لقد خُلقنا للتآلف والتعارف، لا للتقاتل والتصارع، أُمِرنا بالتعاون على البر والتقوى، لا بالتسابق والتناطح على سراب الدنيا وزينتها الزائفة الزائلة، ونُهينا عن التقاذف باللمزات وبالضربات وبالأحقاد؛ فالحقد نارٌ موقدة، تأكل من فضائل الأنفس، ولا تحرق في البداية والنهاية إلا حاملها.
اللهم اغفر لنا ووالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اللهم ألف بين قلوبنا، واجعلنا إخوانًا متحابِّين فيك، غايتُهم أنت، ومقصودهم رِضاك، بالهداية مُجتمعين، على البرِّ والتقوى متعاونين متناصِحين، دعاؤهم دومًا: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. اللهم آتِ نفوسنا تَقْواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها. والحمد لله رب العالمين.
"مصنف ابن أبي شيبة". رابعا: التأسي بالرسول قال تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}(الأحزاب:21). وقد بين القرآن الكريم أن طريق محبة الله هو اتباع الرسول صلوات الله عليه وسلامه في أقواله وأفعاله وأحواله { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(آل عمران:31). قال ابن القيم: " فالرسُلُ هم أطباءُ القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد والتسليم لهم)(مدارج السالكين:2/ 300). قال الإمام سفيان بن عُيينة: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تُعرضُ الأشياء؛ على خُلُقه، وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل"(الجامع لأخلاق الراوي والسامع: 1/ 79). ومن ثم وجب على من أراد تزكية نفسه أن يُجاهدها على الاتباع والاقتداء والتأسي بالرسول صلوات الله وسلامه عليه، وأن يحذر المحدثات والمخترعات والطرائق المبتدعات التي لم ينزل الله بها من سلطان. قد أفلح من زكاها - ملتقى الخطباء. خامسا: الذنوب أصل الفساد فاصل التزكية تطهير النفس وتنقيتها وحمايتها من المخالفة، والمعاصي تفسد القلب وتحجب عنه أنوار الهداية والتوفيق، وتثقل عن الطاعات والعبادات التي هي أصل التزكية.. قال ابن عباس: "إن للمعصية ظلمة في القلب، وسوادا في الوجه، وقلة في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق".
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. بر الوالدين أقصى درجات الإحسان | صحيفة رسالة الجامعة. قلت: ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله». فأخبر صلى الله عليه وسلم أن برّ الوالدين أفضل الأعمال بعد صلاة الفرض التي هي أعظم دعائم الإسلام, ورتّب ذلك بـ«ثُمّ» التي تفيد الترتيب وقدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله. وليد محمد حمود المقبل كلية العلوم - قسم الجيولوجيا
من روائع هذا الدين تمجيده للبر حتى صار يعرف به، وأعظم البر «بر الوالدين» الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل، الأمر الذي أحرج أدعياء القيم والأخلاق في دول الغرب، فجعلوا له يومًا واحدًا في العام يردون فيه بعض الجميل للأبوة المهملة، بعدما أعياهم أن يكون من الفرد منهم بمنزلة القلب والروح كما هو عند المسلم الصادق. يقوم بر الوالدين على حسن معاملة الوالدين والعناية بهما، وطاعة أوامرهما فيما لا يتعارض مع عصيان الخالق، وكذلك العمل بما يرضيهما، والبر هو أقصى درجات الإحسان إلى الوالدين، وحُكمه واجب على كل مسلم ومسلمة، وعكس البر عقوق الوالدين وحكمه حرام وهو من الكبائر والمعاصي العظيمة. وأَولى الإسلام برَّ الوالدين والإحسان إليهما أهمية كبيرة، ووعد الله من يفعله بالأجر والثواب، فقد قرَن الله سبحانه وتعالى بين عبادته وبر الوالدين في الآية }وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا{، وهذا الربط يرفع من درجة البر عند الله.
و البر عكسه العقوق و عقوق الوالدين يعني الأساءة اليهم و هدر حقوقهم فقد نهنا الله و رسوله عن عقوق الوالدين و الأساءة اليهما بأي شكل كان كيفية بر الوالدين بر الوالدين في حياتهما. عدم معصيتهما و طاعتهما في كل شيء قبل طاعة البشر و لكن يجب ان تكون الطاعة بعيدة عن اي عمل يغضب الله عز و جل مادام الامر ليس به ذنب او اثم فيتوجب تقديم الطاعة لهما و نيل رضاهم. الأحسان بالقول و بالفعل اليهما و تقديم كافة اوجه الأحسان اليهم. الحذر من نهرهما و التذمر و التضجر عليهما لما لهم من اثم و ذنب كبير عند الله. التذلل لهما و التواضع عند معاملتهم و عدم الأمنان عليهم في خدمتهم حيث يعتبر هذا من قلة الاخلاق. تجنب التأفف من اوامرهما و الأصغاء لما يقولونه و عدم مشاجرتهما و منازعتهما في الحديث المتداول بينكم. بر الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما - السعادة فور. عدم العبوس في وجههما و التودد اليهم و مقابلتهما بالأبتسام دائما و تقديم الأحترام لهم و البعد عن اهانتهم. اعطاءهم كافة الحقوق من ناحية مساعدتهما في الأعمال و تقديرهما و العطف عليهم و الأصلاح بينهما في الخلفات الوارد حدوثها و العمل علي تقريب وجهات النظر بينهما. اخذ مشورتهم في كل الأمور الحياتية و الأستعانة برأيهم و تلبية ندائهما بر الوالدين بعد موتهما.
بِرُّ الوالدين أقصى درجات الإحسان إليهما. يتكون هذا اللفظ من شقين فانأخذ كل شق على حده البِرُّ لغةً:- بِرُّ:- الخير. الجمع ، أبرار: بِرُّ الوالدين (طاعة) الوالدين البر بالوالدين معناه طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما ، ومساعدتها وهو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، [1] وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعادلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال ، والحديث معهما بكل أدب وتقدير ، والإنصات إليهما عندما يتحدثان ، وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما وقد دعا الإسلام إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما وذكره بعد الأمر بعبادة الله تعالى.
يحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، و صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه].