تاريخ النشر: الثلاثاء 2 محرم 1443 هـ - 10-8-2021 م التقييم: رقم الفتوى: 445180 1236 0 السؤال هناك كلمات في القرآن، لا نفهمها بلغتنا في هذا العصر. هل تغيرت لغة العرب من زمن الصحابة إلى زماننا؟ أم ماذا؟ مثال: كلمة (عدل) في الآية: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها}. العدل ليس معناه القسط، بل معناه الفدية. وغيرها كثير. لماذا تغيرت معاني كلمات القرآن؟ ولماذا يكون معناه خلافَ المتوقع، ومختلفًا عما نعرفه اليوم؟ مثال آخر حتى تتضح الصورة: كلمة الريش، في قول الله تعالى: {قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا}، معنى الريش هنا ليس ريش الطيور، بل معناه المال، وقيل معناه لباس الزينة. أحسن الله إليكم. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالذي تبدل هو فهم الناس وعلمهم باللغة العربية، وليست اللغة ذاتها هي التي تبدلت. والكلمة الواحدة قد تطلق في لغة العرب على عدة معانٍ، فإذا جهل الناس في عصرنا تلك المعاني ولم يعلموا إلا بعضها، فلا يصح أن يكون جهلنا بلغة العرب حاكما عليها، فنقول لم تغيرت اللغة؟! وما ذكرته من الأمثلة لها عدة معان في لغة العرب، ومبسوطة في كتب المعاجم، فالريش مثلا يطلق في لغة العرب على اللِّبَاس الفاخِر، ويطلق على ريش الطائر، وعلى الخِصْب والمَعَاش، والمال المُسْتَفَاد، والأَثَاث.
رقم الفتوى: 5619 الثلاثاء 2 محرم 1443 - 10 أغسطس 2021 123 لجنة الفتوى نص الاستشارة أو الفتوى: هناك كلمات في القرآن لا نفهمها بلغتنا في هذا العصر، هل تغير لغة العرب من زمن الصحابة إلى زماننا؟ أم ماذا؟ مثال: كلمة (عدل) في الآية: {وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: 70] العدل ليس معناه القسط، بل معناه الفدية. وغيرها الكثير. لماذا تغير معاني كلمات القرآن؟ ولماذا يكون معناه خلافَ المتوقع ومختلفًا عما نعرفه اليوم؟ أحسن الله إليكم. مثال آخر حتى تتضح الصورة: كلمة: (الريش) في قول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26]، معنى الريش هنا ليس ريش الطيور، بل معناه المال، وقيل معناه لباس الزينة. نص الجواب: القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، وعندما استمع إليه العرب فهموا خطابه بحكم معرفتهم بهذا اللسان: قال تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الزمر/ 27، 28. لكن في زماننا هذا قد ابتعد كثير من العرب عن الفصحى كثيراً حتى إذا قرأوا كلاما لقدامى العرب سيصعب عليهم فهمه واستيعابه، وبعض الكلمات لها استخدام في اللهجة العامية مختلف عن استخدامها بالفصحى، فلا تعتبر معرفتنا هي المقياس لأصل استخدام المفردات اللغوية وما تدل عليه، هذا من ناحية.
و الإمام قتادة رحمه الله كغيره من علماء السلف يخطئ و يصيب فلا يسلم له كل أقواله و تفسيراته و عنده اختيارات خالفه فيها غيره فمثلا اختار رحمه الله في تفسير فواتح السور أنها اسم من أسماء القرآن و هذا أحد الأقوال في المسألة. بل عنده اختيارات جانبه فيها الصواب قطعا كما في تفسيره لقوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [الأحقاف: 17] قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصديق رضي الله عنهما و هذا لا يصح لأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه ردت هذا التفسير على مروان و هي أعلم بالقرآن و بأسباب نزوله. و في الجملة يعتمد قتادة رحمه الله في تفسيره على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و أقوال الصحابة رضي الله عنهم لاسيما المعروفين بالتفسير كابن عباس وابن مسعود كما يفسر كذلك بمقتضى لغة العرب. ومما يؤخذ عليه إدخال الإسرائيليات و أخبار بني إسرائيل في تفسيره و كثرة البلاغات التي هي نوع من أنواع المنقطع الذي هو بدوره قسم من أقسام الضعيف. و كذا إرساله عن عدد من الصحابة ممن لم يدركهم دون التصريح سماعا بالسند الواسطة بينه و بينهم مع كونه معروفا بالتدليس عفا الله عنا و عنه و غفر لنا و له و من المعروف أن الحديث المرسل من أقسام الضعيف و أن المدلس لا بد أن يصرح بالسماع أو التحديث من شيخه الذي سمع منه حتى يقبل حديثه فإن روى الحديث بصيغة تحتمل اللقي و السماع كقال و عن وأن فلا يقبل ذلك منه و لا أريد أن استفيض في هذا و بالنسبة للجوانب الحسنة في تفسيره فيمكن ذكر عدد منها على سبيل المثال لا الحصر: كالتنبيه على الآيات التي لها أسباب النزول فهو رحمه الله كثيرا ما يذكر سبب نزول الآية وإن كان في غالب الأحيان لا يذكر سنده في ذلك.
