وأما قوله: " وإما ينسينك الشيطان " يقول: نهينا فقعدت معهم ، فإذا ذكرت فقم. 13390 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: " يخوضون في آياتنا " قال: يكذبون بآياتنا. وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره – تجمع دعاة الشام. 13391 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال: حدثنا فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن أبي جعفر قال: لا تجالسوا أهل الخصومات ، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله. [ ص: 438] 13392 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " وقوله: ( الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) [ سورة الأنعام: 159]; وقوله: ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) [ سورة آل عمران: 105]; وقوله: ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) [ سورة الشورى: 13] ، ونحو هذا في القرآن ، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة ، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله. 13393 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله: " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " قال: يستهزئون بها.
[[أراد أبو جعفر بهذه الفقرة أن يبين أن قوله في الآية الأولى: "بأن لهم عذابًا أليمًا"، مقدم ومعناه التأخير، فلذلك قال في أول الكلام"بشر المنافقين" ثم استطرد في ذكر الآيتين بعدها، ثم ختمها بختام الأولى. ]] وقوله:"إنكم إذًا مثلهم"، يعني: وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون، فأنتم مثله= يعني: فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال، مثلُهم في فعلهم، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آياتِ الله يكفر بها ويستهزأ بها، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله. فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتَوْه منها، فأنتم إذًا مثلهم في ركوبكم معصية الله، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه. * * * وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسَقة، عند خوضهم في باطلهم. وبنحو ذلك كان جماعة من الأئمة الماضين يقولون، [[في المطبوعة: "كان جماعة من الأمة الماضية"، والصواب من المخطوطة. ]] تأوُّلا منهم هذه الآية أنه مرادٌ بها النهي عن مشاهدة كل باطل عند خوض أهله فيه. * ذكر من قال ذلك: ١٠٧٠٨- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، عن أبي وائل، قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس من الكَذب ليُضحك بها جلساءَه، فيسخط الله عليهم.
تاريخ النشر: الإثنين 15 رمضان 1434 هـ - 22-7-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 214372 37303 0 278 السؤال سؤالي هو: إن سمعت أحدا يشتم الله ويسبه، فماذا أفعل؟ وخاصة أنني نهيته عن الأمر فأبى وأصر على هذه المعصية الشنيعة، لأن أكثر الكلام بين التعذيب والقتل وإلى ما هنالك، وجزاكم الله ألف خير. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن سب الله عز وجل من أغلظ أنواع الكفر، وهو من نواقض الإسلام الموجبة للمروق منه بالكلية باتفاق العلماء، جاء في الصارم المسلول لابن تيمية: قال الإمام إسحاق بن راهويه أحد الأئمة الأعلام: أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل، أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل أنه كافر بذلك، وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله. وفيه: فصل: فيمن سب الله تعالى، فإن كان مسلما وجب قتله بالإجماع، لأنه بذلك كافر مرتد، وأسوأ من الكافر، فإن الكافر يعظم الرب ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله ولا مسبة له. اهـ. وإقامة حد المرتد مختص بولي الأمر، وليس ذلك لآحاد الناس، كما بيناه في الفتوى رقم: 210058.