عندما تنتفض عروقك غيرةً على نساء المسلمين وقلبك يحزن مما وصل إليه حالهم مع الله فأنت ما زلت بخير وهي أشياء لا تشترى. والصبر الجميل الذي لو دفعت أموال العالم لا تستطيع أن تشتريه إلا أن يفرغ الله على قلبك صبرًا ، ( ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين). بل لك أن تتخيل أن ملك هارون الرشيد لا يساوي شربة ماء... دخل ابن السماك على هارون الرشيد يومًا فاستسقى الرشيد فأتي بقلة فيها ماء مبرد فقال لابن السماك.. عظني. فقال.. يا أمير المؤمنين! بكم كنت مشتريًا هذه الشربة لو منعتها؟ فقال.. بنصف ملكي. فقال.. اشرب هنيئًا، فلما شرب قال.. أرأيت لو منعت خروجها من بدنك بكم كنت تشتري ذلك ؟ قال بنصف ملكي الآخر. فقال.. إن ملكا قيمة نصفه شربة ماء، وقيمة نصفه الآخر بولة، لخليق أن لا يتنافس فيه. فبكى هارون... وعن الذين يبيعون أعضائهم مقابل مبالغ مالية متناسين أنها أمانة من الله لهم، أترى لو دفعوا أموال العالم كله لكي يستردوا ما فقدوا وما باعوا هل يستطيعوا ؟ فهي أشياء لا تشترى. ومن أجمل ما قال أمل دنقل. لا تصالح ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى ؟ هي أشياء لا تشترى وهناك أشياء كثيرة لا تشترى بالمال مثل الصحة وراحة البال والشرف والكرامة والحرية و الأخلاق والرضا والطمأنينة وأن تنام دون أن تحمل حقداً على أحد.. وسيظل الإنسان ينقصه الكثير من الأشياء التي لا تشترى.
الرئيسية / عم شكل / هي أشياء لا تشترى.. متلازمة البقرة والمزارع الذكي عم شكل عام 1976، كتب أمل دُنقل قصيدته الأشهر «لا تُصالح». وفيها يؤكد.. «هي أشياء لا تُشترى». كان المرحوم دُنقل يتحدث عن أشياء.. لا تباع ولا تشترى؛ مثل «ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك».. لكن صاحبنا.. الذي رحل عن عالمنا في 1983 وبقيت كلماته خالده، لم يكن يدرك أنه سيأتي علينا زمان.. تصبح فيه «كل الأشياء» لا تشترى.. … ذلك ليس من باب «المقاومة»، ورفض التطبيع. حاشا وكلا.. بل لأسباب اقتصادية بحتة! فالجنيه.. كما ترون يا سادة، يشبه الشاب الذي تركته حبيبته في وسط الأمواج.. دون سابق إنذار. فأصابه الانهيار، وبدلا من أن «يعوم»، راح يردد رائعة العندليب: إني أغرق.. أغرق.. أغرق. وكما يقول المثل.. «إن وقعت البقرة كترت سكاكينها». فالأخوة التجار لم يكذبوا خبرا.. وراح كل منهم يتفنن في «حلب» الناس، برفع الأسعار؛ فباتت «البيضة» حلما بعيد المنال، وأصبحت اللحمة من المحظورات.. فلا تعجب.. حين تسمع عن محاكمة موظف عام، بتهمة شراء نصف كيلو كندوز. فمن أين له هذا وذاك؟! سيقول أحدهم: أن الموظف المذكور أعلاه، ربما كان يملك قطعة أرض ورثها عن أبيه. وإنه باعها.. لـ «فك الزنقة»، كي يرم العيال عضمهم.. بحتة لحمة طرية مع الشوربة.. وربما يقول آخر: إن الموظف المذكور.. حصل على قرض بنكي، بداعي تمويل شراء كيلو لحمة.. وقد يقول ثالث: بل الرجل باع مصاغ أم العيال، ليوفر ثمن كيلو اللحم.. ورابع.. وخامس.. وسادس.. كلها افتراضات ونظريات.