ومن فوائده بيان الأحكام الشرعية في عدد من المواطن كقوله بوجوب العمرة عند تفسير قوله تعالى « و أتموا الحج والعمرة لله ». و قوله عند تفسير الآية الكريمة {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} [الأحزاب: 50] قَالَ: «فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ أَلَّا تُنْكَحْنَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَهِيدَيْ عَدْلٍ, وَصَدَاقٍ وَلَا يَنْكِحُ الرَّجُلُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ ». و من فوائده كذلك تعيين المبهمات من الأسماء كما في قوله تعالى {أو كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} قال: « هو عزير ». و من فوائده فهم السيرة النبوية بشكل صحيح حيث قال مثلا عند تفسيره {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُواعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23]: «كَانَتْ آلِهَةً يَعْبُدُهَا قَوْمُ نُوحٍ, ثُمَّ كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْبُدُهَا بَعْدُ فَكَانَ وَدًّا لِكُلَيْبٍ بِدَوْمَةَ الْجَنْدَلِ, وَكَانَ سُوَاعٌ لِهُذَيْلٍ, وَكَانَ يَغُوثُ لِبَنِي غُطَيْفٍ مِنْ مُرَادِ بِالْجَرْفِ, وَكَانَ يَعُوقُ لِهَمْدَانَ, وَكَانَ نَسْرٌ لِذِي الْكَلَاعِ مِنْ حِمْيَرٍ » { ففي هذا الأثر يذكر عددا من الأصنام التي كانت تعبدها بعض القبائل العربية و هذا قد يفيد الباحث في السيرة النبوية.
كلمات وصفت القرآن القارئ للقرآن الكريم بوعي وتدبر وتفكر، يلاحظ مجموعة من الكلمات التي تصف القرآن، أو تضبط كيفية التفاعل الذي يحصل بين القرآن والإنسان المسلم. وفيما يلي هذه الكلمات: • يتلى (القرآن يتلى). • رتل (القرآن يرتل). • يقرئ (القرآن يقرئ). • القرآن يُسمع. • القرآن يُنصت له. • القرآن يٌتدَبَّر. • القرآن يذكر الإنسان المسلم. • القرآن شفاء لما في الصدور. • القرآن هدى ورحمة للمؤمنين. • القرآن يفرح المؤمن. • القرآن منزل من رب العالمين. • القرآن خير. • القرآن يهدي التي هي أقوم. • القرآن يهدي إلى سبل السلام. • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن. • السجود عند ما يقرأ القرآن. • القرآن عظيم. • القرآن حكيم. • القرآن كريم. • القرآن مجيد. فتلك الكلمات أعتقد أنه من الواجب على الإنسان المسلم أن يعيها ويسعى إلى فَهمها وضبطها. فما الفرق مثلًا بين التلاوة والترتيل والقراءة. أو ما الفرق بين الاستماع والإنصات؟ أو التذكر أو التدبر. إضافة إلى ذلك وجب على الإنسان المسلم أن يعمل على أن يتحقق فيه الاعتقاد الراسخ الصادق الذي لا ريب فيه بأن القرآن خير، القرآن شفاء لما في الصدور، القرآن يهدي إلى التي هي أقوم.. وأن يبحث عن السبل التي تحقق ذلك.