مما قاله في مدح الغساسنة بـيضُ الوُجوهِ كَريمَةٌ iiأَحسابُهُم شُـمُّ الأُنوفِ مِنَ الطِرازِ الأَوَّلِ فَعَلَوتُ مِن أَرضِ البَريصِ إِلَيهِمِ حَـتّـى اِتَّكَأتُ بِمَنزِلٍ لَم iiيوغَلِ كما اتصل حسان بعد ذلك بملوك الحيرة فعمل على مدح النعمان بن المنذر، فأحتل مكانة النابغة عنده بعد وقوع الخلاف بين كل من النابغة الذبياني والنعمان، وبعد عودة النابغة إلى النعمان تركه حسان مكرهاً. إسلامه مرحلة جديدة من الشعر عاشها حسان بعد ذلك حيث عرف الإسلام وهو في الستين من عمره، فدخل فيه وأصبح من اشد المدافعين عنه، وسخر شعره من اجل خدمة الإسلام ومدحه ومدح الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ورد هجمات القرشيين اللسانية، التي كانوا يقومون بها من اجل مهاجاة الإسلام والنبي عليه الصلاة والسلام. مما قاله في مدح الرسول وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني وَأَجـمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ iiالنِساءُ خُـلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ iiعَيبٍ كَـأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما iiتَشاءُ لم يشارك حسان بعد إسلامه مع الرسول في أي من الغزوات أو المعارك وذلك لداء أصابه بالخوف، ولكنه طالما انشد الأشعار التي تمدح الرسول والإسلام وهجا بها الكافرين من قريش، وكان لا يهجوهم بكفرهم ولكن من خلال أخبار قبائلهم وهزائمهم وأنسابهم.
وإذا كان الشاعر المذكور يظن أنه قد سبق له سقطات مرَّت بسلام، فسقطته هذه لن تكون كما سبقها، فإنها إفكٌ وافتراءٌ وأذيةٌ لأشرف الخلق وأفضل الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وينبغي أن يعلم أنَّ من يتولى الدفاع والنصرة للنبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليس محاميًا من البشر، بل هو ربُّ العِزَّة القائل - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ﴾ [المجادلة: 20]، والقائل - جلَّ جلاله -: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61]. ثم ينبغي أن يدرك الشاعر المذكور وغيره ممن يفتري على نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - بأن ما توهمه في قصيدته لو كان عيبًا يعاب به - وحاشاه - لما توانى عن التشبُّث به كفار قريش إبَّان حياته الشريفة - عليه الصلاة والسلام - وإنما كان ذلك جاريًا على عرف البيئة العربية آنذاك، بل والأعراف الإنسانية بعامة. ولما كان هذا الشاعر المذكور منتسبًا للشعر والثقافة، فإني أؤمل من الاتحادات والجمعيات والهيئات المتعلقة بالثقافة - مثل: اتحاد الكُتَّاب، واتحاد المثقفين، واتحاد الشعراء، واتحاد المؤلِّفين، واتحاد الناشرين، واتحاد المؤرخين، والمنظمة الإسلامية الدولية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو) وغيرهم في العالم العربي والإسلامي - أن يكون لهم موقف حازم في الرد والمقاطعة لكل من يتجرأ بسيئ القول وكلام البهتان على عقيدة الإسلام، أو على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أو القرآن الكريم، من سنِّ نظام واضح ومعلن بهذا الشأن.
وفاته: قال ابن سعد: عاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين ومات وهو ابن عشرين ومائة، وقد توفي رضي الله عنه سنة 54 من الهجرة. الجوهرة العراقية الإدارة عدد المساهمات: 250 تاريخ التسجيل: 15/11/2010 العمر: 31 مواضيع مماثلة صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حسان شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، شاعر الرسول " صلى الله عليه وسلم" وأشهر الشعراء المخضرمين عاش في الجاهلية ستين سنة وأدرك الإسلام فأسلم وعاش ستين سنة أخرى في الإسلام، وأصبح حسان بعد إسلامه مدافعاً عن الإسلام ليس من خلال سيفه ولكن من خلال نظم القصائد والأشعار، ولقب بـ " شاعر الرسول" نظراً لشعره الغزير والذي يمدح فيه الرسول والصحابة والمسلمين بالإضافة لرثاء الشهداء منهم، ومهاجاة الخصوم. ولد حسان بن ثابت في المدينة قبل مولد الرسول عليه الصلاة والسلام بحوالي ثماني سنين، ونشأ في بيت جاه وشرف، كان والده ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي من سادة قومه وأشرافهم، ووالدته هي " الفريعة" خزرجية مثل أبيه، ويمتد نسب حسان بن ثابت لبني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فله بهم صلة قرابة. رحلته الشعرية نشأ حسان في قبيلة الخزرج والتي كانت لها باع في المعارك والنزاعات مع قبيلة الأوس وشهدت المدينة الكثير من الوقائع بينهما، ومثلما خرج قيس بن الخطيم كشاعر للأوس خرج حسان بن ثابت شاعراً للخزرج، وتبارى كل منهما في عرض شعره والذي يمدح به قبيلته ويهجو الأخرى، فنظم حسان الشعر في بادئ الأمر من أجل التفاخر والذود عن قبيلته ضد الهجمات الشعرية التي يشنها عليها قيس بن الخطيم، ويرد بمثلها الأمر الذي جعله ذائع الشهرة بين العرب.