وقوله جل ذكره: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} اجتنبوها حال السكر، نزلت في جمع من الصحابة شربوا الخمر قبل تحريمها عند ابن عوف وتقدم عليّ للإمامة وقرأ: {قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون} رواه الترمذي وأبو داود، وقال الضحاك عنى به سكر النوم لا سكر الخمر.
وعلى هذا فقوله: ﴿حتى تعلموا ما تقولون﴾ في مقام التعليل للنهي عن شرب الخمر بحيث يبقى سكرها إلى حال دخول الصلاة أي نهيناكم عنه لغاية أن تعلموا ما تقولون وليس غاية للحكم بمعنى أن لا تقربوا إلى أن تعلموا ما تقولون فإذا علمتم ما تقولون فلا بأس. موقع هدى القرآن الإلكتروني. قوله تعالى: ﴿ولا جنبا إلا عابري سبيل﴾ إلى آخر الآية سيأتي الكلام في الآية في تفسير قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة﴾ المائدة: 6. بحث روائي: في تفسير العياشي، عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله: ﴿لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون﴾ قال: هذا قبل أن تحرم الخمر. أقول: ينبغي أن تحمل الرواية على أن المراد بتحريم الخمر توضيح تحريمها، وإلا فهي مخالفة للكتاب فإن آية الأعراف تحرم الخمر بعنوان أنه إثم صريحا، وآية البقرة تصرح بأن في الخمر إثما كبيرا فقد حرمت الخمر في مكة قبل الهجرة لكون سورة الأعراف مكية ولم يختلف أحد في أن هذه الآية آية النساء مدنية، ومثل هذه الرواية عدة روايات من طرق أهل السنة تصرح بكون الآية نازلة قبل تحريم الخمر، ويمكن أن تكون الرواية ناظرة إلى كون المراد بالآية عن الصلاة كسلان. وفيه، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا فإنها من خلل النفاق فإن الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
فبهذا المعنى لا يَستقيمُ الكلامُ؛ لِأنَّ معنى الكلامِ أنَّ اللهَ قد حرَّم الخمرَ فِعلًا وانقضى الحُكْمُ، والجوابُ أنْ يُحملَ هذا الكلامُ على أنَّه حين بدَأَ نزولُ تحريمِ الخَمرِ تَحريمًا جُزئيًّا مُتدرِّجًا، كان عُمَرُ يَرْجو أنْ تُحرَّمَ تحريمًا قاطعًا، فكان يقول: "اللَّهمَّ بَيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شِفاءً"، أي: أَظهِرْ لنا حُكْمَها بِقَوْلٍ لا لَبْسَ فيه. وقيل: إنَّ الصَّوابَ رِوايةُ التِّرمذيِّ "أنَّ عُمرَ قال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخَمرِ بيانَ شِفاءٍ، فنزَلتِ الآيةُ الأُولى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]، ثمَّ توالتِ الآياتُ، وأمَّا قولُه في حديثِ أبي داودَ: "لَمَّا نزَلَ تحريمُ الخمرِ، قال عُمرُ: اللهمَّ بيانًا، فغيرُ صوابٍ؛ لأنَّه يَقتضِي أنْ يكونَ هناك تحريمٌ قبلَ نُزولِ هذه الآيةِ، وهذا لم يَكُن.
قال ابنُ قدامةَ رحمه الله في "المغني" (1/151): " ومَن كان مريضًا لا يقدرُ على الحركةِ ، ولا يجدُ من يناوله الماءَ ، فهو كالعادم ، لأنّه لا سبيلَ له إلى الماء... وإن كانَ له من يناولُه الماءَ قبل خروجِ الوقتِ فهو كالواجد.... وإن خافَ خروجَ الوقتِ قبلَ مجيئِه ، فقالَ ابنُ أبي موسى: له التيمم ، ولا إعادةَ عليه ، وهو قولُ الحسن " انتهى. وأما الوضوء فلا يجزئ عن الغسل. تفسير سورة النساء - معنى قوله تعالى لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى. وكان الواجب عليك إن لم تجد من يساعدك في الاغتسال أن تغسل ما تستطيع من بدنك ، كالرأس والوجه واليدين والرجلين ، ثم تتيمم ، وتصلي بهذا التيمم. ولمزيد الفائدة راجع جواب السؤال رقم ( 71202) وبناء على ذلك فيلزمك إعادة تلك الصلاة. ثانيا: المني طاهر في أصح قولي العلماء ، فلا يلزمك غسل ملابسك ولا تبديلها ، وراجع السؤال رقم ( 2458). ونسأل الله تعالى لك العافية والمعافاة في الدين والدنيا. والله أعلم.
قائمة بأكثر القراء إستماعاً المزيد من القراء 119218 726531 77869 687786 72041 656414 74978 647743 67747 632240 59264 606199 استمع بالقراءات الآية رقم ( 81) من سورة الأنعام برواية: جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2022 - 2005) اتفاقية الخدمة وثيقة الخصوصية
أقول: قوله: فإنها من خلل النفاق استفاد (عليه السلام) ذلك من قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، فالمتمرد عن هذا الخطاب منافق غير مؤمن، وقوله: يعني من النوم يحتمل أن يكون من كلام الراوي ويحتمل أن يكون من كلامه (عليه السلام) ويكون تفسيرا للآية من قبيل بطن القرآن، ويمكن أن يكون من الظهر. وقد وردت روايات أخر في تفسيره بالنوم رواها العياشي في تفسيره عن الحلبي في روايتين، والكليني في الكافي بإسناده عن زيد الشحام عن الصادق (عليه السلام)، وبإسناده عن زرارة عن الباقر (عليه السلام)، وروى هذا المعنى أيضا البخاري في صحيحه عن أنس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).