وقرأ ذلك بعض عامة قرّاء الأمصار: ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) بمعنى: سُئلت الموءودة بأيّ ذنب قُتلت، ومعنى قُتلت: قتلت غير أن ذلك ردّ إلى الخبر على وجه الحكاية على نحو القول الماضي قبل، وقد يتوجه معنى ذلك إلى أن يكون: وإذا الموءودة سألت قتلتها ووائديها، بأيّ ذنب قتلوها؟ ثم ردّ ذلك إلى ما لم يسمّ فاعله، فقيل: بأيّ ذنب قتلت. وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب قراءة من قرأ ذلك ( سُئِلَتْ) بضم السين ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) على وجه الخبر، لإجماع الحجة من القراء عليه. والموءودة: المدفونة حية، وكذلك كانت العرب تفعل ببناتها؛ ومنه قول الفرزدق بن غالب: وِمَّنـا الـذي أحْيـا الوَئِيـدَ وَغـائِب وعَمْــروٌ, ومنَّــا حـامِلونَ ودَافـعُ (5) يقال: وأده فهو يئده وأدا، ووأدة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. وإذا المؤدة سئلت بأي ذنب قتلت. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ) هي في بعض القراءات: ( سأَلَتْ * بِأيّ ذَنْب قُتلَتْ) لا بذنب، كان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته، ويغذو كلبه، فعاب الله ذلك عليهم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: جاء قيس بن عاصم التميمي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية، قال: " فأعْتِقْ عَنْ كُلّ وَاحِدَةٍ بَدَنَةً".
ويوم رسمت الحكم بالفساد والاستبداد وصادرت حق الأمة في الصحة والتعليم وفي الاختيار الحر للحاكمين الفعليين وفي الكرامة وفي الديمقراطية الحقة، لا ديمقراطية تسويق الوهم وتزيين الوجه البشع للاستبداد بتسخير وترويض نخبة شاركتها هذا الإخراج الرديء وأعطتها جرعات الاستمرار والتمادي في الضلال والطغيان! وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (هود 113). إن المسؤولية اليوم قائمة على الشعب بكل أطيافه وأصنافه وفئاته لينصر المظلوم ويضرب على يد الظالم. هل السقط يبعث يوم القيامة ، وهل يُسأل عن سبب إسقاطه كالموءودة ؟ - الإسلام سؤال وجواب. ووالله ما قوة هذا الظالم المتعجرف إلا من ضعف لحمة هذا الشعب في تصديه للباطل. الأمة أصلا وأصالة قوية بمجموعها وبعناصر قوتها الكثيرة والمختلفة والمتنوعة، وبتأييد الله لها إن هي قامت تطلب حقها. لكنها إن تقاعست وضعفت استغل الظالم المستبد ضعفها. فأنت إما أن تستغل قوتك أو يستغل غيرك ضعفك، وهذه هي المعادلة في مواجهة الحق للباطل، لأن الظلم والباطل في أصله وأصالته جبان زهوق، وإنما يستمد قوته من ضعف جهة الحق وتخاذلها عن القيام بالواجب في ردع الظالم. وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (الإسراء 81)… بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (الأنبياء 18).
مدة القراءة: 5 دقائق حفظ( 0) Please login to bookmark No account yet? Register (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9).. التكوير عندما كنت صغيرة و لبعض الوقت أقنعني تفسير هذه الآيات و حمدت الله حمدا كثيراً على أنني لم أكن تحت التراب لأحرم الحياه و حظيت بالإسلام ديناً رحيما و مسلمون رحماء. فالأنثى كانت توأد و هي حية تحت التراب من قبل أعزائنا الرجال.. ياله من تصور مريع كيف تدفن طفلة حية فهكذا كانوا يفعلون في الجاهلية الاولى و حسب ما ورد من تفاسير في قصص السابقين والسلف.. مع أنني بداخلي أرفض هذه القصص و لا أراها منطقية فلو كانت هذه ظاهرة بين العرب بوأدهم للفتيات فسيتبادر للذهن تلقائياّ.. من سيتزوج هؤلاء الرجال. أو ليس يتزوجون الإناث ألم يفكروا قليلا و لو لحساب مصلحتهم قليلا قبل وأد بناتهم.. و لو كانت قله نادرة التي يقوم بهذا الفعل لما نزلت الآية الكريمة لتخلد عبر العصور لنتسائل عن سبب وتفسير هذه الآيات الآن. فهل سمعنا عن دفن أحد لبناته الرضع في عصرنا الحالي. أنا لم أسمع ومن يفعل سواء بقتل بنت أو ولد فورا يتهم بالمرض النفسي الحاد أو الجنون أو التعاطي لنوع خطير من المخدرات المصنعة و ليست حتى الطبيعية.
وقال الإمام أحمد حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل [ وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا " قلنا فإنها كانت وأدت أختا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال الوائدة والموءودة في النار إلا أن يدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها ورواه النسائي من حديث داود بن أبي هند به.