قال سفيان الثوري: إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة مثل ابن المبارك ، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام. ابن عُيينة: نظرت في أمر الصحابة ، و أمر عبدالله ، فما رأيت لهم عليه فضلاً إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وغزوهم معه. القاسم بن محمد بن عباد: سمعت سُويد بن سعيد يقول: رأيت ابن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى شربة ، ثم استقبل القبلة ، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المُنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ماء زمزم لما شُرب له)) وهذا أشربه لعطش القيامة ، ثم شربه. نعيم بن حماد: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يسأله عن شيء إلا دفعه. قال أبو حاتم الرازي: حدثنا عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم ، فصادفنا العدو ، فلما التقى الصفان ، خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم دعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل ، فطارده ساعة فطعنه فقتله فازدحم إليه الناس ، فنظرت فإذا هو عبد الله بن المبارك و إذا هو يكتم وجهه بكمه ، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو.
قال: (نعم وقولا له: ان دينى سيبلغ ما وصل اليه ملك (كسرى) وانك ان أسلمت أعطيك ما تحت يديك وملكتك على قومك). * * * خرج الرجلان من عند الرسول صلوات الله عليه وقدما على (باذان) وأخبراه الخبر فقال: لئن كان ما قاله محمد حقا فهو نبى وان لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيا.... فلم يلبث أن قدم على (باذان) كتاب (شيرويه) وفيه يقول: أما بعد.... فقد قتلت(كسرى) ولم أقتله الا انتقاما لقومنا فقد استحل قتل أشرافهم وسبى نسائهم وانتهاب أموالهم فاذا جاءك كتابى هذا فخذ لى الطاعة ممن عندك. فما ان قرأ (باذان) كتاب (شيرويه) حتى طرحه جانبا وأعلن دخوله فى الاسلام وأسلم من كان معه من (الفرس) فى بلاد اليمن. * * * هذه قصة لقاء عبد الله بن حذافة (لكسرى) ملك الفرس. فما قصته لقائه (لقيصر) عظيم الروم؟. لقد كان لقاؤه (لقيصر) فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكانت له معه قصة من روائع القصص.... ففى السنة التاسعة عشر من الهجرة بعث عمر بن الخطاب جيشا لحرب الروم فيه عبد الله بن حذافة السهمى.... وكان( قيصر) عظيم الروم قد تناهت اليه أخبار جند المسلمين وما يتحلون به من صدق الايمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس فى سبيل الله ورسوله. فأمر رجاله اذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين ان يبقوا عليه وأن ياتوه به حيا.... وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمى أسيرا فى أيدى الروم فحملوه الى مليكهم وقالوا: ان هذا من أصحاب محمد السابقين الى دينه قد وقع أسيرا فى أيدينا فأتيناك به.
ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يخرج من مجلسه فأخرج. خرج عبد الله بن حذافة من مجلس كسرى وهو لا يدري ما يفعل الله له... أيقتل أم يترك حرا طليق؟ لكنه ما لبث أن قال: والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركب راحلته وانطلق. ولما سكت عن كسرى الغضب، أمر بأن يدخل عليه عبد الله فلم يوجد.
6 - وذكرها الذهبي في السير (2/15) قال عنها الشيخ مشهور (ص85): وللقصة طريق أخرى مقطوعة. هـ. 7 - ورواها ابن عائذ وقال عنها الشيخ مشهور (ص 86): وإسناده مقطوع. هـ. 8 - أخرجها ابن عساكر أيضا وقال عنها الشيخ مشهور (ص88): وهذا إسناد ضعيف جدا فيه ضرار بن عمرو وهو ضعيف جدا قال عنه ابن معين: لا شيء. وقال الدولابي: فيه نظر. هـ. ثم قال بعد ذكره لهذه الطرق وبيان عللها (ص 86): فهذه الأسانيد جميعها ضعيفة لا تنهض بالقصة ولا تقوى على عدّها حقيقة تاريخية لا شك فيها فهي شديدة الضعف ولذا لما سمع بعض العلماء راويا يحدث بها استغربها. هـ وذكر الشيخ مشهور في الرواية الثامنة بعد سرد القصة من استغربها فقال: ثم قال: قال أحمد بن سلمة: سألني عن هذا الحديث محمد بن مسلم ومحمد بن إدريس وقال لي: ما سمعنا بهذا الحديث قط. هـ. قال الشيخ مشهور عقب ذكره لأسانيد القصة (ص 90): ملاحـــظـــات مـــهـــمـــة: وأخيرا نلفت نظر القارىء إلى الملاحظات التالية: أولا: نص شيخنا الألباني - رحمه الله - على ضعف القصة في كتابه القيم \" إرواء الغليل \" ولم يعزها إلا لابن عساكر. ثانيا: لا يستلزم من ضعف القصة عد أسر عبد الله بن حذافة من قبل الروم فقد ذكر ذلك خليفة في تاريخه وعنه الذهبي في تاريخ الإسلام قال في أحداث سنة تسع عشرة: وفيها أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي.
