- واسم الله الكريم يدعونا لأن ننفق وأن نعطي عطاء من لا يخشى الفقر: « أنفق بلال ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً »، { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان:9]. يا من تطلب كرم ربك والعطاء منه، هلا أظهرت بعض كرمك لخلقه من غير منٍّ ولا أذى. - مع اسم الله الأول ينبغي أن تكون الأول في كل برٍّ ومعروف. معني اسم الله السلام. - ومع اسم الله الآخر ينبغي أن تكون عند الشرور والفتن في آخر الصفوف، ولا يزال أقوام يتأخرون عن الطاعة حتى يؤخّرهم الله، ولا يزال أقوام يتقدمون إليها حتى يقدّمهم الله. - مع اسم الله العفو ينبغي أن تصفح عن خلق الله تعالى، وأن تقبل عذرهم وتتجاوز عن زلاتهم وتنسى تقصيرهم في حقك؛ لأنه من صفح عن الخلق صفح عنه الخالق: { وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة:237]. - مع اسم الله السلام نكثر من طرح السلام على إخواننا، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يغدو إلى السوق يوميًا دون أن يشتري شيئًا، فلما سألوه عن سرّ ذلك قال: "إنما نغدو إلى السوق يوميًا من أجل السلام"، لكنه سلام مع المؤمنين الموحدين، لا سلام مع الكفرة المعتدين من اليهود والصليبيين.
محمد سعيد بكر