بيان ما كَتَمه أهل الكتاب من الهُدى. مَنهج القصص في القرآن للقصّة القُرآنية مَنهج مُختلف عن القصص الأُخرى؛ لأنّها تُركّز على أغراض دينيّة، وأهدافٍ سامية، ويظهر ذلك بمظاهر عدّة، وفيما يأتي بيان بعضها: [١٣] الاقتصار في القصّة على الغاية المقصودة منها؛ وذلك بالتقليل من ذِكر الأحداث التاريخيّة، كقصّة أصحاب الكهف؛ إذ لم تذكر القصّة تاريخهم، أو تاريخ أقوامهم، أو نَسَبهم، أو غير ذلك. تقديم النصيحة والعِبرة للناس من خلال القصّة، وهو من المظاهر الواضحة والعامّة في قصص القُرآن الكريم جميعها، كقصّة أصحاب الكهف ؛ إذ إنّها قدّمت النصيحة والمَوعظة من خلال أحداثها. خصائص القصة - موضوع. العَرض التقريبيّ؛ وذلك من خلال طَرح القصّة بأُسلوب قَصصيّ مُشوِّق، وعدم ذِكرها، أو سَرْدها فقط. التنوُّع في مُقدِّمات القصص، والبَدء بالمَشاهد التي تلفت أنظار الناس إليها؛ لتشويق القارئ، وتركيز اندماجه فيها. العَرض التمثيليّ؛ وذلك من خلال إظهار بعض المَشاهد، وإخفاء بعضها الآخر؛ لإفساح المجال للعقل؛ للتخيُّل. الحِكمة من تكرار قصص القرآن تناول المفسرون والمحقّقون في علوم القُرآن مسألة تكرار بعض القصص في سور القرآن وآياته، ووقفوا على حِكَم عظيمة ودلالات كبيرة لذلك، ومن جملة ما ذكروه ما يأتي: اختلاف مناسبات ذكر القصة؛ فعندما يأتي ذكر القصة للدلالة على غرضٍ مختلف عمّا جاءتْ به في موضع آخر لا يعد ذكرها مع غرضها الجديد تكراراً لها، بل إضافة لمعنى آخر ودلالة مختلفة.
أصدق القصص: وقد وردت هذه السِّمة في قول الله -تعالى-: (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، [٧] وسِمَة الصّدق في القصص القرآني تشمل المعنى والمضمون والمحتوى على اختلاف موضوعاتها العقدية أو الدعوية أو التشريعية وغيرها، ولا يخفى أنّ الآية السابقة جاءت في سياق آيات أخرى تُقرّر أنّ عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله، وليس ابناً له، كما تدّعي النصارى عن عيسى بن مريم، وفي هذا إشارة جليّة أنّ كلّ ما خالف قصص القرآن فهو زور وباطل. بماذا يتميز القصص القراني تفسير. خصائص قَصص القرآن يمتاز القصص القرآني بمزايا كثيرة عن غيره من القصص، ومن ذلك: [٨] الربّانية: وذلك من حيث المصدر؛ فهي وَحيٌ من عند الله -تعالى-، لا يأتيها الباطل، ولا النَّقْص، وهذه الخاصّية باقيةٌ إلى قِيام الساعة. الثبات: وينبع ثباتها من السنن الإلهية التي تحكم الكون وحياة النّاس؛ فلا يطرأ على عظاتها وعبرها ودلالاتها أيّ تغيير أو اضطراب مع تعاقب الزمن وتقلّب ألوان الحياة. الشُّمول: وذلك من حيث شمولها لما يحتاجه المرء من مُتطلَّبات النجاة في الدنيا والآخرة. التوازُن: وذلك من حيث تحقيق التوازُن في العمل للدُّنيا، والآخرة؛ لقول الله -تعالى-: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
[١٧] المراجع
[٩] الواقعيّة: وذلك من حيث تعامُلها مع الواقع، وما يحصل فيه، بعيداً عن التصوُّرات الوهميّة التي لا وجود لها، وعن الأساطير التي يخترعها الإنسان في خياله. الإيجابيّة: وذلك بالحَثّ على العمل في شؤون الحياة جميعها، مع عدم التغافُل عن الآخرة، وأداء حَقّ الأمانة في التعامُل مع الآخرين. الخُلو من الدلالات والإيحاءات: وذلك لأنّها تأتي مُباشِرة، وواضحة في بيانها العِبرةَ المُراد توضيحها. أهداف قصص القرآن ذكرَ الله -تعالى- القصص في القُرآن لأهدافٍ كثيرة، ومنها ما يأتي: [١٠] [١١] الدلالة على التوحيد، وهو أهمّ هدف لها، كقصص الأنبياء مع أقوامهم، وبيان قدرة الله -تعالى- المُطلَقة في الخَلق، كقصّة آدم -عليه السلام-. تثبيت النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ومَن معه على الحقّ، وحَثّهم على الصبر فيما يجدونه من أذى؛ قال -تعالى-: (وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ). بماذا يتميز القصص القرآني. - نجوم العلم. [١٢] بيان الحُكُم في الاختلاف الذي يُمكن أن يقع في قصص التوراة، والإنجيل. الإقناع وإقامة الحُجّة على كلّ مَن خالف دعوة الأنبياء، والردّ عليهم. بيان أُصول الدعوة ؛ من خلال بيان شرائع الأنبياء، وتصديقهم، وتخليد ذِكرهم.
ذات صلة خصائص القصة القصيرة عناصر القصة الفنية القصة هي نصٌ من النصوصِ الأدبية، والتي تعتمدُ على سردِ مجموعة من الأحداث الواقعية، أو الخيالية ووضعها ضمن إطارٍ معين يسهل فهمه من قبل القارئ، وتُعرف أيضاً بأنها مجموعة من المواقف التي تحدث في حياة أشخاصٍ خياليين من نسج مؤلف القصة، والهدف منها توصيل رسالة، أو فكرة معينة للقراء حول قضية، أو موضوع، أو فكرة ما. يعد فن كتابة القصة من الفنون الأدبية القديمة، والذي اهتم بسرد العديد من المواقف الخيالية المعتمدة على أساسٍ واقعي، مع تغيير ببعض أحداثها، وشخصياتها حتى تتناسب مع النص الأدبي، وأيضاً تساهم القصص في تفسير مجموعة من الأحداث التي تحدث مع مجموعة من الأشخاص، فتصف كافة الأسباب التي أدت إلى حدوث الانفعالات، والتصرفات المرتبطة بالفكرة الرئيسية للقصة. خصائص القصة توجد مجموعة من الخصائص التي يتميز بها نص القصة عن النصوص الأدبية الأخرى، وهي: الوحدة هي أن القصة يجب أن تشمل على فكرة رئيسية واحدة، بمعنى تعتمد على مبنى واحد لا يتغير فإذا كانت قصة اجتماعية يجب أن تتحدث في الأفكار الاجتماعية، وإذا كانت قصة بوليسية يجب أن ترتبط أحداثها بوقائع حركية، وهكذا لكافة أنواع الأفكار الأخرى، كما أن مفهوم الوحدة يرتبط بوجود شخصية رئيسية واحدة، وهدف واحد، أي إنّه من الواجب على الكاتب أن يوجه قصته باتجاهٍ واحدٍ، وثابت.