وجمع أيضا في الأبواب: مثل حقائق التفسير ، ومثل أبواب التصوف الجارية على أبواب الفقه، ومثل كلامهم في التوحيد والمعرفة والمحبة، ومسألة السماع وغير ذلك من الأحوال، وغير ذلك من الأبواب. وفيما جمعه فوائد كثيرة، ومنافع جليلة. وهو في نفسه رجل من أهل الخير والدين والصلاح والفضل. وما يرويه من الآثار فيه من الصحيح شيء كثير. ويروي أحيانا أخبارا ضعيفة بل موضوعة. يعلم العلماء أنها كذب. وقد تكلم بعض حفاظ الحديث في سماعه. وكان البيهقي إذا روى عنه يقول: حدثنا أبو عبد الرحمن من أصل سماعه، وما يظن به وبأمثاله إن شاء الله تعمد الكذب ، لكن لعدم الحفظ والإتقان يدخل عليهم الخطأ في الرواية؛ فإن النساك والعباد منهم من هو متقن في الحديث، مثل ثابت البناني [أبو محمد ثابت بن أسلم البنانى البصرى، كان من أئمة أهل العلم والعمل، ولد فى خلافة معاوية، وثقه العجلى والنسائى وابن حبان، وغيرهم، توفى سنة ثلاث وعشرين ومائة، وقيل: سبع وعشرين. أهل الصفة. [تهذيب التهذيب 2/2، وسير أعلام النبلاء5 220 ــ 223]، والفضيل ابن عياض، وأمثالهما ومنهم من قد يقع في بعض حديثه غلط، وضعف. مثل مالك بن دينار وفرقد السبخي [هو فرقد بن يعقوب السبخى أبو يعقوب البصرى من سبخة البصرة، وقيل: من سبخة الكوفة، روى عن أنس وسعيد بن جبير.
فقد أحب رضي الله عنه أن يلازم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعوض ما فاته من العلم والخير، ومن ثم حرص على سماع أكبر قدر ممكن من حديثه، ومعرفة أحواله، وتبركاً بخدمته - صلى الله عليه وسلم -. ولنستمع إلي أبي هريرة رضي الله عنه يوضح لنا ذلك، فيقول: ( إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقولون: ما بال المهاجرون والأنصار لا يحدثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بمثل حديث أبي هريرة ، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق الأسواق، وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرءاً مسكيناً من مساكين الصفة، أعي حين ينسون) ( البخاري). ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما: ( أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إلى صدره فإنه لم ينس شيئا سمعه، فبسطت بردة عليَّ، حتى فرغ من حديثه ، ثم جمعتها إلى صدري ، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ، ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ.
ولذلك نسبت إليهم الصُّفَّة، فقيل: صفة المهاجرين، كما روي عن واثلة ابن الأسقع رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين، فسأله إنسان: أيُّ آية في القرآن أعظم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم» [6]. ثم نزل بها الغرباء من الوفود الذين كانوا يَقْدُمون على النبي صلى الله عليه وسلم مُعْلِنين إسلامهم وطاعتهم [7]. لذا فأهل الصُّفَّة ينتمون إلى قبائل شتى، من مهاجري مكة وغيرها، يدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بالأوْفَاض [8] ، فعن أبي رافع رضي الله عنه قال: «لما ولدت فاطمة حسنًا، قالت: ألا أعق عن ابني بدم، قال: لا، ولكن احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين، والأوفاض، وكان الأوفاض ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين في المسجد، أو في الصُّفَّة، وقال أبو النضر: من الورق على الأوفاض - يعني: أهل الصُّفَّة، أو على المساكين - ففعلت ذلك، قالت: فلما ولدت حسينًا فعلت مثل ذلك» [9]. والأَوْفَاض: الفِرق من الناس والأخلاط من قبائل شتى، من وَفَضَت الإبل إذا تفرقت، قال أبو عبيد: والمراد بهم أهل الصُّفَّة؛ لأنهم كانوا أخلاطًا من قبائل شتى [10].
فقد أحب ـ رضي الله عنه ـ أن يلازم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعوض ما فاته من العلم والخير، ومن ثم حرص على سماع أكبر قدر ممكن من حديثه، ومعرفة أحواله، وتبركاً بخدمته - صلى الله عليه وسلم -. ولنستمع إلي أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ يوضح لنا ذلك، فيقول: ( إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقولون: ما بال المهاجرون والأنصار لا يحدثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بمثل حديث أبي هريرة ، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق الأسواق، وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرءاً مسكيناً من مساكين الصفة، أعي حين ينسون) ( البخاري). ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما: ( أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إلى صدره فإنه لم ينس شيئا سمعه، فبسطت بردة عليَّ، حتى فرغ من حديثه ، ثم جمعتها إلى صدري ، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ، ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ.
[٧] أمّا عن وقت خروج الصحابة من الصُفّة فهذا ما لم يُذكر بدقّة في المصادر التاريخية إلّا أنّه هناك بعض المؤشرات التي تدلّ أنّ انتهاء عهد المسلمين بالصُفة كان مع بداية خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- لأنّ الهجرة من مكة إلى المدينة قد انقطعت بعد الفتح، ولأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد انتقل إلى الرفيق الأعلى إذ كان أحد أهداف إقامة المسلمين في الصُفّة ملازمة رسول الله والتعلّم منه وخدمته، كما أنّ الفتوحات قد كثُرت واغتنى المسلمون ولم يعد هناك حاجة للأكل من أموال الصدقات بالنسبة لأهل الصُفّة. [١] المراجع [+] ^ أ ب "كتاب وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي (أهل الصفة أنموذجا)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف. ↑ "أهل الصُّفة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن طلحة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6684، حديث أخرجه في صحيحه. ↑ سورة البقرة، آية:273 ^ أ ب "أصحاب الصفة من قبائل مختلفة ومعظمهم من المهاجرين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف. ↑ "كتاب الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23.