قراؤنا من مستخدمي تويتر يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر إضغط هنا للإشتراك فارقنا قبل أيام ابن أخي وصديقي صاحب السمو الملكي الأمير سعود العبد الله الفيصل، بعد إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. كان شقياً في صباه متخصصاً في الهروب من المدارس التي كان يُدخله فيها أخي المرحوم عبد الله الفيصل، وبدأ من كلية النصر المصرية التي أنشأها الإنجليز في عهد الاستعمار البريطاني لمصر، حيث وهو في سن العاشرة كان يهرب منها ويقصد ردهة أحد الفنادق الشهيرة في القاهرة ويجلس لنزلاء الفندق ويدعوهم إلى الحديث معه واحتساء المرطبات التي يوفرها الفندق، متأسياً في ذلك بوالده، رحمه الله، في مجلسه العامر في جدة، في ذلك الحين. رحمة الله واسعة وفضله عظيم - إسلام ويب - مركز الفتوى. وحتى بعد أن بعثه والده للدراسة في مدرسة داخلية في الولايات المتحدة تبعد عن مدينة نيويورك مسافة ساعة بالقطار، برع في الهروب من المدرسة إلى تلك المدينة مستقلاً القطار. وفي المدينة الصاخبة كان يتجه إلى شارع رقم 42 حيث توجد دور السينما ويتنقل من دار إلى أخرى إلى أن تستدل عليه شرطة المدينة بعد الإبلاغ عن هروبه وتعيده إلى المدرسة. ومع هذه الشقاوة، كان، رحمه الله، أنيس المعشر يشعّ وجهه، وبخاصة عيناه، مرحاً عندما يبتسم ولا يملك ناظره إلا أن يبتسم معه.
لكنه ترك الشقاوة بعد أن التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، عندما كانت الدراسة فيها لمدة ثلاث سنوات من الانضباط العسكري الشديد والتحق برتبة ملازم ثانٍ بما كان يسمى في ذلك الحين بسلاح الدفاع الجوي وبقي عسكرياً منضبطاً مدرساً في معهد الدفاع الجوي، ثم مبتعثاً في دورات عدة لتلقي مزيد من العلوم العسكرية متدرجاً من رتبة إلى أخرى وانتهاءً كأحد ضباط قيادة ذلك السلاح في وزارة الدفاع برتبة نقيب، قبل أن يستقيل من العسكرية لينتسب إلى مرافقة والده في أعماله التجارية. وطوال عمله في الاثنين، تميز بوصله، ليس فقط لأقاربه، وإنما لمعارفه كافة، فما كانت عائلة من عوائلهم تعقد زواجاً لأحد أفرادها إلا ويكون هو أول الحافلين فيه، ولا كان أحد من هؤلاء يتوفى له قريب إلا ويكون هو أول المعزين، وفي كل ضروب حياته استمر في فتح مجلسه لأيٍّ كان. مشرف الشهري،،، رحمه الله رحمة واسعة - هوامير البورصة السعودية. يستقبلهم بابتسامته المشعة بهجة ويتحدث معهم ثم يعشيهم. وكما عرف عنه صدق القول والفعل وعزة النفس وسخاء اليد، يشهد بشهامته كل من عرفه ويقرّ بذكائه كل من تعامل معه. رحمك الله رحمة واسعة يا ابن أخي وأسكنك فسيح جنائنه.
والله -عز وجل- لمّا أراد بعباده خيراً كان من أسمائه الحسنى الرحمن الرحيم، فكان عنده من الرّحمة ما تتّسع لكلِّ شيءٍ، حيث قال في كتابه العزيز: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ) ، "سورة الأعراف:156"، وبرجاء رحمته -عز وجل- والخوف من عقابه تكمُن العبادة الحقيقية؛ حيث قال -تعالى-: (نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ* وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ). "سورة الحجر:49-50" وقد قال ـصلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ) ، "أخرجه مسلم" ولقد تجلَّت رحمته على الأرض وفي الخليقة كلها، فما من أحدٍ إلّا وعليه أثر منها، إلّا أنّها للمؤمنين خالصة في الآخرة.
والطب النبوي هو مجموع ما ثبت وروده عنه صلى الله عليه وسلم مما له علاقة بالطب، سواء كان آية قرآنية كريمة، أو أحاديث نبوية صحيحة. قال ابن القيم: "وليس طِبُّه صلى الله عليه وسلم كطِبِّ الأطباء، فإن طبَّ النبي صلى الله عليه وسلم متيقَّنٌ قطعي إلهيٌ، صادرٌ عن الوحي ومِشْكاةِ النبوة وكمالِ العقل، وطبُّ غيرِه أكثرُه حَدْسٌ وظنون، وتجارِب، ولا يُنْكَرُ عدمُ انتفاع كثير من المرضى بطبِّ النبوة، فإنه إنما ينتفعُ به مَن تلقَّاه بالقبول، واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان". فلنحرص على صحتنا البدنية والروحية بتطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا ، فهديه أكمل الهدي ، فصلوات الله وسلامه عليه.
