* ( لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) * إلحاحا ، وهو أن يلازم المسؤول حتى يعطيه ، من قولهم لحفني من فضل لحافه ، أي أعطاني من فضل ما عنده ، والمعنى أنهم لا يسألون وإن سألوا عن ضرورة لم يلحوا. وقيل: هو نفي للأمرين كقوله: على لا حب يهتدي بمناره ونصبه على المصدر فإنه كنوع من السؤال ، أو على الحال. * ( وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّه بِه عَلِيمٌ) * ترغيب في الإنفاق وخصوصا على هؤلاء. < صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2): آية 274] < / صفحة فارغة > الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ سِرًّا وعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 274) * ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ سِرًّا وعَلانِيَةً) * أي يعمون الأوقات والأحوال بالخير. إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله- الجزء رقم1. نزلت في أبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه ، تصدق بأربعين ألف دينار عشرة بالليل وعشرة بالنهار ، وعشرة بالسر وعشرة بالعلانية. وقيل في أمير المؤمنين علي رضي اللَّه تعالى عنه: لم يملك إلا أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلا ودرهم نهارا ، ودرهم سرا ودرهم علانية. وقيل: في ربط الخيل في سبيل اللَّه والإنفاق عليها.
ولقد ذكرنا ذلك في تفسير الآية (لا إكراه في الدين) فارجع إليه. ثم يكمل الله سبحانه آياته في الإنفاق فيبين في هذه الآية الكريمة أحكاماً أخرى للإنفاق، فقد سبق أن بين الله أن الإنفاق يجب أن يكون خالياً من المن والأذى ولا يكون رياء ولا يكون من الرديء من المال. وفي هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه أن من ينفق نفقة فخيرها له فهو الذي سيثاب عليها وتوفى إليه في الدنيا والآخرة وبخاصة وهو ينفقها ابتغاء وجه الله. أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) - عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي - کتابخانه مدرسه فقاهت. ( ليس عليك هداهم) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وهو خطاب لأمته كذلك، والمعنى: لست مكلفاً بإجبارهم على الهدى. ومعنى التكليف آتٍ من ( عليك) والهدى: الإسلام. ( ولكن الله يهدي من يشاء) أي أن الله سبحانه هو القادر على هداية الناس أجمعين ولكن حكمته سبحانه اقتضت أن يتركهم يختارون ( فمنهم من آمن ومنهم من كفر) البقرة: آية253. ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم) ( ما) شرطية ( من) تبعيضية، أي جزء من خير ( خير) مال لأن الخير إذا اقترن بالإنفاق فإنه يعني المال فإن لم يقترن فليس بالضرورة المال بل قد يأتي في غيرها ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) الزلزلة: آية7. ( فلأنفسكم) أي فهو لأنفسكم لا ينتفع به في الآخرة غيركم، والفاء داخلة على جواب الشرط.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي ، أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، أخبرنا قتيبة أخبرنا شريك عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش أو خدوش أو كدوح " قيل يا رسول الله وما يغنيه؟ قال " خمسون درهما أو قيمتها من الذهب ". قوله تعالى: ( وما تنفقوا من خير) مال ( فإن الله به عليم) وعليه مجاز