كانت تحتطب بحبل من الألياف التي وضعتها في يديها، ثم خنقها الله تعالى من عنقها به وأهلكت؛ وسورة المسد نزلت عن أبي لهب وزوجته، وهددتهما بالنار، وأكدت أنهما سيموتان على الكفر. شاهد أيضًا: ما اسم زوجة ابو لهب مواضع ذكر قصة أم جميل زوجة أبي لهب في القرآن الكريم لم تذكر قصة أم جميل زوجة أبي لهب إلا في سورة واحدة من القرآن الكريم وهي سورة المسد التي تحدثت باختصار عن أبي لهب وزوجته وكانت تهديدًا لهما بنار جهنم في الآخرة وحبل من مسد في جيد زوجة أبي لهب نتيجة ما فعلوه لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الأذى والعذاب، حيث يقول الله تعالى: {تبَّتْ يدَا أبِي لهَبٍ وتَبَّ * ما أَغنَى عنهُ مالُهُ ومَا كسَبَ * سيَصْلَى نارًا ذاتَ لَهبٍ * وامرَأَتُهُ حمَّالةَ الحَطبِ * في جيدِهَا حَبلٌ منْ مَسدٍ}. قصة أبو لهب مع الرسول عليه السلام قبل البعثة النبوية كان عبد العزي بن عبد المطلب من أكثر الناس محبة لابن أخيه، لدرجة أنه أطلق سراح سيدته ذويبة عندما وصل إليه خبر ولادته – صلى الله عليه وسلم – ودعي إلى الحق كما أمره ربه كان عمه أبو لهب من أوائل المعارضين للإسلام ونبيه، وقد ساندته زوجته أم جميل في تلك العداوة الشرسة.
وقد كانت تَحْتَطب في حبلٍ تَجعَله في جيدها من لِيفٍ، فخنَقها اللهُ -جلَّ وعزَّ- بهِ فهلَكَت وهو في الآخرة حَبْلٌ من نَارٍ في جيدها ولذلك نجد تحريم أذيةُ المؤمنين بشكلٍ مطلقٍ، وفي القصة معجزةٌ خالدةٌ إلى قيام الساعة وهي دليلٌ على صدق رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-؛ لأنَّ سورة المسد نزلت في أبي لهب وزوجته وتوعَّدتهما بالنَّار، وأكَّدت على أنَّهما سيموتان على الكفر ولو استطاعا لأعلنا إسلامَهما من أجل تكذيب القرآن الكريم ولكنَّه وعدُ الله تعالى الصادق، فقد صدقَ الله وماتَ أبو لهب وزوجته وهما على الكفر. مواضع ذكر قصة أم جميل زوجة أبي لهب في القرآن لم تَرِدْ قصّة أم جميل زوجة أبي لهب إلَّا في سورة واحدة من القرآن الكريم وهي سورة المسد، والتي تحدَّثت عن أبي لهب وزوجته بشكلٍ مختَصر وتوعدتمها بنار جهنَّم في الآخرة وحبلٍ من مسدٍ في جيدِ زوجة أبي لهب جرَّاء ما فعلاه برسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- من أذى وإساءة، قال تعالى: {تبَّتْ يدَا أبِي لهَبٍ وتَبَّ * ما أَغنَى عنهُ مالُهُ ومَا كسَبَ * سيَصْلَى نارًا ذاتَ لَهبٍ * وامرَأَتُهُ حمَّالةَ الحَطبِ * في جيدِهَا حَبلٌ منْ مَسدٍ}
ويجدر بنا أن نشير هنا إلى أن ردَّ الفعل هذا كان في زمان مكة؛ حيث لم يكن في يده صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك، أما في زمان المدينة فهذا حديث آخر له تفصيلاته. فأبشروا واطمئنوا أيها المؤمنون فوالله، ليثلجنَّ الله صدوركم بعزِّ هذا الدين، وليشفينَّ صدوركم برؤية الخزي يعلو هؤلاء المجرمين، وليأتينَّ يوم -أحسبه قريبًا إن شاء الله- يتصاغر فيه هؤلاء المدلسون، ويتوارون عن أعين الناس، بعد أن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها، فهذه نهايات حتميَّة لمن قضى عمره يُبعِد الناس عن طريق ربِّ العالمين. { وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} [الإسراء:51]. ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين. راغب السرجاني أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر. 22 1 28, 725
كما أن مَن سلك طريقهما فلا يُستغرب أن يلقى مصيرهما، ومَن جعل رزقه في تكذيب الحق والصدِّ عنه، فلا يُستبعد أن يهجر الإيمان كُلِّيَّة في طريق حياته، ومن ثَمَّ وجب التحذير، قال تعالى: { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:14]. وأما الرسالة الثانية: فأوجهها إلى المؤمنين: لا يعطلنَّكم هذا الغثاء الذي تسمعونه من أمثال أبي لهب وزوجته، فأين هما الآن؟ وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ أمَّا هما فقد أهانهما الله عز وجل وأدخلهما نارًا لا خروج منها؛ وأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رفع الله تعالى ذكره وأعزَّ أمره، ونصره وأصحابه، وما زلنا نذكرهم بالخير والثناء، وما زال العالم كله يتدبر في آثارهم العظيمة، وأمجادهم الجليلة. وهل أثَّرت هذه الأكاذيب الباطلة على حركته ونشاطه صلى الله عليه وسلم؟! أبدًا والله، إنه أخذ الموضوع ببساطة عجيبة، وعلَّق عليه تعليقًا لا يتخيله أحد! لقد سمعهم يسخرون منه، ويلقبونه بالمذمم، فماذا قال؟! لقد قال لأصحابه: « أَلاَ تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؟! يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ » وأكمل طريقه صلى الله عليه وسلم، وشجَّع أصحابه على إكمال الطريق، فلا وقت عند الدعاة الصادقين لهذه التُّرَّهات والأباطيل.