الجنس في العالم القديم يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "الجنس في العالم القديم" أضف اقتباس من "الجنس في العالم القديم" المؤلف: بول فريشاور الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "الجنس في العالم القديم" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
ورد ذلك في أسطورة جلجامش السومرية، التي تتحدث عن أن مسخاً اسمه أنكيدو كان يهاجم الرعاة والمزارعين، فأراد جلجامش إضعافه، لذا أرسل إليه "عاهرة من معبد الحب" لتروضه بحبها. بينما في معبد الإلهة عشتار كانت فيه نساء نذرن أنفسهن للوساطة بين المتعبدين والإلهة، هن "العاهرات المقدسات". فكن يمارسن الجنس مع زوار المعبد الراغبين في التقرب لعشتار، مقابل مبالغ مالية تستخدم في تمويل المعبد. وكانت "العاهرات المقدسات" مقسمات إلى رتب ودرجات، فطبقة "الحريماتو" كن يؤدين "المهمة" لإشباع المتعة الدنيوية عند الزوار، وطبقة "القادشتو" هي العاهرة المقدسة التي تنام مرة واحدة مع الكهنة، أما "العشتارتو" هن المنذورات للآلهة، فلا يقربهن أحد. الجنس والدين.. العالم القديم. وفي اليونان القديمة ، قيل إن معبد الإلهة أفروديت في مدينة كورنيث، كان يحتوي على أكثر من ألف فتاة مخصصة لخدمة الآلهة، وعبادها. والطريف أنه خلال اجتياح الفرس لليونان كن هؤلاء المحظيات من قمن بأداء الصلوات والتضحيات للآلهة ليساعدوا الإغريق في الحرب ضد عدوهم. وفي الإمبراطورية الرومانية ، بدا تأثر الرومان بهذه الممارسة الإغريقية واضحاً في اعتبار العاهرات الحائمات حول ميادين المصارعة ومعسكرات الحرس الإمبراطوري، أن الإلهة "فينوس" هي "حامية العاهرات وراعيتهن".
الطقوس الجنسية يعتبر الباحث السوري فراس السواح أن الرافديين قد قدّسوا الدافع الجنسي واعتبروه قبسا إلهيا إذ لم يكن الفعل الجنسي متعة فردية ونشاطا شخصيا معزولا بل طقسا يربط الانسان المتناهي بالملكوت اللامتناهي "ففي الفعل الجنسي يتجاوز الإنسان شرطه الزماني والمكاني ليدخل الى العالم الأبدي". ويظهر ذلك من خلال تقديس الرافديين للطقوس الجنسية واعتبارها أصل الحياة وسرّ النماء والازدهار ولعلّ أكبر دليل على ذلك اهتمامهم بالآلهة المؤنثة عشتار حيث كانت تقام لها الأعياد الدينية والاحتفالات والطقوس وهي طقوس تقام في رأس السنة وتحديدا في اليوم الثالث من السنة من السنة الجديدة، حيث يسبقه في اليوم الأول بكاء الإله القتيل (دوموزي أو تموز) وفي اليوم الثاني يعلن الكهنة عن قيامة السيد من بين الأموات بقوة طاقة الإخصاب الكونية الكامنة في الآلهة عشتار واهبة الحياة ومع انبعاث الإله تموز وعودته إلى الحياة، يحتفل الرافديون بعودته من خلال ممارسات الجنس تعبيرا على عودة الخصب والحياة. ويفتتح هذا العرس بطقوس الزواج المقدس بين الإله تموز الذي يمثله الملك والإلهة عشتار التي تمثّلها كاهنة المعبد، فيمارس في فرش الإلهة عشتار الجنس مع كاهنة معبدها تعبيرا على انبعاث الحياة من جديد وتفاؤلا بالخصب الذي سيكون في النبات والانسان والحيوان.
وقد ذكرت الأساطير السومرية عديد الروايات والقصص المتعلقة بذلك ففي إحدى الأساطير يقبض عفاريت العالم السفلي على الإله دموزي وتبذل زوجته الآلهة إنانا التضحيات حتى يعود الى الحياة وفي الرواية البابلية يقع تموز بيد شياطين الجن فيذيقونه الموت لكن زوجته عشتار تنقذه من العالم السفلي ليعود الى عالم الأحياء. تؤكد كل هذه الأساطير على جدلية الموت والحياة بين الأنوثة والذكورة حيث تكون دائما الأنثى واهبة الحياة وسر الوجود البشري. البغاء المقدس أثارت ظاهرة البغاء المقدس العديد من النقاشات التي لا تزال محتدمة الى حد اليوم بين الدارسين حيث لم يُفهم الى الآن الرمزية الكامنة وراءها وسر انتشار هذه الظاهرة الغريبة بين كل حضارات الشرق القديم تقريبا ويتمثل هذا الطقس في كون أن كل امرأة في بابل كانت مجبرة على الجلوس مرة واحدة في عمرها في فناء معبد عشتار وتسليم نفسها الى غريب ليمارس الجنس معها. تحميل كتاب الجنس في العالم القديم بول فريشاور.pdf. ويرى البعض أن هذه الممارسات كانت من أجل الإلهة عشتار وهي تعكس تقديس المرأة عن طريق رجل غريب يمثل قوة الإله الخارقة فهو يهبها الإخصاب أما فراس السواح فيرى أنها واحدة من التظاهرات الإيروتيكية الجنسية في العالم القديم وهي تعبير حيّ عن تفجر القدسي في العالم فالبغاء المقدس هو ممارسة الجنس بين أطراف لا يجمعهم رابط شخصي ولا تحركهم دوافع محددة تتعلق بالتوق الفردي لشخص بعينه أو تتعلق بالإنجاب وتكوين أسرة بل هو ممارسة جنسية مكرّسة لمنبع الطاقة الكونية لكن مع تطوّر الحضارة فيما بعد وبداية بروز البوادر الأولى للمجتمعات الذكورية سيتحول البغاء المقدس إلى واجب على الكاهنات فقط.
[13]: مارلين ستون. يوم كان الرب أنثى " نظرة اليهودية والمسيحية إلى المرأة". ترجمة حنا عبود. 160.