وجدت في القصة معنى رمزيًا يشجب الاعتداء على الحياة الإنسانية من تجار الحروب وقتلة الشعوب؛ الذين يكسرون الفَخَّار بعدما نُفخت فيه الروح.. فينالون سخط الله ومقته ولعنته وعذابه.. فلا تقتلوا أنفسكم. { خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن:14]. الصَلْصَال هو: الطين اليابس؛ الذي يُسمع له صوتٌ إذا ضُرب، وهو يشبه الفَخَّار الذي تُصنع منه الجِرَار. أواني الفَخَّار تتميز بحفظ الماء وتبريده وإحيائه، نعم إحيائه، فبواسطتها يتسلل الهواء لأعماق الماء، ويمنحه معنى جديدًا ومذاقًا حيًّا، للماء إذًا حياة! جسد الآدمي وعاء أو منجم صغير مكون من ٢٣ عنصرًا هي موجودة في الأرض. عبّر النبي عن مرحلة ما قبل الروح حين سئل: متى كنت نبيًا؟ فقال: « كنت نبيًا وآدم مُنْجَدِلٌ في طينته »! تمثال من صَلصَال! - سلمان بن فهد العودة - طريق الإسلام. (أخرجه أحمد، والطبراني، والحاكم، وأبو نعيم فى الحلية، والبيهقى فى شعب الإيمان عن عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ). هذا التمثال الآدمي المُنجَدِل على الأرض تشكَّل من: - تراب - عجن بالماء فصار طينًا -ثم تُرِكَ ما شاء الله من الأزمنة حتى أصبح طينًا لازبًا (اللَّازِب: الملتصق بعضه ببعض). - ثم تُرِكَ ما شاء الله حتى أصبح حمًا مسنونًا (الطين المنتن الأسود، والمسْنُون: قد يكون معناها المحدد الذي بدأت تظهر ملامحه وتتضح).
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن مروان، قال: ثنا أبو العوّام، عن قتادة ﴿خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ قال: من تراب يابس له صلصلة. ⁕ قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا شبيب، عن عكرِمة، عن ابن عباس ﴿خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ قال: ما عصر فخرج من بين الأصابع، ولو وجه موجه قول صلصال إلى أنه فعلال من قولهم صلّ اللحم: إذا أنتن وتغيرت ريحه، كما قيل من صرّ الباب صرصر، وكبكب من كب، كان وجها ومذهبا. وقوله: ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ يقول تعالى ذكره: وخلق الجانّ من مارج من نار، وهو ما اختلط بعضه ببعض، من بين أحمر، وأصفر وأخضر من قولهم: مَرج أمر القوم: إذا اختلط، ومن قول النبيّ ﷺ لعبد الله بن عمرو:" كَيْفُ بِكَ إذَا كُنْتَ فِي حُثالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وأماناتُهُمْ! وَذلكَ هُوَ لَهَبُ النَّارِ وَلِسانُهُ". القران الكريم |وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ. ⁕ حدثنا عبد الله بن يوسف الجبيريّ أبو حفص، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: ﴿مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ ، قال: من أوسطها وأحسنها. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ يقول: خلقه من لهب النار، من أحسن النار.
