وَالَّذِينَ كَذَبُوا وَظَلَمُوا فَهُمْ فِي حِلٍّ مِنْ جِهَتِي [15]. ومما ينبغي التنبيه عليه أن العفو مشروط بالإصلاح، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: " يجزيه أجرًا عظيمًا، وثوابًا كبيرًا، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورًا به، وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، كما يحب أن يعفو الله عنه فليعف عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل " [16]. ما أجر العفو والصفح في الدنيا والآخرة؟. اهـ ومن وصل إلى هذه الحالة فليحمد الله على هذه النعمة الكبرى، وعلى راحة الضمير، وعلى كثرة ما يجني من الخير. ويشرع للمسلم أن يكثر من سؤال الله العفو، روى الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها قَالَتْ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ، تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي " [17].
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 17/1/2015 ميلادي - 27/3/1436 هجري الزيارات: 115020 الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ: فإن العفو من الأخلاق الجميلة، والصفات الحميدة التي أمر الله بها نبيه وعباده المؤمنين، قَالَ تَعَالَى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين ﴾ [الأعراف: 199]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ ﴾ [آل 159]. العفو عن الناس. وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم ﴾ [النور: 22]. قال الكفوي: " العفو: كف الضرر مع القدرة عليه [1] ، وكل من استحق عقوبة وتركها فهذا الترك عفو، والفرق بين الصفح والعفو مع أنهما متقاربان في المعنى فيقال: صفحت عنه أعرضت عن ذنبه وعن تثريبه، إلا أن الصفح أبلغ من العفو، فقد يعفوا الإنسان ولا يصفح، وصفحت عنه أوليته صفحة جميلة، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُون ﴾ [الزخرف: 89] " [2].
فَلِهَذَا كَانَ الصِّدِّيقُ هُوَ الصِّدِّيقُ رضي اللهُ عنه " [3].
إنها آخر جُمعة من شهر رَمضان ومعها يبدأ الشهر الكريم بالرحيل رويدًا رويدًا، فاستبقوا إلى الخيرات أحبتي وتزودوا من بركاتها فإن خير الزاد التقوى. في آخر جُمعة من شهر رَمضان المبارك أرسل لك يا أغلى الناس تهنئة قلبية خالصة ودعوة كلي أمل أن تكون من نصيبك وأن يستجيب لي الله. فضل العفو عن الناس والصبر على أذاهم | موقع البطاقة الدعوي. إنها آخر جُمعة من شهر رَمضان المبارك فاللهم حبب إلينا العمل الصالح وتقبله منا واصرف عن قلوبنا حب الدنيا وشهواتها ونجنا من شرور أنفسنا. في آخر جُمعة من شهر رَمضان المبارك ندعو الله أن يمن علينا بقبول الأعمال، وأن يكتبنا في عتقاء هذا الشهر الكريم وأن لا يحرمنا من الأجر والثواب. إنها آخر جُمعة من شهر رَمضان المبارك في أرسل لكم تحية طيبة نقية كنقاء قلوبكم العطرة، وأسأل الله لي ولكم المغفرة والثواب وقبول الأعمال. دعاء اخر جمعة في رمضان 2022 أروع الأدعية التي نقدمها لكم للدعاء بها في هذا اليوم المبارك من آخر جمعة في شهر رمضان لكم ولأحبابكم نقدمها لكم لتنتقوا منها الأجمل فيما يأتي: إنها آخر جُمعة في شهر رَمضان فارحمنا فيها يا الله وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات وارضنا وارضا عنا يا حليم يا كريم يا عفو يا ذا الجلال والإكرام.
والعفو من صفات الأنبياء السابقين، قال تعالى عن يوسف عليه السلام وهو يخاطب إخوته: ﴿ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين ﴾ [يوسف: 92]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " [14]. والعفو من صفات الصالحين من عباد الله. ففي عهد الخليفة المعتصم سجن الإمام أحمد بن حنبل وضرب بالسياط حتى أُغمي عليه، وسال الدم من جسده، وكان يقول: قد جعلت أبا إسحاق - يعني المعتصم - في حل، وعفا عنه، وسجن الإمام مالك، وضرب بالسياط حتى انخلعت يده من كتفه، فعفا عمن ضربه. والمواقف في العفو كثيرة عند التتبع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فَلَا أُحِبُّ أَنْ يُنْتَصَرَ مِنْ أَحَدٍ بِسَبَبِ كَذِبِهِ عَلَيَّ، أَوْ ظُلْمِهِ، وَعُدْوَانِهِ، فَإِنِّي قَدْ أَحْلَلْتُ كُلَّ مُسْلِمٍ، وَأَنَا أُحِبُّ الْخَيْرَ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ، وَأُرِيدُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ الْخَيْرِ مَا أُحِبُّهُ لِنَفْسِي.
قال الشاعر: يَا رَبِّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ فَبِمَنْ يَلُوذُ وَيَسْتَجِيرُ المُجْرِمُ مَا لِي إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ فوائد العفو: 1- امتثال أمر الله عزَّ وجلَّ. 2- إزالة ما في النفس من الأحقاد والبغضاء. 3- راحة النفس، وطمأنينة القلب. 4- الأجر العظيم من الله تعالى. 5- الرفعة في الدنيا والآخرة. 6- نشر المحبة والأخوة بين المسلمين. 7- أنه طريق موصل إلى الجنة. وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ [1] " الكليات " (ص 53 ، 598). [2] " بصائر ذوي التمييز " ( 3 / 421)، بتصرُّف. [3] " تفسير ابن كثير " ( 10 / 198). والحديث في " صحيح البخاري " (برقم 4757). [4] " صحيح البخاري " (برقم 4642). [5] يُرمَى بالحصى. [6] " صحيح مسلم " (برقم 2588). [7] " صحيح البخاري " (برقم 2910)، و " صحيح مسلم " (برقم 843). [8] " صحيح البخاري " (برقم 4135). [9] " سيرة ابن هشام " ( 4 / 27). ورُوِيَ في السِّيرة.