اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الْفِرْدَوْسَ أَعْلَى الْجَنَّة))( [1]). المفردات: الفردوس: الفردوس اسم من أسماء الجنة, وأصله البستان الواسع الذي يجمع كل ما في البساتين, من أصناف الثمر, والمراد هنا مكان الجنة من أفضلها( [2]).
عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمها هذا الدعاء: اللَّهُمَّ إني أسألك من الخير كله عَاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عَاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللَّهُمَّ إني أسألك من خير ما سألك عبدُك ونبيُّك، وأعوذ بك من شر ما عَاذَ منه عبدُك ونبيُّك اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار، وما قرَّبَ إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قَضَيْتَه لي خيرًا. [ صحيح. اللهم إنى أسألك الجنة - صوت البادية. ] - [رواه ابن ماجه وأحمد. ] الشرح علم النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة -رضي الله عنها- هذا الدعاء الذي جمع الكلمات النافعة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، والاستعاذة من شرهما، وسؤال الجنة وأعمالها، والاستعاذة من النار وأعمالها، وسؤال الله أن يجعل كل قضاء خيرًا، وسؤال الله -تعالى- من خير ما سأله الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويستعيذ مما استعاذه منه الرسول -صلى الله عليه وسلم-. الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج الهندية السنهالية الكردية الهوسا البرتغالية عرض الترجمات
قوله عليه الصلاة والسلام: ( اللَّهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك) جاءت هذه الجملة كتأكيد لما قبلها من طلب الخير والنجاة من الشر وتفضيلًا وثقة من العبد المسلم لاختيار الرسول وما سأل الرسول به الله سبحانه وتعالى، وأن هذا السؤال بالتأكيد هو أفضل مما يطلبه العبد المسلم من ربه، وذلك جاء بسبب كمال ما ينصح به النبي، وحرص النبي على المؤمنين أكثر من حرصهم على أنفسهم، ولأن هذا الدعاء يتضمن ما قد يخطر على بال المسلم وما قد لا يخطر على باله أبدًا، فهو هنا يقوم بسؤال ربه أن يرزقه بكل ما دعا به رسوله محمد. قوله عليه الصلاة والسلام: ( وأعوذ بك من شر ما استعاذ به عبدُك ونبيُّك)): وهذه الجملة مثل سابقتها، جاءت الجملة الأولى في سؤال الخير، وعلى العكس جاءت الثانية في الاستعاذة من الشر الذي استعاذ منه النبي محمد، وهو أشمل بالطبع. قوله عليه الصلاة والسلام: ( اللَّهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل)): أي أنه يطلب التوفيق من الله في تحقيق جميع الأسباب الفعلية أو القولية والتي قد تكون سببً في إيصال العبد إلى الجنة، وهنا جاء طلب الخير به تخصيص عن المرة الأولى فلقد خص الجنة بالطلب على وجه الخصوص.
ذكر في هذه الرسالة ستة عشر قول في تعيين أصحاب الأعراف ، ومن الأقوال التي ذكرها: أنهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجلسهم الله على ذلك السور تمييزاً لهم عن غيرهم وإظهاراً لشرفهم. حكى هذا القول الفخر الرازي وغيره. ومن الأقوال التي حكاها: أنهم الشهداء. حكاه غير واحد من المفسرين. شرح وترجمة حديث: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم - موسوعة الأحاديث النبوية. وقد ختم هذه الرسالة بذكر ترجيح القرطبي ، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم. ثم ذكر القرطبي أن الأسلم هو الوقوف عن التعيين لاضطراب الأثر. ثم رجح صاحب الرسالة بأنه لا مانع من الجمع بين الأقوال الواردة في تعيينهم ، وذلك با، يقال: إنهم جميعاً من أصحاب الأعراف ، أجلسوا على السور المذكور ، ومنازلهم متفاوتة ، فمنهم الشريف كالأنبياء والشهداء والفقهاء ، ومنهم الوضيع كمن استوت حسناته وسيئاته. ثم قال: فتأمل ما قلته ؛ فإنه جدير بأن يتلقى بالقبول ويكرم ، ويصغى لسماعه ويسلم. قال الشيخ عبد الله بن جبرين في إجابة له عن سؤال عن أصحاب الأعراف: ( يظهر أن الأعراف أماكن مرتفعة، تطل على موقف الناس يوم القيامة، أما أصحاب الأعراف فهم الذين يقفون عليها، أو يقومون عليها وقت الحساب، وقد اختلف في المراد بهم، والظاهر أنهم من الشهداء على الناس، وأنهم لا يحرمون من دخول الجنة، لأن الله أخبر أنهم ينادون رجالا يعرفونهم بسيماهم، ويقولون لهم (ما أغني عنكم جمعكم) (الأعراف:48) الآيتين، وقيل: إنهم أناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم، وقيل إنهم أناس عصوا الوالدين فخرجوا للجهاد، فاستشهدوا في سبيل الله، والله أعلم. )
( [27]) سورة الكهف، الآيتان/ 107- 108. ( [28]) أضواء البيان للشنقيطي، 4/150.