دعاء العشر الوسطى من رمضان - YouTube
بالإضافة إلى أن ليلة القدر تكون واحدة من أكثر الليالي العشر الأخيرة نقاهة وصفاء، كما أنها تكون ليلة مضيئة، لا يُسمع فيها نباح أي كلب، ولا يوجد أصوات للرياح، ولا يرمي فيها بأي نجوم. في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال هل ليلة القدر في العشر الوسطى من رمضان فنكون قد أشارنا إلى الإجابة المتمثلة في كون أن هذه العبارة خاطئة، فليلة القدر تتواجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، وبناءا علي هذا فيحرص الناس علي إحياء سنة رسول الله صل الله عليه وسلم بالاعتكاف في المسجد خلال هذه العشر ليالي، وذلك لتكثيف الاجتهاد فيهم بنية إدراك ليلة القدر، خصوصا وأن العمل في هذه الليه أفضل من عبادة ألف شهر.
ألا يحصل تفكير من المسلمين الآن؟ ألا يحصل رجوع إلى الكريم المنان؟ نسأل الله أن يكبت أعداء الإسلام، وأن يردهم خائبين. كما قال تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران:12]، وقال: (فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36]. إخواني المسلمين، تضرعوا إلى الله في نصر الإسلام والمسلمين؛ فإنهم قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فراشهم التراب، ولحافهم السماء، لا يجدون الخبزة يأكلونها، ولا الخرقة فيلبسونها، مع البرد القارس. نسأل الله أن يفرج كربهم، ويكبت عدوهم. ولا نصر ولا عز إلا بالتحاكم إلى شرع الله، والتوبة إلى الله؛ فإن التوبة سبب النصر للمسلمين على الكافرين. نسأل الله أن يهدينا، وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم. يقول الله تعالى في محكم التنزيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186].
4- اللهم لك أسلَمتُ، وبك آمَنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ. 5- اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ اِلى مَرضاتِكَ، وَجَنِّبْني فيهِ مِن سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ، وَوَفِّقني فيهِ لِقِرائَةِ اياتِِكَ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ. 6- اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر، فسلمه لي، وسلمني فيه، وتسلمه مني. اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبرًا واحتسابًا، وارزقني فيه الجدَّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر، واجعلها خيرًا لي من ألف شهر.
وقد اعتكف النبي عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر من رمضان، واعتكف الصحابة رضي الله عنهم معه وبعده، وعلى المعتكف أن يراعي الأحكام والآداب الشرعية للاعتكاف. أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان: وأضافت: "أن من أفضل الأعمال في هذه العشر أداء ما افترض الله، والورع عما حرم الله، وصدق النية مع الله، ففي الحديث القدسي: (ما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضته عليه)، ثم يكون بعد ذلك الاجتهاد في أنواع القربات والطاعات من صلاة وقراءة وذكر وصدقة، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره". وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع العبادة"، فقدِّموا لأنفسكم وجدُّوا وتضرَّعوا، واجتهدوا في الدعاء، قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). وأكدت أن للدعاء أثراً عظيماً في جلب الخيرات ودفع المكروهات، وصلاح الحال والمآل، والتوفيق في الأعمال والبركة في الأرزاق، وأن من أعظم ما يرجى ويتحرى في هذه العشر الأواخر: ليلة القدر؛ التي من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.