* * * نظر ملك الروم الى عبد الله بن حذافة طويلا ثم بادره قائلا: انى أعرض عليك أمرا. وقال ما هو ؟. فقال: أعرض عليك أن تتنتصر.... فان فعلت خليت سبيلك وأكرمت مثواك. فقال الأسير فى أنفة وحزم: هيهات.... ان الموت لأحب الى ألف مرة مما تدعونى اليه. فقال (قيصر): انى لأراك رجلا شهما.... فان أجبتنى الى ما أعرضه عليك أشركتك فى أمرى وقاسمتك فى سلطانى. فتبسم الأسير المكبل بقيوده وقال: والله لو أعطيتنى جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت. قال: اذن أقتلك. قال: أنت وما تريد.... ثم أمر به فصلب وقال لقناصته بالرومية: ارموه قريبا من يديه وهو يعرض عليه التنصر فأبى. فقال: ارموه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى. عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه وطلب اليهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا أسيرين من أسرى المسلمين فأمر بأحدهما أن يلقى فيها فألقى فاذا لحمه يتفتت.... واذا عظامه تبدو عارية.... ثم التفت الى عبد الله بن حذافة ودعاه الى النصرانية فكان أشد اباء لها من قبل. فلما يئس منه أمر به أن يلقى فى القدر التى ألقى فيها صاحباه فلما ذهب به دمعت عيناه فقال رجال (قيصر) لملكهم: انه قد بكى.... فظن أنه قد جزع وقال ردوه الى.... فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها.
ومما روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله يعني ابن أبي بكر وسالم أبي النضر عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن حذافة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي في أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب.. الوفاة: مات ابن حذافة في خلافة عثمان رضي الله عنهم. المراجع الإصابة في تمييز الصحابة - الاستيعاب - صحيح البخاري
عبد الله بن حذافة ( س) ابن قيس بن عدي ، أبو حذافة السهمي. أحد السابقين هاجر إلى الحبشة ، ونفذه النبي صلى الله عليه وسلم رسولا إلى كسرى. وله رواية يسيرة. [ ص: 12] خرج إلى الشام مجاهدا ، فأسر على قيسارية ، وحملوه إلى طاغيتهم ، فراوده عن دينه ، فلم يفتتن. حدث عنه سليمان بن يسار ، وأبو وائل ، ومسعود بن الحكم ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن. قال البخاري: حديثه مرسل. وقال أبو بكر بن البرقي: الذي حفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بمتصلة. وقال أبو سعيد بن يونس ، وابن منده: شهد بدرا. يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة: أن عبد الله بن حذافة قام يصلي ، فجهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن حذافة ، لا تسمعني وسمع الله. محمد بن عمرو ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان ، أن أبا سعيد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، عليهم علقمة بن مجزز ، وأنا فيهم ، فخرجنا ، حتى إذا كنا ببعض الطريق ، استأذنه طائفة فأذن لهم ، وأمر عليهم عبد الله بن حذافة ، وكان من أهل بدر ، وكانت فيه دعابة ، فبينا نحن في الطريق ، فأوقد القوم نارا يصطلون بها ، ويصنعون عليها صنيعا لهم ، إذ قال: أليس لي عليكم السمع والطاعة ؟ قالوا: بلى. قال: فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار ، فقام ناس ، فتحجزوا [ ص: 13] حتى إذا ظن أنهم واقعون فيها قال: أمسكوا ، إنما كنت أضحك معكم ، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكروا ذلك له ، فقال: من أمركم بمعصية فلا تطيعوه.
وفي إحدى المرات قامت الوحوش بصيدِ أرنبٍ ليكون طعاماً للأسد فقالت للوحوش: إن تركتموني وشأني وفككتم أسري سأخلصّكم من شر هذا الأسد الظالم لترتاحوا منه! أُعجبت الوحوش بالعرض وقالت له: وماذا نستطيع أن نفعل لمساعدتك؟ قصة الاسد و الارنب للاطفال فأجاب الأرنب: أريد من أحدكم أن يوصلني إلى مكان الأسد وهناك سأبطئ من سيري وسترون ما سيحدث. وهكذا تم الأمر ووصل الأرنب إلى بيت الأسد وهناك كان الأسد جائعاً جداً فقد تجاوز الوقت وقت غدائه وشعر بغضبٍ شديد في حينها دخل الأرنب وقال الأسد:ما الذي جاء بكَ إلى هنا؟! فقال الأرنب بذكاء: لقد أرسلتني الوحوش إليك ومعي أرنباً سميناً ليكون غداءً لك ولكن وفي أثناء الطريق ظهر لي أسدٌ غريب وقام بأخذ الأرنب السمين وقال بأنه أحقّ بهذا الأرنب وعندما أخبرته بأنه للأسد الملك غضب وقام بسبّك وشتمك فأسرعت إليك لأخبرك بما حدث! حينها شعر الأسد الملك بالغضب الشديد وقال للأرنب: تعال معي وأوصلني إلى هذا الأسد وسوف ألقنه درساً قاسياً! PANET | اليكم قصة ‘الأسد الغبي والأرنب الذكي‘. وهكذا انطلق الأرنب مع الأسد وذهب إلى بئرٍ مليئةٍ بالماء الصافية فنظرت إليه وقالت:إنه هنا! فنظر الأسد ليرى ظله مرسوماً على الماء مع ظل الأسد فاعتقد بأن هذا الظل هو لذاك الأسد وأن الأرنب هو ذاك الأرنب السمين فقفز بسرعةٍ إلى البئر وغرقَ به!
كان يعيش في الغابة الكبيرة الأسد الجبار ، وكان يخرج كل يوم ليمسك ويقتل العديد من حيوانات الغابة ، حتى يتناوله ويشبع جوعه ، فكانت الحيوانات تشعر بالخوف من ملك الغابة الأسد الجبار حيث كان كل يوم يأكل الكثير منهم. قصه الاسد والارنب كرتون. ذات يوم قررت الحيوانات أن تجتمع وتذهب إلى الأسد الجبار ، حتى يتحدثون معه عن تلك المشكلة ويحاولون إيجاد حلول مناسبة لها ، فذهبت الحيوانات إلى عرين الأسد واجتمع معهم الأسد. عرضت الحيوانات مشكلتهم على الأسد ، ففكر الأسد ثم قرر قرار مختلف وأخبرهم إنه إذا قدم واحد من الحيوانات نفسه كل يوم ليتناوله سيمتنع عن قتل الآخرين ، وسيكتفي بتناول واحد فقط كل يوم ، طالما إنه لن يخرج ويتعب في صيد فريسته ، فوافقت الحيوانات ووجدت أن ذلك هو الحل الأمثل لوقف معاناتهم مع الأسد. ووضعت الحيوانات جدول زمني لكل حيوان ، حتى يعرف كل واحد يومه الذي سيقدم فيه نفسه وجبة شهية لملك الغابة الأسد الجبار ، وجاء يوم الأرنب وخرج الأرنب من منزله متجها نحو عرين الأسد. فكان الأرنب يسير بخطوات ضعيفة ، وقد غلب عليه الحزن لأنه سيكون اليوم الأخير في حياته ، وبينما الأرنب يسير نحو عرين الأسد عبر على بئر قديم ، فتقدم الأرنب نحو البئر ونظر بداخله.
[١] قصة الأسد والأرنب كاملة فيما يأتي قصة الأسد والأرنب كما جاءت في كتاب كليلة ودمنة: قال عبد الله بن المقفع على لسان حيوانات الغابة: "قال دمنة: زعموا أن أسدًا كان في أرضٍ كثيرة المياه والعشب؛ وكان في تلك الأرض من الوحوش في سعة المياه والمرعى شيءٌ كثيرٌ؛ إلا أنه لم يكن ينفعها ذلك لخوفها من الأسد؛ فاجتمعت وأتت إلى الأسد، فقالت له: إنك لتصيب منا الدابة بعد الجهد والتعب؛ وقد رأينا لك رأيًا فيه صلاح لك وأمنٌ لنا. فإن أنت امنتنا ولم تخفنا، فلك علينا في كل يومٍ دابةٌ نرسل بها إليك في وقت غدائك". [١] "فرضي الأسد بذلك، وصالح الوحوش عليه، ووفين له به. ثم إن أرنبًا أصابتها القرعة، وصارت غداءً الأسد؛ فقالت للوحوش: إن أنتن رفقتن بي فيما لا يضركن؛ رجوت أن أريحكن من الأسد. فقالت الوحوش: وما الذي تكلفيننا من الأمور؟ قالت: تأمرن الذي ينطلق بي إلى الأسد أن يمهلني ريثما أبطئ عليه بعض الإبطاء. فقلن لها ذلك لك. فانطلقت الأرنب متباطئةً؛ حتى جاوزت الوقت الذي كان يتغدى فيه الأسد. ثم تقدمت إليه وحدها رويدًا، وقد جاع؛ فغضب وقام من مكانه نحوها". [١] "فقال لها: من أين أقبلت؟ قالت: أنا رسول الوحوش إليك: بعثني ومعي أرنبٌ لك، فتبعني أسدٌ في بعض تلك الطريق، فأخذها مني، وقال: أنا أولى بهذه الأرض وما فيها من الوحش.