنِي عَلِيّ, قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح, قَالَ: ثني مُعَاوِيَة, عَنْ عَلِيّ, عَنْ ابْن عَبَّاس قَوْله: { ذِي الْجَلَال وَالْإِكْرَام} يَقُول: ذُو الْعَظَمَة'
مبتدأ وخبره والجملة معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (11): {أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)}. (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) مبتدأ وخبر والجملة خبر ثان للسابقون.. إعراب الآية (12): {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)}. (فِي جَنَّاتِ) خبر ثان لأولئك (النَّعِيمِ) مضاف إليه.. إعراب الآية (13): {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13)}. (ثُلَّةٌ) خبر لمبتدأ محذوف (مِنَ الْأَوَّلِينَ) صفة ثلة.. إعراب الآية (14): {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)}. (وَقَلِيلٌ) معطوف على ثلة (مِنَ الْآخِرِينَ) متعلقان بقليل.. إعراب الآية (15): {عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15)}. (عَلى سُرُرٍ) صفة ثانية لثلة (مَوْضُونَةٍ) صفة سرر.. إعراب الآية (16): {مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (16)}. (مُتَّكِئِينَ) حال و(عَلَيْها) متعلقان بما قبلهما (مُتَقابِلِينَ) حال ثانية.. إعراب الآية (17): {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17)}. (يَطُوفُ) مضارع (عَلَيْهِمْ) متعلقان بالفعل (وِلْدانٌ) فاعل (مُخَلَّدُونَ) صفة والجملة حال.. إعراب الآية (18): {بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)}. (بِأَكْوابٍ) متعلقان بيطوف (وَأَبارِيقَ) معطوف على أكواب (وَكَأْسٍ) معطوف على ما قبله (مِنْ مَعِينٍ) صفة كأس.
إعراب الآية (55): {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (55)}. سبق إعرابها.. إعراب الآية (56): {فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56)}. (فِيهِنَّ) خبر مقدم (قاصِراتُ) مبتدأ مؤخر مضاف (الطَّرْفِ) مضاف إليه (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ) مضارع مجزوم بلم والهاء مفعوله (إِنْسٌ) فاعله والجملة الفعلية حال (قَبْلَهُمْ) ظرف زمان (وَلا جَانٌّ) معطوف على إنس.. إعراب الآية (57): {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (57)}. إعراب الآية (58): {كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (58)}. (كَأَنَّهُنَّ) كأن واسمها (الْياقُوتُ) خبرها (وَالْمَرْجانُ) معطوف على الياقوت والجملة حال.. إعراب الآية (59): {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (59)}. إعراب الآية (60): {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (60)}. (هَلْ) حرف استفهام (جَزاءُ الْإِحْسانِ) مبتدأ مضاف إلى الإحسان (إِلَّا) حرف حصر (الْإِحْسانِ) خبر والجملة استئنافية لا محل لها.. إعراب الآية (61): {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (61)}. إعراب الآية (62): {وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (62)}. (وَمِنْ دُونِهِما) خبر مقدم (جَنَّتانِ) مبتدأ مؤخر والجملة استئنافية لا محل لها.. إعراب الآية (63): {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (63)}.
-3- 38 – باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض). قاله عبد الله بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب مناقب الأنصار - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض- الجزء رقم3. 3581 – حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير رضي الله عنهم: أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال: (ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). 3582 – حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن هشام قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: (إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني، وموعدكم الحوض). 3583 – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد: سمع أنس بن مالك رضي الله عنه حين خرج معه إلى الوليد، قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين، فقالوا: لا، إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها، قال: (إما لا، فاصبروا حتى تلقوني، فإنه ستصيبكم بعدي أثرة). [ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم، رقم: 1845. (تستعملني) تجعلني عاملا على الصدقة، أو متوليا على بلد.
يعني: حسداً مما أعطيه المهاجرون من دون الأنصار، وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر: 9]، فهؤلاء قيل لهم ذلك، ولقبوا بالأنصار. قال: "يا رسول الله، ألا تستعملني" هذا أسلوب عرض، يعني: هلا استعملتني، ومعنى استعملتني: أي جعلتني عاملاً، بمعنى أنه يوليه ولاية إما على بلد، أو يوليه على عمل من الأعمال، كأن يستعمله على الصدقة مثلاً، كجباية الزكوات، أو نحو ذلك من الأعمال والوظائف والمهام التي يكلها النبي ﷺ إلى بعض أصحابه. قال: "كما استعملت فلاناً" "فلاناً" أبهمه في الرواية، وهو قد سمى له شخصاً معيناً، لكن ما أراد أن يذكره هنا لسبب أو لآخر، فقد لا يحسن ذلك في رواية الحديث، فالراوي قد يترك بعض الشيء، ويبهم بعض الأسماء لمصلحة، ويقال: إن هذا الرجل الذي أبهمه هنا هو عمرو بن العاص ، فقد استعمله النبي ﷺ، كما هو معلوم. فقال: إنكم ستلقون بعدي أثَرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض هذا خطاب للأنصار، أنهم سيلقون بعده ﷺ أثرة. والأثرة هي الانفراد بالشيء دون مستحقيه، فيُمنع صاحب الحق، ويستأثر من بيده السلطة أو الولاية أو نحو ذلك بهذا المال. باب: قول النبي ﷺ : (سترون بعدي أموراً تنكرونها) - حديث صحيح البخاري. ووجه الارتباط بين طلب الرجل الولاية، وبين قول النبي ﷺ: إنكم ستلقون بعدي أثرة يمكن أن يقال -والله تعالى أعلم: هذا الرجل سأل ولاية، وبصرف النظر هل ولاه النبي ﷺ أو لا، فناسب أن يذكر النبي ﷺ أمراً سيقع بعد ذلك من الاستئثار دون الأنصار بالمال، وبالولايات، وبالحقوق، وما أشبه ذلك.
