[فصل آخر منه] اعلموا أن التناقض في الكلام يكون باللفظ وبالمعنى. والتناقض باللفظ (نحو) قولك: زيد حي لا حي وقائم لا قائم. والتناقض بالمعنى (نحو) قولك: زيد حي ميت, وقائم قاعد, وعالم جاهل, وإنما صار هذا تناقضًا بالمعنى للعلم بمضادة القيام للقعود والحياة للموت. فأما الضرب المفيد من العبارات, فهو ما قسمه مصنفو علم العربية ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى, فالاسم نحو قولك رجل وفرس, والفعل ما دل/ ص ٧٩ على زمانين ماض ومستقبل, نحو قولك ضرب للماضي ويضرب للمستقبل, والحرف نحو قولك: قد ومن وفي وعلى وعند, ونحو ذلك. وهذه الأصوات لا تكون عبارات صحيحة وألفاظًا مفيدة حتى تكون على ما ذكره أهل العربية اسمين أسند أحدهما إلى الآخر, نحو قولك: زيد أبوك, وعمرو أخوك, والله ربنا, ومحمد نبينا, وأمثال ذلك. التناقض في الكلام اثناء. أو فعل أسند إلى اسم, نحو قولك: ضرب زيد وقام عمرو, وأمثال هذا. أو حرف أسند إلى فعل نحو قولك: قد قام, وقد خرج وضرب وانطلق, غير أنه لا يعرف بهذا القدر المخبر عنه بالقيام والانطلاق وإنما يعرف الفاعل لذلك بإضافة الفعل إليه إذا قلت قد ضرب زيد, وقد قام عمرو, وكذلك لو قلت: زيد من, لم يكن مفيدًا شيئًا, حتى إذا قلت: من مضر, أو من الأبطح صيرته مفيدًا, ولو وصلت الفعل بالفعل, والحرف بالحرف لم يكن مفيدًا, لأنك لو قلت ضرب ضرب, وخرج خرج وضرب يقوم, ويقوم ضرب لم يكن ذلك مفيدًا, وكذلك لو
** ثم تناقضوا تناقضاً فاحشا فقالوا في ص 340: " فآل سعود من بني بكر بن وائل ، وبنو حنيفة بن لُجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، ويجمع الفرعين أصل واحد وهو بكر بن وائل ، ويجمعهما بـ عنزة جد واحد وهو ربيعة... ".
" جاء فى سورة النساء: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً) (1). ولكننا نجد فيه التناقض الكثير مثل: كلام الله لا يتبدل: كلام الله يتبدل (لا تبديل لكلمات الله) (2): (وإذا بدلنا آية مكان آية.. ) (3) (لا مبدل لكلماته) (4): (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها) (5) (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (6): (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (7) هذه طريقتهم فى عرض هذه الشبهة يقابلون بين بعض الآيات على اعتبار تصورهم ، وهو أن كل آية تناقض معنى الآية المقابلة لها ، على غرار ما ترى فى هذا الجدول الذى وضعوه لبيان التناقض فى القرآن حسب زعمهم. ص90 - كتاب آداب البحث والمناظرة - فصل في التناقض - المكتبة الشاملة. الرد علىالشبهة: الصورة الأولى للتناقض الموهوم بين آية يونس: (لا تبديل لكلمات الله) وآية النحل (وإذا بدلنا آية مكان آية.. ) لا وجود لها إلا فى أوهامهم ويبدو أنهم يجهلون معنى التناقض تمامًا. فالتناقض من أحكام العقل ، ويكون بين أمرين كليين لا يجتمعان أبداً فى الوجود فى محل واحد ، ولا يرتفعان أبداً عن ذلك المحل ، بل لا بد من وجود أحدهما وانتفاء الآخر ، مثل الموت والحياة. فالإنسان يكون إما حيًّا وإما ميتا ولا يرتفعان عنه فى وقت واحد ، ومحال أن يكون حيًّا و ميتاً فى آن واحد ؛ لأن النقيضين لا يجتمعان فى محل واحد.