فهذان صنفان من الناس يخطئون في فهم العبادة في الإسلام. والأصل أن حياة المسلم علمية كان أم اجتماعية، سياسية أم اقتصادية، أخلاقية أم سلوكية، كلها عبادة لله - سبحانه وتعالى -، فعليه أن يسخرها لذلك حتى يظفر بالغاية العظمى من تلك العبادة، التي هي كل السعادة في الدنيا والآخرة. التفريغ النصي - إثبات الرؤية لله عز وجل - للشيخ سلمان العودة. الوقفة الثالثة: قوله - صلى الله عليه وسلم -: (وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً). ومعنى ذلك أن من قام بحق الله - تعالى -عليه، فالله - سبحانه وتعالى - أوجب على نفسه أن لا يعذبه، ووعده متحقق لا محالةº لأنه قد وعدهم ذلك جزاء لهم على توحيده، والله لا يخلف الميعاد، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: \"كون المطيع يستحق الجزاء هو استحقاق إنعام وفضل، ليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق\". الوقفة الرابعة: في قول معاذ -رضي الله عنه-: (كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار، فقال لي.. )الحديث. تواضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث كان راكباً على حمار، وهو من هو في المكانة والقدر، فهو أفضل البشر على الإطلاق، وأكرمهم على الله - تعالى -، ومع ذلك يفعل ما يفعله الناس تماماً، فيأكل ما يأكلون، ويشرب مما يشربون، ويركب ما يركبون، ويزيد الأمر كونه أردف معه غيره، وهذان الأمران خلاف ما عليه كثير من الناس اليوم ممن أنعم الله عليهم بنعمه وزادهم من أفضاله، فظنوا أنهم زادوا على غيرهم منزلة معينة، سواء كانوا أصحاب أموال أو جاه أو رئاسة ونحوها، فيغترون بما أعطاهم الله - سبحانه وتعالى -، فيصيبهم الكبر والبطر، حتى أن بعضاً منهم يزيد على ذلك بظلم الآخرين ويتجاوز حدوده، وهذا كله فيه خطر عظيم.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال: ( يا معاذ! هل تدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئا ، ثم سار ساعة، ثمّ قال: يا معاذ بن جبل ، قلت: لبّيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقّ العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك ؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن يدخلهم الجنة) رواه البخاري. وفي رواية أخرى: ( فإن حق الله على العباد إذا فعلوا ذلك ألا يعذبهم). قال البيضاوي في "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة": "والحق الثابت: تحقق العبادة على العِباد قضية أمره المحتوم, وتحقق الثواب على الله مقتضى وعده المُصَدّق". حق الله عز وجل وحق الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال الطيبي: "وحق الله تعالى بمعنى الواجب واللازم.. وقيل: حق العباد على الله تعالى ما وعدهم به، ومن صفة وعده أن يكون واجب الإنجاز، فهو حق بوعده الحق". وقال ابن عثيمين: "( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً) يعني أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئاً، لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة".
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى الفوزان الجزء الأول أرسل الفتوى لصديق أدخل بريدك الإلكتروني: أدخل بريد صديقك:
ينبغي أيضًا أن يسعي الأنسان من أجل الحصول على رحمة الله تعالى، فعليه القيام بأعمال صالحة، ويكثر من الاستغفار وأن يرجو مغفرة ربه. وأيضًا ينبغي على ا لمسلم التوحيد الكامل لله وأن يوحده بصفاته وأسمائه. موضوع عن حق الله وحق الرسول – المحيط. أن يخاف المسلم ربه، وأن يدري أن الله موجود معه في كَافَّة أمور حياته، وأن ينهي عن المعاصي والآثام. أن يشكر الله علي السراء والضراء، ويحمد الله علي نعمه العظيمة بقلبه ولسانه أن يحسن الظن بربه دائما ويعلم أن كل محنه وراءها بعثة من رب العباد. وفي المقابل لقد وعد الله عباده المؤدين لحقوقه على أتمَ وجه بدخول جناته وألا يمسهم العذاب. حق الرسول صلى الله عليه وسلم أن نطيعه ونفعل ما أمر به ونجتنب ما نهى عنه، وألا نتبع الأهواء والبدع ذَكَرَ تعالى ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر:7] أن نحفظ لرسول عليه أجود الصلاة والسلام مكانته التي أنزله الله إياها ويعرف المسلم أنه عبد الله ورسوله ذَكَرَ الله تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء:1] وهذا مقتضاه: أن يدري المسلم أن الواجب في حق الرسول شيئان: الاعتقاد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عبد فلا يستعين به ولا يعطيه ميزة من خصائص الألوهية.