مرة أخرى علق العرب آمالهم على رجل واحد، كما يعلقـون آمالهم على سـاكن «الإليزيه» في باريس، والبيت الأبيض في واشنطن، و«10 داوننج ستريت» في لندن، لأننا تعودنا أن تغيير الزعيم في بلادنا قد يقلبها رأساً على عقب، ولكم في عبد الناصر والسادات أفضل مثال، وننسى أن للدول سياسات ثابتة ومصالح دائمة يعمل الجميع لتحقيقها، وأن هذه الدول دول مؤسسات وليست دول أفراد. ولنا في طريقة تعامل السـلطات الإسـرائيلية مع القاتل عبرة. لقد قتل أهم شـخصية سـياسـية في البلاد، فلم يجرؤ شـرطي على أن يصفعه. اعتقل أخوه لشـكهم بأنه كان يعرف نية ييغال، وكان عـليه أن يبلغ السـلطات، ولم يثبت هذا، فأطلقوا سراحه. سمحوا له بإكمال دراسته، وبما أنه غير متزوج فقد سمحوا له باستقبال صديقته في خلوة مرة أسبوعياً. لم يعتقل أبوه أو أحد من أفراد أسرته. تصوروا أن مواطناً عـربياً اغـتال رئيس بلديـة أو رئيس قسـم شـرطة، ماذا كانـوا سـيفـعلون به وبأهـله وبأسـرتـه، وربمـا بأصدقائـه وقـبيلته؟ الإسـرائيليون فاشـيون عـنصريون نازيون مجرمـو حرب معـنا، لكنهـم يحترمـون مواطنهم، ويطبقون الديمقراطية فيما بينهم. والحكمة ضالة المؤمن. قال تعالى «ولا تزر وازرة وزر أخرى» لكن الحكومات العربية في مخالفة صريحة لهذا الحكم الإلهي تحمل الأسرة وربما القبيلة وزر ما ارتكبه فرد واحد، وقد يكون مظلوما.
﴿ تفسير الوسيط ﴾ قال الآلوسى: وقوله: أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى أى: أنه لا تحمل نفس من شأنها الحمل، حمل نفس أخرى.. ولا يؤاخذ أحد بذنب غيره. ليتخلص الثاني من عقابه. ولا يقدح في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من سن سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» فإن ذلك وزر الإضلال الذي هو وزره لا وزر غيره. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ ( ألا تزر وازرة وزر أخرى) أي: كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو شيء من الذنوب فإنما عليها وزرها ، لا يحمله عنها أحد ، كما قال: ( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) [ فاطر: 18] ﴿ تفسير القرطبي ﴾ كما قال ألا تزر وازرة وزر أخرى وخص صحف إبراهيم وموسى بالذكر; لأنه كان ما بين نوح وإبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة أخيه وابنه وأبيه; قاله الهذيل بن شرحبيل. وأن هذه المخففة من الثقيلة وموضعها جر بدلا من ( ما) أو يكون في موضع رفع على إضمار " هو ". وقرأ سعيد بن جبير وقتادة " وفى " خفيفة ومعناها صدق في قوله وعمله ، وهي راجعة إلى معنى قراءة الجماعة " وفى " بالتشديد أي قام بجميع ما فرض عليه فلم يخرم منه شيئا. وقد مضى في ( البقرة) عند قوله تعالى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن والتوفية الإتمام.
تفسير و معنى الآية 38 من سورة النجم عدة تفاسير - سورة النجم: عدد الآيات 62 - - الصفحة 527 - الجزء 27. ﴿ التفسير الميسر ﴾ أنه لا تؤخذ نفس بمأثم غيرها، ووزرها لا يحمله عنها أحد، وأنه لا يحصل للإنسان من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه بسعيه. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «أ» ن «لا تزر وازرة وزر أخرى» إلخ وأن مخففة من الثقيلة، أي لا تحمل نفس ذنب غيرها. ﴿ تفسير السعدي ﴾ وفي تلك الصحف أحكام كثيرة من أهمها ما ذكره الله بقوله: أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى أي: كل عامل له عمله الحسن والسيئ، فليس له من عمل غيره وسعيهم شيء، ولا يتحمل أحد عن أحد ذنبا ﴿ تفسير البغوي ﴾ ثم بين ما في صحفهما فقال: ( ألا تزر وازرة وزر أخرى) أي: لا تحمل نفس حاملة حمل أخرى ، ومعناه: لا تؤخذ نفس بإثم غيرها. وفي هذا إبطال قول من ضمن للوليد بن المغيرة بأنه يحمل عنه الإثم. وروى عكرمة عن ابن عباس قال: كانوا قبل إبراهيم عليه السلام يأخذون الرجل بذنب غيره ، كان الرجل يقتل بقتل أبيه وابنه وأخيه وامرأته وعبده ، حتى كان إبراهيم عليه السلام فنهاهم عن ذلك ، وبلغهم عن الله: " ألا تزر وازرة وزر أخرى ".
ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى لما كان ما قبل هذه الآية مسوقا في غرض التهديد وكان الخطاب للناس أريدت طمأنة المسلمين من عواقب التهديد ، فعقب بأن من لم يأت وزرا لا يناله جزاء الوازر في الآخرة قال تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ، وقد يكون وعدا بالإنجاء من عذاب الدنيا إذ نزل بالمهددين الإذهاب والإهلاك مثلما أهلك فريق الكفار يوم بدر وأنجي فريق المؤمنين ، فيكون هذا وعدا خاصا لا يعارضه قوله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وما ورد في حديث أم سلمة قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. فموقع قوله ولا تزر وازرة وزر أخرى كموقع قوله تعالى حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا [ ص: 288] عن القوم المجرمين ، ولهذا فالظاهر أن هذا تأمين للمسلمين من الاستئصال كقوله تعالى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون بقرينة قوله عقبه إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ، وهو تأمين من تعميم العقاب في الآخرة بطريق الأولى ويجوز أن يكون المراد: ولا تزر وازرة وزر أخرى يوم القيامة ، أي إن يشأ يذهبكم جميعا ولا يعذب المؤمنين في الآخرة ، وهذا كقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - ثم يحشرون على نياتهم.
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}للشيخ رائد فتحي - YouTube