حكم سب الله عز وجل |الشّيخ ابن عثيمين - YouTube
الله سبحانه هو الذي خلق الخلق جميعًا، وأمرهم بعبادته وتعظيمه، وهو أهل لأن يُتَّقى ويُعظَّم، له الأسماء الحسنى والصفات العُلى، وسبُّ الله كُفْر عظيم، وهو أعظم من الشرك به؛ لأنَّ المشرك لم يُنْزِل الله إلى رتبة الحجر, وإنَّما رفع الحجر إلى رتبة الله, ومن سبَّ الله سبحانه فقد أنزله دون رتبة الحجر. والسب هو الكلام الذي يُقصَد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهَم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح والاستخفاف ونحو ذلك. حكم سب ه. و الإيمان بالله مبنيٌّ على التعظيم والإجلال للرب عز وجل، ولا شك أن سبَّ الله تعالى والاستهزاء به يُناقِض هذا التعظيمَ، قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (2: 464): "وروح العبادة هو الإجلال والمحبَّة". ولذا كان سبُّ الله أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القوليَّة؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57]، وسب الله فيه إيذاء عظيم لله سبحانه وتعالى، وكفى بهذا كُفْرًا بواحًا بالإجماع. قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله: " أجمع المسلمون أن مَن سَبَّ الله أو سب رسول الله أنه كافر بذلك، وإن كان مُقِرًّا بما أنزل الله"؛ نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 512).
ففي هذه الأحوالِ الاستثنائية يتقرَّر أنَّ مَنْ وَقَعَ في الكفر فلا يَلْزَمُ وقوعُ الكُفْرِ عليه لوجود مانعٍ مِنْ لحوقِ الكفرِ به ابتداءً، بخلافِ مَنْ وَقَعَ الكفرُ عليه لانتفاءِ المانع؛ فإنَّ التوبة ترفع عنه إطلاقَ الكفر عليه بعد رجوعه عنه. والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. الجزائر في: ٢٢ مِنَ المحرَّم ١٤٢٨ﻫ الموافق ﻟ: ١٠فبراير ٢٠٠٧م ( ١) « التمهيد » لابن عبد البرِّ (٤/ ٢٢٦). ( ٢) « الشفا » للقاضي عياض (٢/ ٢٢٩). ( ٣) « المغني » لابن قدامة (١٠/ ١٠٣). ( ٤) « الصارم المسلول » لابن تيمية (٥١٢). حكم سب الصحابة رضي الله عنهم. ( ٥) « أحكام القرآن » لابن العربي (٢/ ٩٧٦). ( ٦) « الصارم المسلول » لابن تيمية (٥٥٧).
[الأنفال:38]. أما إذا كان الذي سب الرسول مسلماً وارتد بسبب سبه الرسول صلى الله عليه وسلم فإن القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقتل مع قبول توبته ؛ أخذاً بالثأر للرسول صلى الله عليه وسلم. ص184 - كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية - حكم سب الله تعالى - المكتبة الشاملة. فإن قال قائل: إنه قد وجد أناس سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل توبتهم ولم يقتلهم. قلنا: نعم. هذا صحيح، لكن الحق في القتل لمن ؟ للرسول صلى الله عليه وسلم ، وإذا عفا عنهم في حياته فالحق له ، إن شاء قتلهم وإن شاء لم يقتلهم ، لكن بعد موته لا نستطيع معرفة إن كان الرسول سيعفو عنهم أم لا، فإذا كانوا مستحقين للقتل بسبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حق آدمي ، ولم نعلم أنه عفا عنهم ، فإن الواجب قتلهم. ثم إن في قتلهم مصلحة وهو كف ألسنة غيرهم عن سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما هم فقد قبل الله توبتهم إذا كانت توبتهم نصوحاً، وأمرهم إلى الله ، وإذا لم يقتلوا اليوم ماتوا غداً، وهذا هو القول الراجح في هذه المسألة. ويرى بعض العلماء أنه إذا تاب فلا تقبل توبته ويقتل كافراً، وهو المشهور في مذهب الإمام أحمد ، قال في زاد المستقنع: "ولا تقبل توبة من سب الله أو رسوله" ، ولكن هذا القول ضعيف؛ لأن الصواب: أن التوبة مقبولة متى صدرت على الوجه الصحيح ، لكن إن كان سب الله فإنه لا يقتل ، وإن كان قد سب الرسول فإنه يقتل، ولعلكم تتعجبون فتقولون: أيهما أعظم: سب الله ، أم سب الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
