تاريخ النشر: الإثنين 3 ربيع الأول 1437 هـ - 14-12-2015 م التقييم: رقم الفتوى: 317074 112617 0 223 السؤال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مطل الغني ظلم... ". أرجو شرحه كاملًا -جزاكم الله خيرًا-. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فهذا الحديث رواه البخاري، و مسلم، وغيرهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَة َ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ. ومعنى المطل: التأخير؛ أي: تأخير الغني الواجد للمال قضاء ما عليه من الدَّين. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري: وَأَصْلُ المطل الْمَدّ. مطل الغني ظلم يحل عرضه وعقوبته. قَالَ ابن فَارِسٍ: مَطَلْتُ الْحَدِيدَةَ أَمْطُلُهَا مَطْلًا إِذَا مَدَدْتُهَا لِتَطُولَ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الْمَطْلُ الْمُدَافَعَةُ. وَالْمُرَادُ هُنَا: تَأْخِيرُ مَا اسْتُحِقَّ أَدَاؤُهُ بِغَيْرِ عُذْرٍ. وَالْغَنِيُّ مُخْتَلَفٌ فِي تَفْرِيعِهِ، وَلَكِنَّ الْمُرَادَ بِهِ هُنَا: مَنْ قَدَرَ عَلَى الْأَدَاءِ فَأَخَّرَهُ، وَلَوْ كَانَ فَقِيرًا. انتهى. وأما معنى قوله: وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ.
22 – الزواجر عن اقتراف الكبائر – (ج 2 / ص 157) وقد سبق تخريج الحديث. 23 – أخرجه البخاري (ج 8 / ص 222) هكذا: (فقيل له، قال)! مطل الغني. قال ابن حجر: "فِيهِ حَذْف تَقْدِيره: فَقِيلَ لَهُ مَا كُنْت تَصْنَعُ".. لكن البيهقي أخرجه في السنن الكبرى بلفظ: (فقيل له: ما عملت؟) وهو الأصح معنى وسياقاً، وكأنه حصل سقط في الحديث عند البخاري من الناسخ أو غيره. والله أعلم. 24 – شرح ابن بطال – (ج 12 / ص 37) 25 26 – شرح ابن بطال – (ج 12 / ص 34) 27 – فيض القدير – (ج 3 / ص 640) 28 – المجموع – (ج 18 / ص 252) 29 – بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار (ج 1 / ص 150)
وهكذا كما لو أقرضه، أو أجره، فاتفق معه على أن يكون الإيجار مقدمًا، أو يكون كل شهر، أو يكون في نصف السنة، أو يكون في آخر العام، فإذا حل وقت الأداء، صار يماطل، فيبحث عنه صاحب الحق، ويتعب، ولربما زهد في حقه بسبب أنه يشعر أنه يبذل ماء وجهه وكرامته بسبب هذا المطل، والإذلال، والإهانة، وهذه مشكلة كبيرة، فهذا أمر محرم سواء كان في هذا، أو هذا، أو هذا.