أما أن النميمة عذاب في الآخرة: فلأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا يدخل الجنة نمام » (مسلم) وفي رواية قال حذيفة -رضي الله عنه-: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « لا يدخل الجنة قتات » ( لبخاري ومسلم) وفرَّق بعض أهل العلم بين القتات والنمام، فقالوا: "النمام من يحضر المجلس، وينقل النميمة من المجلس، والقتات هو الذي يستمع من وراء الجدران، وينقل النميمة من وراء الجدران" ، وأيًا كان فالمراد من ذلك هو الوشاية، أو نقل الكلام بين الناس على سبيل الإفساد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة قاطع » ( لبخاري ومسلم) فقد قاطع ما بين الناس بالنميمة.
[٧] وذهب بعض العُلماء إلى أنَّ الغيبة لا تكون إلَّا في الشَّخص الغائب، [٨] فالغيبة ذكر الآخرين بما يكرهون، والنَّّميمة نقل الكلام بين النَّاس بقصد الفساد والبغضاء بينهم، [٩] فالغيبة تكون صادرةً في الأصل من المُغتاب، وقد تكون بالقلب، والِّلسان، وغيرهما، بينما النَّميمة تكون صادرةً من الغير ولا تكون إلَّا بالِّلسان أو ما يحلُّ محله من كتابةٍ أو إيماءٍ، والغيبة قد تُباح في بعض الحالات بخلاف النَّميمة فلم ينقل أحدٌ بجوازها. [٧] المراجع ↑ الحسين الأصفهاني (1420)، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (الطبعة 1)، بيروت:شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، صفحة 470، جزء 1. بتصرّف. ↑ سعيد القحطاني (1413)، آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 9)، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 8-9، جزء 1. بتصرّف. ↑ سعيد القحطاني (1431)، آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 9)، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 30-31، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الحجرات، آية:12 ↑ يوسف ابن المِبرد (2011)، معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام (الطبعة 1)، سوريا:دار النوادر، صفحة 165-166، جزء 1. بتصرّف. ↑ عبد العزيز بن باز، فتاوى نور على الدرب ، صفحة 23، جزء 16.