[1] أخرجه الطبراني في كتابه الأوائل ص (10)، والبيهقي في شعب الإيمان مرفوعًا (6/ 395)، برقم (8641)، وذكره الماوردي في أعلام النبوة ص (33)، والعجلوني في كشف الخفاء (1/ 267)، وقال: رواه مالك عن سعيد بن المسيب مرسلًا، والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد حكم عليه الألباني بالحسن في صحيح الجامع. [2] أخرجه البخاري في الأدب، برقم (5672)، ومسلم في الإيمان، برقم (47). [3] الثواء: بالتخفيف والمد، الإقامة بمكان معين، انظر: فتح الباري (10/ 533). حكم اكرام الضيف - موقع استفيد. [4] أخرجه البخاري في الأدب، برقم (5784). [5] أخرجه البخاري في الأطعمة، برقم (5077)، ومسلم في الأشربة، برقم (2058). [6] أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 217) عن جابر بن عبدالله، وقال: لم يَرْوِ هذا الحديث عن ابن جريج إلَّا عبدالحميد، وأبو يعلى في مسنده (4/ 39)، وقال محققه حسين أسد: رجاله رجال الصحيح، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 134)، وقال: كلهم من رواية عبدالحميد بن أبي داود وقد وثق، ولكن في هذا الحديث نكارة، والهيثمي في المجمع (5/ 15)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عبدالمجيد بن أبي رواد وهو ثقة وفيه ضعف، وقد رمز السيوطي لصحَّته في الجامع الصغير.
أمّا المظهر الثاني من مظاهر إكرام الضيف فيكون من خلال تقديم أجود ما يمتلكه من الطعام والشراب، فلا يُقدم له خلًا وهو يمتلك لحمًا ولا يُقدم له ماء وهو يملك الفاكهة، أما لو كان فقيرًا لا يملك من أمره شيئًا فإنّ خير الطعام ما كان حاضرًا بين يديه، وخير شاهد على ذلك لما قام أحد الرجال الفقراء بدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى طعام وقدم له خلًا مدح -عليه الصلاة والسلام- الخل، ولما فعل ذلك رجلٌ غني ذم -عليه الصلاة والسلام- الخل، فكانت العبرة بحال الضيف لا بحال الطعام، لذلك يجدر بالمضيف أن يقدم من الزاد أحسنه حتى يكون ممن يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. الضيف لا ينتظر من مضيفه الطعام والوجه البشوش فقط؛ إذ لا بد من إيناسه بالكلام الحسن اللطيف، فلما كانت الأسفار طويلة في قديم الزمان وكان الطريق يطول بسبب بداءة وسيلة النقل كان يحتاج الرجل أنيسًا في طريقه، فكان يقول الرجل منهم للآخر أتحملني أم أحملك، وليس معنى ذلك هو الحمل على وجه الحقيقة بل المراد من الحمل هو الكلام اللطيف الذي يجب على أحدهما أن يبتدئ به. ما العلاقة بين إكرام الضيف والتكافل الاجتماعي؟ إنّ الضيف لما يجد وجهًا بشوشًا يستقبله ولسانًا رطبًا يؤنسه تكبر في نفسه قيمة الرجل الذي استضافه، حتى إنّه لو طلب منه ما يعظم من الأمور لما رده خائبًا وذاك يكون من أبرز الروابط ما بين علاقة إكرام الضيف وتكافل أبناء المجتمع، عدا عن أن الهدايا تترك في النفس أثرًا طيبًا تجاه المهدي وليس أعظم هدية للإنسان من أن يكرمه آخر نفسيًا وجسديًا، عدا عن السمعة الحسنة التي يكسبها المضيف في الدنيا والآخرة، فأما في الدنيا فإن الناس تستبشر به وبوجوده وأما في الآخرة فيكسب الثواب العظيم من رب العالمين جزاء فعله لذلك العمل الصالح.
ويقول " في القرى " في القرى دون الأمصار، القرى البلاد الصغيرة والأمصار البلاد الكبيرة، لماذا؟ قالوا لأن القرى هي مظِنّة الحاجة والأمصار بلاد كبيرة فيها مطاعم وفيها فنادق وفيها أشياء يَستغني بها الإنسان عن الضيافة وهذا أيضا خلاف القول الصحيح لأن الحديث إيش؟ عام، الحديث عام وكم من إنسان يأتي إلى الأمصار فيها الفنادق وفيها المطاعم فيها كل شيء لكن يربؤ بنفسه أن يذهب إليها، يكرهها، فينزل ضيفا على صديق أو على إنسان معروف، نعم، فنقول إذا نزل به قال والله رحت شوف البلاد كلها فنادق كلها مطاعم هذا ما تليق فإذا نزل بك ضيفا ولو في الأمصار فالصحيح الوجوب.