شعراء الأندلس يتّسم الشعر الأندلسي بطابعٍ خاصّ يميّزه عن الشعر العربي عمومًا، وخاصةً في مجال الفنون الشعرية التي تتعلّق برثاء الممالك الزائلة والوصف والاستغاثة بالنبيّ والصحابة، بالإضافة إلى نَظم الفنون والعلوم والشعر الفلسفي، وامتازت معانيه بوضوحها وبساطتها وبقيت بعيدةً عن التعقيد، وكذلك الألفاظ فيه كانت سهلة وواضحة وعذبة، وأولى الشعر الأندلسي اهتمامًا كبيرًا بالصنعة اللفظية، وكثرت فيه الصور البديعة المنبثقة عن الطبيعة والبيئة الأندلسية الثرية بالجمال والمناظرالخلابة، ومن أشهر شعراء الأندلس: ابن هانئ الاندلسي، ابن عبد ربه، ابن سهل الأندلسي وابن زيدون الذي سيدور حوله الحديث في هذا المقال.
ذات صلة الشاعر الأندلسي ابن زيدون شعر ابن زيدون في الحب ابن زيدون هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزوميّ الأندلسيّ، وهو وزير، وشاعر ، وكاتب، ويُكنّى بأبي الوليد، وهو أحد أبناء قرطبة، [١] وينتمي إلى عائلة من بني مخزوم، وكانت نشأته في مدينة قرطبة؛ حيث درس فيها، وتلقّى العلوم من علمائها وأدبائها، فحفظ العديد من الأشعار، واللغة، والأخبار، والسير، والحكم، والأمثال، ومثّل الحياة في قرطبة، وحياة أهلها، وعلمائها، وأدبائها أفضل تمثيل، ونال مكانةً مرموقةً في مجالس قرطبة الأدبيّة والاجتماعيّة، كما تميّز بسعة طموحه السياسيّ، وتأثّره بالحب والجمال. الحياة السياسية لابن زيدون عُرف ابن زيدون منذ صغره بشخصيّته البارزة في علاقاته مع الناس، وقد كان شابّاً طموحاً وسياسيّاً معروفاً، وعاش فترة صِباه في قرطبة في ظلّ أحلك وأظلم عهودها؛ إذ كانت فترة ضعف الخلافة الأمويّة في الأندلس ، وفترة التنازع على الخلافة، وإثارة الفتن والاضطرابات، حيث كان له دور مميّز في تأسيس دولة بني جهور في مدينة قرطبة، واشترك في ثورة أبي الحزم بن جهور على آخر خلفاء بني أميّة، وحظي بعد ذلك بمكانة رفيعة لدى الملك ابن جهور، فكان كاتبه ووزيره.
هَل لِداعيكَ مُجيبُ أَم لِشاكيكَ طَبيبُ يا قَريباً حينَ يَنأى حاضِراً حينَ يَغيبُ كَيفَ يَسلوكَ مُحِبٌّ زانَهُ مِنكَ حَبيبُ إِنَّما أَنتَ نَسيمٌ تَتَلَقّاهُ القُلوبُ قَد عَلِمنا عِلمَ ظَنٍّ هُوَ لا شَكَّ مُصيبُ أَنَّ سِرَّ الحُسنِ مِمّا أَضمَرَت تِلكَ الجُيوبُ — ابن زيدون الجيوب: يقصد عيناها و هي كناية عمّا تخفيه عينا محبوبته فوصفها بالجيوب.
[٢] انقلبت الأحوال بعد فترة وأدخله ابن جهور السجن؛ وذلك لاتهامه بالميل نحو المعتضد بن عبّاد، ممّا دفع ابن زيدون لاستعطافه برسائل خاصّة، إلّا أنّه لم يعطف عليه، فهرب واتّصل مع المعتضد صاحب إشبيلية، وتولّى وزارته، وفوّضه المعتضد مهام مملكته، وأقام فيها حتّى وفاته في إشبيلية في عهد المعتمد على الله ابن المعتضد.
الرسالة الجدية: كتبها عندما كان في السجن ووجَّهها إلى الأمير أبي الحزم يستعطفه ويطلب العفو والرحمة منه، وفيها الكثير من الأحداث والأسماء والاقتباسات. رسالته إلى أبي بكر: وهي من أقوى رسائله من الناحية الفنية، يبدو فيها نضوجه وخبرته الواسعة ودرايته الفائقة بالكتابة، كتبها بعد أن هرب من السجن وعاد من إشبيلية إلى قرطبة متخفيًّا يطلب الأمان.