[٧] [٨] وأجمع علماء الأمة الإسلامية على مشروعية قصر الصلاة في السفر، [٨] وتعدَّدت آراء العلماء في حكم قصر الصلاة، فذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بأنَّ قصر الصلاة جائزٌ للمسافر؛ للتخفيف على المسافر من مشقّة السفر، وهو مخيّرٌ بين الإتمام والقصر في السفر إذ إنَّها رُخصة، وذهب الحنفية إلى القول بوجوب صلاة القصر على المسافر، فلا يجوز له إتمام الصلاة أربعاً في السفر، وذهب المالكية إلى القول بأنّ قصر الصلاة في السفر سُنّةٌ مؤكّدةٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. [٩] [١٠] مسائل تتعلق بقصر الصلاة توجد مسائل وأحوال كثيرة تتعلّق بقصر الصلاة للمسافر، منها ما يأتي: [١١] إذا بدأ المسافر صلاته وهو في الحضر، وسافر في أثناء الصلاة فيجب عليه إتمامها، مثل الذي بدأ بالصلاة وانطلقت السفينة وفارقت البلد في أثنائها، فيجب عليه إتمام الصلاة. إذا بدأ المسافر صلاته في السفر ووصل إلى بلدته أثناء الصلاة، فيجب عليه الإتمام. شروط صلاة القصر - موضوع. إذا وجبت على المسافر صلاةٌ في الحضر -قبل السفر-، ونسيها وأراد قضاءها في السفر؛ فيجب عليه قضاؤها تامّة، لأنّها وجبت عليه في الأصل تامّة. إذا نسي المسافر صلاةً في السفر وأراد أن يقضيها في الحضر، فيجب قضاؤها تامّة، لأنَّ القصر تخفيفٌ تَعلَّق بعذر السفر، ولم يَعد موجوداً، ومن نسيَ صلاة السفر وقضاها في السفر فيجوز له القصر.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ أن يبدأ سفره بالصباح، وكان يستحبّ يوم الخميس للسفر. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُودِّع أهلَه وأصحابه قبل السفر، ويأمر المؤمنين بأنْ يقوموا بتعيين أميرٍ عليهم في السفر؛ حتى يجمعهم على كلمةٍ واحدةٍ، ويوصي بالجماعة في السفر وينهى عن سفر الواحد والاثنين.
[٥]. (اللهم اصحبنَا بنُصحكَ واقلبْنا بذمّةٍ اللهم ازْوِ لنا الأرضَ وهوِّنْ علينا السفرَ). [٦]. أنَّه كان إذا سافَرَ، قال: (اللَّهُمَّ بلِّغْ بَلاغًا يَبلُغُ خَيرًا رِضْوانَكَ والجَنَّةَ، إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قَدي) [٧]. دعاء المسافر إذا نزل منزلاً: (أعوذُ بِكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ من شرِّ ما خَلقَ) ، [٨] من قالها لَم يَضرَّهُ شَيءٌ حتى يَرْتَحِلَ مَن مَنْزِلِه. دعاء اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل - مقال. دعاء وقت السحر أثناء السفر: (سَمِعَ سَامِعٌ بحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذًا باللَّهِ مِنَ النَّارِ). [٩] دعاء المسافر إذا أمسى وأقبل عليه الليل: (يا أرضُ ربِّي وربُّكِ اللَّهُ، أعوذُ باللَّهِ من شرِّكِ وشرِّ ما فيكِ، وشرِّ ما خلقَ فيكِ، وشرِّ ما يدبُّ عليكِ، أعوذُ بكَ من أسَدٍ وأسوَدَ، ومنِ الحيَّةِ والعقربِ، ومن ساكنِ البلدِ ، ووالدٍ وما ولدَ). [١٠] دعاء الرجوع من السفر تعددت الادعية النبوية التي تتعلق بالمسافر ورجوعه إلى بلده منها: [١١] (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ).
دُعاءُ المسافر إذا أسحر "سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ، وَحُسْنِ بَلاَئِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صاحِبْنَا، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ". دعاء الرجوع من السفر كانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا قَفَل مِنَ الحجِّ أَو العُمْرَةِ كَبَّر ثَلاثاً ، ثُمَّ قال: "لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْك ولَهُ الحمْدُ ، وَهُو على كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صدقَ اللَّه وَعْدهُ، وَنَصر عبْده ، وَهَزَمَ الأَحزَابَ وحْدَه" متفقٌ عليه. وعن أَنسٍ رَضي اللَّهُ عنهُ قال: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ، حَتَّى إذا كُنَّا بِظَهْرِ المَدِينَةِ قال: "آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ". اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل. فلمْ يزلْ يقولُ ذلك حتَّى قَدِمْنَا المدينةَ" رواه مسلم. شرح مستفيض لدعاء السفر: "سُبحَان الذِي سَخر لَنا هَذا و ما كُنا له ُمُقرِنِين". أي ما نستعمله للركوب ما نطيق استعماله إلا بمساعدتك و توكلنا عليك. " و إنِا إلى رَبُنا لمنقِلِبُون ". أي أننا جميعاً إلى ربنا راجعون. " اللهُم هوَن عليّنا سفَرنَا هَذا و اطَو عنّا بُعده.