من القائل ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
ولنأخذ مثالا آخر وهو قول البحتري: ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم وللسيف حد حين يسطو ورونق فممدوح البحتري يلقى الشجعان بوجه ضاحك وهو يروعهم ويفزعهم في الوقت ذاته ببأسه وسطوته ، وكذلك السيف له عند القتال والضرب رونق وفتك ، و هذا كلام يُشم منه رائحة التشبيه الضمني. ترجو النجاه ولم تسلك مسالكها ????????????????????. ص102 فالبحتري لم يأتِ بالتشبيه صريحا فيقول: إن حال الممدوح يضحك في غير مبالاة عند ملاقاة الشجعان و يفزعهم ببأسه وسطوته تشبه حال السيف عند الضرب له رونق و فتك ، ولكنه أتى بذلك ضمنا ، لباعث من البواعث السابقة. ولنأخذ مثالا ثالثا وهو قول ابن الرومي: قد يشيب الفتى وليس عجبا أن يُرى النور في القضيب الرطيب (1) فابن الرومي يود أن يقول هنا: قد يعتري الفتى الشيب في ريعان شبابه ، وليس ذلك بالأمر العجيب لأن الغصن الغض الندي قد يظهر فيه الزهر الأبيض قبل أوانه. فالأسلوب الذي عبر به ابن الرومي عن فكرته هنا يتضمن تشبيها لم يصرح به ، فإنه لم يقل مثلا: إن الفتى وقد شاب مبكرا كالغصن الغض الرطيب وقد أزهر قبل أوانه ، ولكنه أتى بالتشبيه ضمنا ، لإفادة أن الحكم الذي أُسند للمشبه أمر ممكن الوقوع. و لنأخذ مثلا أخيرا وهو قول أبي تمام: لا تنكري عطل الكريم من الغنى السيل حرب للمكان العالي يريد أبو تمام أن يقول لمن يخاطبها: لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغني ، فإن ذلك ليس غريبا ؛ لأن قمم الجبال وهي أعلى الأماكن لا يستقر فيها ماء السيل.
- تولي ظهرك الباب.. بل تغلقه على نفسك.. وترمي مفتاحه وتضيعه وتقول: دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلي *** دخولي سبيل بينوا لي قصتي!! كن عاقلاً * أما العاقل فإنه ينظر إلي نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح. وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم. ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك. التشبيه الضمني شرح وأمثلة. قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [16: سورة التغابن]. فيا عبد الله! - إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك. - وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك. - وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك.. فانظر في نفسك.. ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك. أما إذا لم تر ذلك ، فالأمر كما قال الشاعر: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم قال تعالى {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [سورة الزلزلة].
الجمعة أكتوبر 24, 2008 12:18 pm اللهم قرب الينا الطاعات وحببنا فيها وابعد عنا المعاصي وكرهنا فيها rehan عدد الرسائل: 412 العمر: 34 مزاجك ايه النهرده: الرتب: تاريخ التسجيل: 26/08/2008 موضوع: رد: ترجو النجاه ولم تسلك مسالكها???????????????????? الجمعة أكتوبر 24, 2008 11:05 pm جزاك الله خيرا......... ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها. الكلام ده بيفكرنى بحديث الرسول عليه الصلاه والسلام" والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى" فاللهم لا تجعلنا من العاجزين وهب لنا من لدنك عملا صالحا يقربنا اليك ترجو النجاه ولم تسلك مسالكها??????????????????? ?
- قول أبي تمام: - لا تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي - يريد أبو تمام أن يقول لمن يخاطبها: لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغنى، فإن ذلك ليس غريبا؛ لأن قمم الجبال والمرتفعات وهي أعلى الأماكن وأشرفها لا تستقر عليها المياه الهاطلة من السحب غزيرة الماء لأنها تنحدر للأسفل، فكذلك لا تستنكري خلو الرجل الكريم من الغنى لأم المال لا يستقر في يده بل ينحدر إلى غيره كرماً وعطاءً. - الشاعر لم يقل ذلك صراحة، وإنما أتى بجملة مستقلة وضمنها هذا المعنى في صورة برهان على إمكان وقوع ما أسنده للمشبه، فالكلام يوحي بتشبيه ضمني، ولو صرح به لقال مثلاً: إن الرجل الكريم المحروم الغني يشبه قمة الجبل وقد خلت من ماء السيل. - قال المتنبي: - وما أن منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام - فالشاعر يشبه حاله وهو لا يعد نفسه من أهل دهره وإن عاش بينهم، كحال الذهب يختلط بالتراب، مع أنه ليس من جنسه. - وقال أيضاً: - ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السحب في المسير الجهام ُ - السيب: العطاء، والجهام: السحاب لا ماء فيه. - فالشاعر يشبه حال تأخر وصول العطاء إليه بحال السحب التي تبطئ في السير ويكون ذلك دليلا على غزارة مائها.
أسماء أحمد محمود الجاموس 29/10/2020 17/02/2022 14767 - اشتهرت اللغة العربية بفصاحتها وجمالها وقدرتها على التعبير عمّا يجول بالنفس من أفكار وعواطف بدقة، حتى إن المتلقي ليستطيع الولوج إلى عالم المتحدث أو الكاتب بسهولة ويسر ويشاركه أفكاره ويعيش معه مشاعره. - وهذا كله يعود إلى تلك الحلي التي تجمل لغتنا المتمثلة بالبلاغة بما ينطوي تحتها من علم المعاني وعلم البديع وعلم البيان بما يحويه من استعارة وتشبيه ومجاز وكناية مما يزيد المعاني رفعة ووضوحاً ويكسبها جمالًا. - ويضفي على العواطف سحراً لتخترق به القلوب، وقد يأتي الجمال محمالً بالدليل الذي يدعم الفكرة كما في التشبيه الضمني. - يعرف التشبيه الضمني بأنه: هو التشبيه الذي لا نجد فيه المشبه والمشبه به بالصورة المعتادة بل نلمحهما، ونفهمهما من المعنى. - الغرض من التشبيه الضمني يتمثل في: - الميل إلى الابتكار والإبداع ألن فيه خروجاً عن التشبيه المألوف، والتفنن في أساليب التعبير. - الرغبة في إخفاء التشبيه لزيادة جماله ألن التشبيه كل ما خفي ودقّ كان أجمل وأمتع لدى المتلقي وأبلغ في النفس. - إقامة البرهان على صحة الحكم المراد إسناده إلى المشبه.
ودمتم بكل خير.