الإثنين 18/أبريل/2022 - 05:29 م الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن اسم الله "الوهاب" هو اسم من أسماء الله الحسنى، ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من موضع قال تعالى "وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" وقال تعالى "أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب" وقال "قال رب اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب"، مبينا أن "الوهاب" مأخوذ من "الهبة" وهي العطاء أو الإعطاء، فإنك إن وهبت شيئا لأحد فمعناه أنك تعطيه إياه بشرط أن يكون هذا العطاء بدون مقابل. وأكد فضيلته خلال الحلقة السابعة عشر من برنامجه الرمضاني "حديث الإمام الطيب"، أن اسم "الوهاب" لا يتصف به إلا الله -سبحانه وتعالى- لأن الله تعالى هو من يعطي بغير مقابل، أما غيره يعطي وينتظر مقابل وخاصة إذا أعطى مالًا ولا عجب في ذلك فإن المال قُدِّم على الأولاد في أكثر من موضع قال تعالى "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" وقال أيضا "والذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم"، ولذلك من يعطي من الخلق لابد أن ينتظر مقابلا لعطائه ويصعب عليه أن يعطي بدون مقابل. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، أن اسم "الوهاب" لا يجوز شرعًا إطلاقه على البشر لأن طبيعتهم لا تقبل أن تعطي أبدًا بلا مقابل، حتى أنواع العطاء البشري مدفوعة الأجر سلفا، فسرورك بأولادك والبهجة التي تشعر بها كلما نظرت إليهم وكلما كبروا أمامك هي مقابل، موضحا أنه لا يمكن اعتبار عطائك لأولادك هبه لأنك تعطيهم لتفرح ولتستمتع وهذا مدفوع مقدما، لافتا إلى أن الكل يعطي مع الانتظار إلا "الوهاب" -سبحانه وتعالى"، هو وحده فقط الذي يعطي ويمن بدون سؤال وبدون انتظار.
ومثله: {ولا تمنن تستكثر}: أي: لا تعط, لتأخذ من المكافأة أكثر مما أعطيت. قال الفراء: أراد: هذا عطاؤنا، فمن به في العطية, أراد: انه إذا أعطاه, فهو منّ, فسمّي العطاء مناً. [تفسير غريب القرآن: 380] قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ} ، أي فأعط أو أمسك. وقوله: {بِغَيْرِ حِسَابٍ} مردود إلى قوله: هذا عطاؤنا بغير حساب). [تأويل مشكل القرآن: 184] (م) قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (39)} {هذا عطاؤنا فامنن}: أي: أطلق من شئت منهم. {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}: {أو أمسك}, أو احبس من شئت, ولا حساب عليك في حبسه. وجائز أن يكون عطاؤنا ما أعطيناك من المال, والكثرة, والملك. دعاء سيدنا سليمان عليه السلام - سطور. فامنن، أي: فاعط منه. {أو أمسك بغير حساب}: بغير منة عليك، وإن شئت بغير حساب بغير جزاء. [معاني القرآن: 4/333-334] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {هذا عطاؤنا أو أمسك بغير حساب} قال الحسن, والضحاك: (هذا عطاؤنا: الملك فأعط, وأمنع).
القرآن الكريم - ص 38: 35 Sad 38: 35
وكان شيطان تصور في صورته, وجلس مجلسه، وكان أمره ينفذ في جميع ما كان ينفذ فيه أمر سليمان، خلا نساء سليمان، إلى أن ردّ اللّه عليه ملكه. قال: {فغفرنا له ذلك}: أي ذلك الذنب. {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}: حسن مرجع. [معاني القرآن: 4/332] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب} قد رويت في ذلك أخبار:- - منها أن شيطانا غلب على ملكه أياما - ومنها أن الشياطين قتلت ابنه خوفا من أن يملكهم بعده, وألقته على كرسيه, والله اعلم بما كان من ذلك. والكلام يوجب: أنه أزيل ملكه, فجلس آخر على كرسيه. [معاني القرآن: 6/113-114] قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا}: قيل صنماً, وقيل: شيطاناً. ) [تفسير المشكل من غريب القرآن: 211] تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)} قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ ينبغي لأحدٍ مّن بعدي... القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة ص - الآية 35. }, فيريد سخرة الريح, والشياطين.
﴿قالَ رَبِّ اغفِر لي وَهَب لي مُلكًا﴾ - YouTube