تاريخ النشر: الأربعاء 5 رمضان 1427 هـ - 27-9-2006 م التقييم: رقم الفتوى: 77604 11872 0 684 السؤال هل هناك ما يسمى بالطب النبوي ؟ وإذا كان هناك ما يسمى بذلك فلماذا لا نتحدث عن الطب لجميع الأنبياء ومنهم عيسى ابن مريم عليه السلام والذي ذكره الله في القرآن في أكثر من موضع؟ وهل يحق لأحد أن يربط بين المهنة وهي الطب بالرسالة والنبوة ؟ وما حكم ذلك؟ جزاكم الله خيرا. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالطب النبوي موجود وهو مجموع ما ثبت وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم مما له علاقة بالطب، من أحاديث نبوية شريفة فيها إخبار عن منافع وخصائص لبعض المواد مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: " عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء ". متفق عليه. أو كان متضمنا وصفات داوى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ، أو دعا إلى التداوي بها. كما أنه يتضمن هديه صلى الله عليه وسلم في كل ما تعلق بصحة الإنسان في أحوال حياته من مأكل ومشرب ومسكن ومنكح... وقد ثبت بالتجربة عند الأطباء الموثوقين مصداقية ما ثبتت نسبته إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما لها تعلق بالطب. مع أن بعض الباحثين من المسلمين لا يرون أن الطب له تعلق بالنبوة.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضاً، أو أُتِيَ به قال: ( أذهب الباس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)رواه البخاري. وغير ذلك من الرُقَى التي هي من أسباب الشفاء ورفع البلاء بإذن الله، وفي ذلك دلالة على أنَّ الرقية مشروعة، وهي من وسائل الطب النبوي. قال ابن القيم: "ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان، والذكر والدعاء، والتضرع إلى الله والتوبة، والتداوي بالقرآن الكريم، وتأثيره أعظم من الأدوية، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها". الدعاء الدعاء من أنفع الأدوية، خاصة حينما يوقن الداعي بإجابة الله لدعائه، وان يلح في الدعاء، ويترصد لدعائه الأوقات والأحوال الشريفة، كيوم عرفة ورمضان ويوم الجمعة ووقت السحر، ونزول المطر، والسجود، والتحام القتال في سبيل الله، وافتتاح الدعاء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه نبذة مختصرة من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مشتملة على الشفاء من أمراض القلوب والأبدان: ( اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام) رواه أحمد. ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم والقسوة، والغفلة والعيلة والذلة، والمسكنة، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام) رواه الحاكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) «الطب النبوي» لابن القيم (ص 74، 68). (2) المصدر السابق (ص 104). (3) أخرجه مسلم في «صحيحه» (1/203) برقم (223)، وأبو داود في «سننه» كتاب الطهارة (1/39)، من حديث أبي مالك الأشعري. (4) رواه أبو داود (26)، وابن ماجه (328) عن معاذ بن جبل، وصححه شيخنا فيهما. (5) أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الطهارة (1/253 برقم 95)، وغيره. (6) أخرجه مسلم (/63)، رقم (35)، وأبو داود في «سننه» (5/55) رقم (4676)، والترمذي (1/359، 360)، وابن ماجه (1/22) رقم (57) من حديث أبي هريرة. (7) «فضل علماء الإسلام على الحضارة الأوروبية» (ص 204). (8) «المنهج السوي والمنهل الروي» (ص 28، 29). (9) أخرجه أحمد في «مسنده»، والبخاري في «الأدب المفرد»، والترمذي في «سننه»، وابن ماجه في «سننه»، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وسبق برقم(1). (10) «زاد المعاد» (4/17). (11) رواه أبو داود (4586)، وابن ماجه (3466)، والنسائي (4830)، وفي« الكبرى» (7034). عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وصححه شيخنا فيها. (12) يُنظر كتابي «منهج السلامة فيما ورد في الحجامة» وهو يعد لطبعة ثانية مزيدة ومحققة ولعله يقع في ضعف حجمه الأول بعون الله وتوفيقه.
والله أعلم.
يقول ابن قيم الجوزية: "فكان من هَدْيِ النبي صلى الله عليه وسلم فعلُ التداوى في نفسه، والأمرُ به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن مِن هَدْيه ولا هَدْى أصحابه استعمالُ الأدوية المركَّبة التي تسمى ((أقرباذين))، بل كان غالبُ أدويتهم بالمفردات، وربما أضافُوا إلى المفرد ما يعاونه، أو يَكْسِر سَوْرته، وهذا غالبُ طِبِّ الأُمم على اختلاف أجناسِها من العرب والتُّرك، وأهل البوادى قاطبةً، وإنما عُنى بالمركبات الرومُ واليونانيون، وأكثرُ طِبِّ الهند بالمفردات. وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوى بالغذاء لا يُعْدَل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يُعْدَل عنه إلى المركَّب. قالوا: وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحِمية، لم يُحاوَلْ دفعه بالأدوية. قالوا: ولا ينبغى للطبيب أن يولعَ بسقى الأدوية، فإنَّ الدواء إذا لم يجد في البدن داءً يُحلِّله، أو وجد داءً لا يُوافقه، أو وجد ما يُوافقه فزادت كميتهُ عليه، أو كيفيته، تشبَّث بالصحة، وعبث بها، وأربابُ التجارِب من الأطباء طِبُّهم بالمفردات غالباً، وهم أحد فِرَق الطبِّ الثلاث. والتحقيقُ في ذلك أن الأدوية من جنس الأغذية، فالأُمة والطائفة التي غالبُ أغذيتها المفردات، أمراضُها قليلة جداً، وطبُّها بالمفردات، وأهلُ المدن الذين غلبتْ عليهم الأغذيةُ المركَّبة يحتاجون إلى الأدوية المركَّبة، وسببُ ذلك أنَّ أمراضَهم في الغالب مركَّبةٌ، فالأدويةُ المركَّبة أنفعُ لها، وأمراضُ أهل البوادى والصحارى مفردة، فيكفى في مداواتها الأدوية المفردة.