وقال القاضي عياضٌ المالكيُّ ـ رحمه الله ـ: «لا خلافَ أنَّ سابَّ اللهِ تعالى مِنَ المسلمين كافرٌ حلالُ الدم، واخْتُلِفَ في استتابتِه» ( ٢) ، وقال ابنُ قدامة المقدسيُّ الحنبليُّ ـ رحمه الله ـ: «ومَنْ سبَّ اللهَ تعالى كَفَرَ سواءٌ كان مازحًا أو جادًّا» ( ٣) ، ومثلُه عن ابنِ تيمية ـ رحمه الله ـ قال: «إنَّ سَبَّ اللهِ أو سَبَّ رسوله كفرٌ ظاهرًا وباطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أنَّ ذلك محرَّمٌ أو كان مُسْتحِلًّا له أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهبُ الفقهاءِ وسائرِ أهلِ السُّنَّةِ القائلين بأنَّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ» ( ٤).
الجواب: سب الله أعظم بلا إشكال ، إذاً.. فلماذا إذا تاب من سب الله قبلنا توبته ولم نقتله ، وإذا تاب من سب الرسول قبلنا توبته وقتلناه ؟ لأن من سب الله وتاب تاب الله عليه، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه أنه يسقط حقه فقال: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53] فنحن نعلم أن الله تعالى قد عفا عنه بتوبته من سب الله ، أما من سب الرسول فلا نعلم أن الرسول عفا عنه ، وحينئذٍ يتعين قتله. هذا وجه الفرق بينهما. وذهب بعض العلماء: إلى أن من سب الله أو رسوله ثم تاب قبلت توبته ولم يقتل، فصارت الأقوال في المسألة ثلاثة، أرجحها أن توبته تقبل ويقتل" انتهى من " لقاءات الباب المفتوح " (53/6). حكم سب الله عمدا في النفس. لكن ينبغي أن يُعلم أن هذا القتل - عند من قال به - هو من باب الحد ، والحد مسئولية الإمام ، أي يجب على الإمام المسلم أن يقيم الحد على الساب ، إذا رُفع أمره إليه. وأما الساب: فإذا ستره الله تعالى ، ولم يُرفع أمره للقضاء ، فالمشروع له أن يستر نفسه ، ويجتهد في التوبة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة ، والثناء والتعظيم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، رجاء أن يعفو الله عنه ، ويُرضي عنه نبيه يوم القيامة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول: إن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر فانه يجب قتله، هذا مذهب عامة أهل العلم، قال ابن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل. انتهـى. وقال أيضاً: يقتل ولا يستتاب سواء كان مسلما أو كافرا، وقال ابن عقيل: قال أصحابنا في ساب النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا تقبل توبته من ذلك لما يدخل من المعرة بالسب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو حق لآدمي لم يعلم إسقاطه. وكذلك ذكر جماعات آخرون من أصحابنا أنه يقتل ساب النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقبل توبته سواء كان مسلما أو كافرا ومرادهم بأنه لا تقبل توبته أن القتل لا يسقط عنه بالتوبة. انتهـى. الحكم الشرعي فيمن سب الرسول صلى الله عليه وسلم - طريق الإسلام. ثم قال: فقد تلخص أن أصحابنا حكوا في الساب إذا تاب ثلاث روايات إحداهن يقتل بكل حال وهي التي نصروها كلهم ودل عليها كلام الإمام احمد في نفس هذه المسالة وأكثر محققيهم لم يذكروا سواها. والثانية تقبل توبته مطلقا. والثالثة تقبل توبة الكافر ولا تقبل توبة المسلم. والمشهور عن مالك وأحمد أنه لا يستتاب ولا يسقط القتل عنه توبته. وذكر القاضي عياض أنه المشهور من قول السلف وجمهور العلماء وهو أحد الوجهين لأصحاب الشافعي وحكي عن مالك وأحمد أنه تقبل توبته وهو قول أبي حنيفة وأصحابه وهو المشهور من مذهب الشافعي.