فأرشده النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن يصبروا ولو وجدوا الأثرة؛ فإنَّ صبرهم على ظلم الولاة من أسباب الورد على الحوض والشرب منه. حتى تلقوني على الحوض... وفي هذين الحديثين: حث على الصبر على استئثار ولاة الأمور في حقوق الرعية، ولكن يجب أن نعلم أن الناس كما يكونون يُولَّى عليهم، إذا أساؤوا فيما بينهم وبين الله، فإن الله يسلط عليهم ولاتهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 129]؛ فإذا صلحت الرعية يسَّر الله لهم ولاة صالحين، وإذا كانوا بالعكس كان الأمر بالعكس. ويذكر أن رجلًا من الخوارج جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال له: يا علي، ما بال الناس انتقضوا عليك ولم ينتقضوا على أبي بكر وعمر؟ فقال له: إن رجال أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنا وأمثالي، أما أنا فكان رجالي أنت وأمثالك؛ أي: ممن لا خير فيه، فصار سببًا في تسلط الناس وتفرُّقهم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وخروجهم عليه، حتى قتلوه رضي الله عنه. ويذكر أن أحد ملوك بني أمية سمع مقالة الناس فيه، فجمع أشراف الناس ووجهاءهم وكلمهم - وأظنه عبدالملك بن مروان - وقال لهم: أيها الناس، أتريدون أن نكون لكم مثل أبي بكر وعمر؟ قالوا: نعم، قال إذا كنتم تريدون ذلك، فكونوا لنا مثل رجال أبي بكر وعمر!
أو كفراً ظاهراً، فينازعون بالقتال والخروج عليهم وخلعهم. (بواحاً) ظاهراً وبادياً. (برهان) نص آية، أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل].
فالله سبحانه وتعالى حكيم، يولِّي على الناس من يكون بحسب أعمالهم إن أساؤوا فإنه يُسَاء إليهم، وإن أحسنوا أُحْسِن إليهم. ولكن مع ذلك لا شك أن صلاح الراعي هو الأصل، وأنه إذا صلح الراعي صلحت الرعية؛ لأن الراعي له سلطة يستطيع أن يُعدِّل مَن مال، وأن يؤدب من عال وجار، والله الموفق. المصدر: شرح رياض الصالحين [1] أخرجه البخاري (7052)، ومسلم (1843). [2] أخرجه البخاري (7057)، ومسلم (1845).
(فيجلون) يصرفون، ويروى: (فيحلؤون) يمنعون ويطردون. (ارتدوا على أدبارهم) رجعوا عن الهداية والحق، والأدبار جمع دبر وهو الظهر، وولاه دبره انهزم أمامه. (القهقرى) الرجوع إلى الخلف، وهي تأكيد للجملة قبلها]. [ش (أصحاب النبي) المراد أبو هريرة رضي الله عنه، بدلالة الحديث قبله والكلام بعده]. [ش (قائم) أي على الحوض. (زمرة) جماعة. (رجل) المراد الملك الموكل بهم. (هلم) تعالوا. (أين) إلى أين تذهب بهم. (يخلص) ينجو. (همل النعم) ما يترك مهملاً لا يتعهد ولا يرعى حتى يضيع ويهلك، والمعنى: لا ينجو من النار منهم إلا القليل. قال العيني: وهذا يشعر بأنهم صنفان: كفار وعصاة]. [ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته، رقم: 2289. (أنا فرطكم.. ) انظر: 6205 – 6212]. [ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته، رقم: 2298. (كما بين.. ما بين) المراد بيان سعته وطول أبعاده، كما مر في الحديث [6202]. (الأواني) جمع آنية، والآنية جمع إناء، وهو الوعاء، والمراد: الكؤوس التي يشرب بها من الحوض. (مثل الكواكب) النجوم في السماء، كثرة وضياء]. [ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا ﷺ وصفاته، رقم: 2293.