ومنها: ثناءُ الله على قائلها والشهادة له بالإسلام: ( عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: أَلا أُعَلِّمُكَ -أوْ قالَ: أَلا أَدُلُّكَ- على كَلِمَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مِنْ كَنْزِ الجنَّةِ؟ تقولُ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجَلَّ: أَسْلَمَ عَبْدِي واسْتَسْلَمَ)؛ رواهُ الحاكم وصحَّحهُ ووافقه الذهبيُّ. قال الشيخُ ابنُ بازٍ: ( فينبغي الإكثار منها كُلَّ وقتٍ في الصباح والمساء وغيرهما) انتهى.
ولقد وَرَدَ في فضائلها أحاديثُ كثيرةٌ، منها: أنها كنزٌ من كنوزِ الْجنَّة: قال صلى الله عليه وسلم: (( يا عبدَاللهِ بنَ قَيْسٍ: أَلا أَدُلُّكَ على كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجنَّةِ؟))، فقُلْتُ: بَلَى يا رسولَ اللهِ، قالَ: (( قُلْ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ))؛ رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم. قال النوويُّ: ( قالَ العلماءُ: سَبَبُ ذلكَ أنها كلمة استسلام وتفويضٍ إلى اللهِ تعالى، واعترافٍ بالإذعانِ لهُ، وأنه لا صانعَ غيرُه، ولا رادَّ لأمرهِ، وأن العبد لا يَملكُ شيئًا من الأمرِ) انتهى. من قال حين يأوي إلى فراشه. ومنها: أنها بابٌ من أبواب الْجنَّةِ: (عن قيسِ بنِ سعدِ بنِ عُبَادَةَ أنَّ أَباهُ دَفَعَهُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَخْدُمُهُ، قالَ: فَمَرَّ بيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وقدْ صَلَّيْتُ فَضَرَبَني برِجْلِهِ وقالَ: (( أَلا أَدُلُّكَ على بابٍ مِنْ أبوابِ الجنَّةِ؟))، قُلْتُ: بَلَى؟ قالَ: ((لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ))؛ رواه الترمذيُّ وحسَّنه، وصحَّحه الحاكم والذهبيُّ والبوصيريُّ والألبانيُّ. ومنها: أنها غِراسُ الْجنَّة: عن أبي أيوب الأنصاري ( أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بهِ مَرَّ على إبراهيمَ، فقالَ: مَنْ مَعَكَ يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا محمَّدٌ، فقالَ لهُ إبراهيمُ: مُرْ أُمَّتَكَ فلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الجنَّةِ؛ فإنَّ تُرْبَتَها طَيِّبَةٌ، وأَرْضَهَا واسِعَةٌ، قالَ: وما غِرَاسُ الجنَّةِ؟ قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ)؛ رواه أحمد وحسَّنه المنذري وابنُ حجر والشوكانيُّ.
قوة الا بالله سبحان الله الحمد لله لا اله الا الله والله اكبر. سوف يغفر الله تعالى كل ذنوبه، حتى لو كانت مثل مياه البحر كله. وهذا يدل على عظمة هذه الذكرى ومكانتها عند الله عز وجل. إذا تأملنا في هذا الحديث نجد أن هذا الذكر في بدايته هو توحيد مع الله تعالى في قول المسلم "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" لأن العبد هنا لا يقارن. لا أحد عند الله، ويقر بأنه رب الأرباب، ولا إله أو إله آخر في الكون، وليس له شريك في سلطته أو في سيطرته على العبيد. امسح خطاياك قبل النوم، حتى لو كانت مثل زبد البحر ثم نجد أن المسلم يقر بأنه ضعيف جدا ولا قوة له ولا حيلة إلا الله تعالى، ولا يوجد في الدنيا من يضره أو ينفعه إلا الله تعالى، وهذا يتمثل في قوله " لا حول ولا قوة الا الله. " وفي هذا يقر بأنه لا يملك القوة أو القوة في الدنيا أو الآخرة إلا بعون الله وقوته وعونه. ثم يقول العبد الله الحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وهي من أفضل الذكريات التي يجب أن يتلوها الإنسان باستمرار في أذكار الصباح والمساء، في اذكار النوم وبعد الصلاة. لفضلها ومكانتها في الإسلام. فيه تمجد الله تعالى، وتحمده على كل نعمه على عباده، وتمجد الله سبحانه وتعالى.