2- بيان طَريقِ العبوديَّة. 3- بيان أحوال النَّاس مع هذا الطَّريق [20] يُنظر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (1/31).. موضوعات السُّورة: عرَضتِ السُّورةُ لعددٍ من الموضوعات الرئيسة، وهي: 1- صفات الله عزَّ وجلَّ. 2- اليوم الآخر. 3- إِفراد الله تعالى بالعبادة، ومن ذلك: الاستعانة، والدُّعاء. 4- التعريف بالصِّراط المستقيم؛ طريقِ المهتدين. 5- تجنُّب طريق الغاوين من المغضوبِ عليهم والضالِّين. مناسبة افتتاح القرآن بسورة الفاتحة: افتَتح الله سبحانه كتابه بهذه السورة؛ لأنَّها جمَعتْ مقاصد القرآن، ولأنَّ فيها إجمالَ ما يحويه القرآن مفصلًا؛ فجميع القرآن تفصيل لِمَا أجملتْه، وفي ذلك براعة استهلال؛ لأنَّها تنزل من سور القرآن منزلَ دِيباجة الخطبة أو الكتاب [21] يُنظر: ((تناسق الدرر في تناسب السور)) للسيوطي (ص: 49، 51)، ((تفسير ابن عاشور)) (1/135)، ((البرهان فى تناسب سور القرآن)) للغرناطي (ص: 187)..
أسماء سورة الفاتحة كثيرة؛ لشرفها ومكانتها، قال السيوطي [4]: "قد يكون للسورة اسم واحد، وهو كثير، وقد يكون لها اسمان فأكثر، من ذلك الفاتحة ، وقد وقفتُ لها على نيِّف وعشرين اسمًا، وذلك يدل على شرفها؛ فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى"؛ اهـ. وقال ابن تيمية [5]: "قال الله - تعالى - في أمِّ القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، وهذه السورة هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي الشافية، وهي الواجبة في الصلوات، لا صلاة إلا بها، وهي الكافية تكفي من غيرها، ولا يكفي غيرها عنها. والصلاة أفضل الأعمال، وهي مؤلَّفة من كلم طيب، وعمل صالح، أفضل كَلِمها الطيب وأوجبه القرآن، وأفضل عملها الصالح وأوجبه السجود؛ كما جمع بين الأمرين في أول سورة أنزلها على رسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث افتتحها بقوله - تعالى -: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، وختمها بقوله: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19]؛ فوضعت الصلاة على ذلك؛ أولها القراءة وآخرها السجود"؛ اهـ. قلت: وفي السنة الصحيحة وردت عدة أسماء للفاتحة أذكر منها: 1- (فاتحة الكتاب)؛ لحديث عُبَادة بن الصامت [6] يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) [7].