2022-02-13, 11:48 AM #1 سورة قريش خالد سعد النجار {بسم الله الرحمن الرحيم} {لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)} سميت هذه السورة في عهد السلف "سورة لإيلاف قريش" قال عمرو بن ميمون الأودي: صلى عمر بن الخطاب المغرب فقرأ في الركعة الثانية {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} و {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} وهذا ظاهر في إرادة التسمية، ولم يعدها في "الإتقان" في السور التي لها أكثر من اسم. وسميت في المصاحف وكتب التفسير "سورة قريش" لوقوع اسم قريش فيها ولم يقع في غيرها، وبذلك عنونها البخاري في "صحيحه". والسورة مكية عند جماهير العلماء. وقال ابن عطية: بلا خلاف وقد عدت التاسعة والعشرين في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة التين وقبل سورة القارعة. وهي سورة مستقلة بإجماع المسلمين على أنها سورة خاصة. ص585 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة لإيلاف قريش - المكتبة الشاملة. وجعلها أُبي بن كعب مع سورة الفيل سورة واحدة ولم يفصل بينهما في مصحفه بالبسملة التي كانوا يجعلونها علامة فصل بين السور، وهو ظاهر خبر عمرو بن ميمون عن قراءة عمر بن الخطاب. والإجماع الواقع بعد ذلك نقض ذلك.
وهو بمثابة التعليل لموجب أمرهم بالعبادة لأنه سبحانه الذي هيأ لهم هاتين الرحلتين اللتين كانتا سببا في تلك النعم عليهم فكان من واجبهم أن يشكروه على نعمه ويعبدوه وحده. وفي هذا ربط بين النعمة وموجبها كالربط بين السبب والمسبب. و {من} الداخلة على {جوع} وعلى {خوف} معناها البدلية ، أي أطعمهم بدلا من الجوع وآمنهم بدلا من الخوف.
والمعنى: إن قريشا كانت بالحرم آمنة من الأعداء. والحرم واد جديب لا زرع فيه ولا شجر، وإنما كانت قريش تعيش فيه بالتجارة وكانت لهم رحلتان في كل سنة، رحلة في الشتاء، ورحلة في الصيف إلى الشام. ولولا هاتان الرحلتان لم يكن به مقام. ولولا أنهم بمجاورة البيت لم يقدروا على التصرف، فلما قصد أصحاب الفيل هدم الكعبة أهلكهم الله لتقيم قريش بالحرم، فذكرهم الله نعمته بالسورتين. والمعنى: أنه أهلك أولئك ليؤلف قريشا هاتين [ ص: 240] الرحلتين اللتين بهما معاشهم، ومقامهم بمكة. تقول: ألفت موضع كذا: إذا لزمته، وألفنيه الله، كما تقول: لزمت موضع كذا وكذا، وألزمنيه الله، وكرر " لإيلاف " للتوكيد، كما تقول أعطيتك المال لصيانة وجهك صيانته عن كل الناس. قال الزجاج: يقال: ألفت المكان ألفا، وآلفته إيلافا بمعنى واحد. وأما قريش فهم ولد النضر بن كنانة، وكل من لم يلده النضر فليس بقرشي. إسلام ويب - تفسير الكشاف - سورة قريش. وقيل: هم من ولد فهر بن مالك بن النضر، فمن لم يلده فهر فليس بقرشي. وإنما سموا قريشا لتجارتهم وجمعهم المال. والقرش: الكسب. يقال: هو يقرش لعياله، ويقترش، أي: يكتسب. وقد سأل معاوية ابن عباس رضي الله عنهم: لم سميت قريش قريشا؟ فقال ابن عباس: بدابة تكون في البحر يقال لها: القريش لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته.
وروى عطاء عن ابن عباس قال: كانوا في ضر ومجاعة حتى جمعهم هاشم على الرحلتين، فكانوا يقسمون ربحهم بين الغني والفقير حتى استغنوا. قوله تعالى: وآمنهم من خوف وذلك أنهم كانوا آمنين بالحرم، إن حضروا حماهم، وإن سافروا قيل: هؤلاء أهل الحرم، فلا يعرض لهم أحد.