آخر تحديث: يناير 3, 2022 الدعاء بعد الانتهاء من صلاة التراويح الدعاء بعد الانتهاء من صلاة التراويح يعتبر الدعاء بعد الانتهاء من صلاة التراويح من أكثر الأدعية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، وبالأخص بشهر رمضان الكريم لأنه أحسن شهور السنة. حيث يسارع المسلمون في أن يتقربوا من الله سبحانه وتعالى عن طريق أعمالهم الحسنة، من صوم وصلاة وزكاة وغير ذلك. كما تعد صلاة التراويح من هذه العبادات المستحب فيها الدعاء، وسوف نبين ذلك في هذا المقال من خلال موقع مقال صلاة التراويح تعد صلاة التراويح هي صلاة القيام في شهر رمضان، وهي من إحدى السنن التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم. للنساء والرجال بعد أداء صلاة العشاء إلى الفترة التي تسبق الفجر. الشيخ محمد بن زهران الإسماعيلي، دعاء بعد صلاة الوتر من صلاة التراويح. - YouTube. تعتبر صلاة التراويح من السنن التي تقام بعد الانتهاء من صلاة العشاء. ففي بدايتها يقوم الإمام بأداء الصلاة تكون ركعتين، ونهايتها تكون صلاة ركعتي الشفع، وأيضاً ركعة الوتر. وبعد ذلك أثناء القيام من الخشوع من صلاة التراويح يقوم الإمام بالدعاء، وهذا ما يسميه العديد من الأشخاص باسم دعاء التراويح. صلاة التراويح تكون ثمانية ركعات مع الإضافة إلى ركعتي الشفع وركعة الوتر. حيث يتواجد العديد من الأشخاص يؤدون صلاة التراويح تكون عشرون ركعة.
- اللهم ارزقنا القناعة والرضا. - اللهم حببنا في صلاة الجماعة، واجعلنا نداوم عليها. - اللهم ذكرنا بالموت كل ساعة. - اللهم احشرنا مع النبي، ومع آله وصحبه وسلم. - اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع. - اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر، ونعوذ بك من الصراط وذلته، ونعوذ بك من يوم القيامة وروعته. اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤاك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك. - اللهم زينا بزينة القرآن، اللهم أدخلنا الجنة بشفاعة القرآن. - اللهم أكرمنا بكرامة القرآن، اللهم ألبسنا بخلعة القرآن، اللهم شرفنا بتلاوة القرآن. - اللهم ارحم عبادك المؤمنون والمؤمنات، يا رحيم يا رحمن. قدمنا لكم دعاء بعد صلاة التراويح، عسي يستجيب الله منا ومنكم دعائنا، فقد قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191].
«اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِرضَاك من سَخَطِك وأعُوذُ بمُعافاتك مِنْ عُقوبَتِك، وأعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثناءً عليكَ، أنْتَ كما أثنيت على نفسك». «اللَّهُمَّ إيَّاك نعبُدُ، ولك نُصلِّي ونسجُدُ، وإليك نسعَى ونَحْفِد، نرجُو رحمتك، ونخشى عذابَكَ، إنَّ عذابَكَ بالكافرين مُلْحِقٌ. كذلك اللَّهُمَّ إنَّا نستعينُكَ، ونستغفرك، ونُثْنِي عليكَ الخيرَ، ولا نَكْفُرُك، ونُؤمِنُ بِكَ ونَخْضَعُ لَك، ونَخْلَعُ من يكفُرُك». و«اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ علينا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلمَ». الدعاء في الوتر بعد صلاة التراويح اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا أبدًا ما أحييتنا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا، ولا تسلّط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين. ربي إني أسألك من الخير كله عاجله وأجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وأجله.