القبول بين البشر من الأشياء الصعبة، فإذا كنت تحظى بقبول عدد كبير من الناس فهذا يعني تميزك الشديد، و هي نعمة تستدعي الشكر و الامتنان. ١٦- الصدق أحيانًا يكون الصدق و الصراحة مؤلمًا في تعاملك مع الآخرين، و لكن تمسكك به و ثباتك عليه سيجعلك تشعر بالراحة و الرضا عن نفسك. على عكس الغارقون في بحر الكذب، فالكذب لايريحهم و لايربحون من وراءه سوى القلق و الشك و يخسرون راحة البال. إن كنت مستقيمًا و ثابتًا على الصدق و الصراحة، فأنت تمتلك شيئًا عظيمًا. ١٧- الأخلاق الحميدة الأخلاق الحميدة من أجلّ النعم التي يمكن أن تكون لدى الشخص في زمن امتلأ بالأخلاق السيئة. أخلاقك الحسنة، تقرب الناس إليك و تزيد احترامهم لك، و تمتلك بها قلوبهم، و تجبرهم أخلاقك و رقيك على أن يتعاملوا معك بنفس القدر. و أن تكون صاحب خلق لا تحتاج إلى المال، بل تحتاج إلى التعلم و التحلي بأجمل الصفات و السلوكيات. ١٨- البصيرة نعمة البصيرة تعني أن لديك حس سليم و نظرة صائبة في اتخاذ القرارات و الحكم على الأمور. و غالبًا ما يكون اتخاذ قرارات فورية في حياتنا دون التفكير في العواقب أمرًا صعبًا. لكن امتلاكك للبصيرة و الحس السليم و النظرة الصائبة سيساعدك على رؤية الأمور بوضوح و اتخاذ قرارت صحيحة دائمًا.
وَلَكِنْ، كَيْفَ يُمكِنُ أَنْ تَلومَ الظالِمَ، والشَعبُ يحتاجُ أَحَدَاً ليستَعبِدهْ؟ لا. لا! لا، لَمْ تولدوا أَحراراً، هُم فَقط احتاجوا إِخباركم بِذلِكْ، فالدِكتاتوريّةْ لَمْ تَعُدْ تَستَطيعْ أَنْ تَقِفَُ على أَقدامِها، ولَمْ تَعُدْ تَمشي عاريّةً على المَلَأ، أَجبَرَها الإِعلامُ أَن تَحتَشِمَ أَمامَكُمْ، أَنْ تَرتَدي لَكُمْ شيئاً واسِعاً، فَضفاضاً يُخفي تَحتَهُ طَبيعَةْ تَطَلُعاتِها، أَن تَختَرِعَ لَكُم خِطاباً زاهياً.. مُلَوَناً يُلوحُ مِنْ بَعيد، وأَهَمَ مَا في الأَمر، أَنْ يَظَلُّ بَعيداً! لا تَظنوا، ولَو لِلَحظة أَنَّ الأسلِحَة النَوَويّةْ هيَّ بطاقتهم المُباغتة، المُخَبأة والتي سَتَحسِمُ الأَمرْ…كانَ وما زَال الأَمَلُ المَزروعُ فيكُمْ هوَّ أَخطَرُ الأَسلِحَة، فَمنْ يُشابِهُ في سَطوَتِه، في هِندامِه…مَنْ يَتفوقُ على الأَمَلْ ذَلِكَ الذي يُقَدَمُ على أَيِّ طَبَقٍ كانْ ويَبدو شَهيّاً! وَ لَنْ أُسامحَ الرئيس الأَمريكي (جون ف. كينيدي) على مَقولَتِه الشَهيرة: لا تَسأَل ماذا تَستطيع بلادُك أَن تُقَدِمَ لِأَجلكْ، بل ماذا تَستطيع أَنت أَن تُقَدِمَ لِبِلادِكْ. لَنْ أُسامِحَه على سِحره، فَكَيْفَ أَقنَعنا جميعاً أَنْ نَترِكَ ثوراتنا، وأَنْ نَرحَل؟ أَنْ نَشتُمَ أَنفسنا، ونَجلُدَ ذاتنا، كَيْفَ جعلنا نَشعُرُ كالخَوَنة، كَيْفَ جعلنا نَشعُرُ بالخَجَلْ مِنْ سَفالةِ رَغبَتِنا الدونية بِِحياةٍ أَكثَرَ مِنْ مُجَرَدْ كَريمة؟ وذلِكَ سيداتي سادتي، هوَّ بالتَحديدْ سِحرُ الانتخابات الأَمريكية، كَيْفَ تُرينا نَحنُ، الأَجزاء الأَقَل ديموقراطيّة في العالمْ، كَيْفَ تُكتَبُ الخِطاباتْ المَخصوصة لِلكادحينَ أَمثالنا!