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) قوله تعالى: خلق الإنسان لما ذكر سبحانه خلق العالم الكبير من السماء والأرض ، وما فيهما من الدلالات على وحدانيته وقدرته ذكر خلق العالم الصغير فقال: خلق الإنسان باتفاق من أهل التأويل يعني آدم. من صلصال كالفخار الصلصال الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة ، شبهه بالفخار الذي طبخ. وقيل: هو طين خلط برمل. وقيل: هو الطين المنتن - من صل اللحم وأصل - إذا أنتن ، وقد مضى في ( الحجر). القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الرحمن - الآية 14. وقال هنا: من صلصال كالفخار ، وقال هناك: من صلصال من حمإ مسنون ، وقال: إنا خلقناهم من طين لازب ، وقال: كمثل آدم خلقه من تراب وذلك متفق المعنى ، وذلك أنه أخذ من تراب الأرض فعجنه فصار طينا ، ثم انتقل فصار كالحمإ المسنون ، ثم انتقل فصار صلصالا كالفخار. وخلق الجان من مارج من نار قال الحسن: الجان إبليس وهو أبو الجن. وقيل: الجان واحد الجن ، والمارج اللهب ، عن ابن عباس ، وقال: خلق الله الجان من خالص النار. وعنه أيضا من لسانها الذي يكون في طرفها إذا التهبت. وقال الليث: المارج الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد. وعن ابن عباس أنه اللهب الذي يعلو النار فيختلط بعضه ببعض أحمر وأصفر وأخضر ، ونحوه عن مجاهد ، وكله متقارب المعنى.
وقد قيل: إنما جعل الكلام خطابا لاثنين، وقد ابتدئ الخبر عن واحد، لما قد جرى من فعل العرب تفعل ذلك، وهو أن يخاطبوا الواحد بفعل الاثنين، فيقولون: خلياها يا غلام، وما أشبه ذلك، مما قد بيَّناه من كتابنا هذا في غير موضع. * * * وقوله: ﴿خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ يقول تعالى ذكره: خلق الله الإنسان وهو آدم من صلصال: وهو الطين اليابس الذي لم يطبخ، فإنه من يبسه له صلصلة إذا حرّك ونقر كالفخار، يعني أنه من يُبسه وإن لم يكن مطبوخا، كالذي قد طُبخ بالنار، فهو يصلصل كما يصلصل الفخار، والفخار: هو الذي قد طُبخ من الطين بالنار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيريّ، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا مسلم، يعني الملائي، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: ﴿مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ قال: هو من الطين الذي إذا مطرت السماء فيبست الأرض كأنه خزف رقاق. ⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: خلق الله آدم من طين لازب، واللازب: اللَّزِج الطيب من بعد حمأ مسنون مُنْتن. قال: وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب، قال: فخلق منه آدم بيده، قال: فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى، فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل فيصوّت، قال: فهو قول الله تعالى: ﴿كَالْفَخَّارِ﴾ يقول: كالشيء المنفرج الذي ليس بمصمت.
من صلصال كالفخار الصلصال الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة ، شبهه بالفخار الذي طبخ. وقيل: هو طين خلط برمل. وقيل: هو الطين المنتن - من صل اللحم وأصل - إذا أنتن ، وقد مضى في ( الحجر). وقال هنا: من صلصال كالفخار ، وقال هناك: من صلصال من حمإ مسنون ، وقال: إنا خلقناهم من طين لازب ، وقال: كمثل آدم خلقه من تراب وذلك متفق المعنى ، وذلك أنه أخذ من تراب الأرض فعجنه فصار طينا ، ثم انتقل فصار كالحمإ المسنون ، ثم انتقل فصار صلصالا كالفخار. وخلق الجان من مارج من نار قال الحسن: الجان إبليس وهو أبو الجن. وقيل: الجان واحد الجن ، والمارج اللهب ، عن ابن عباس ، وقال: خلق الله الجان من خالص النار. وعنه أيضا من لسانها الذي يكون في طرفها إذا التهبت. وقال الليث: المارج الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد. وعن ابن عباس أنه اللهب الذي يعلو النار فيختلط بعضه ببعض أحمر وأصفر وأخضر ، ونحوه عن مجاهد ، وكله متقارب المعنى. وقيل: المارج كل أمر مرسل غير ممنوع ، ونحوه قول المبرد ، قال المبرد: المارج النار المرسلة التي لا تمنع. وقال أبو عبيدة والحسن: المارج خلط النار ، وأصله من مرج إذا اضطرب واختلط ، ويروى أن الله تعالى خلق نارين فمرج إحداهما بالأخرى ، فأكلت إحداهما الأخرى وهي نار السموم فخلق منها إبليس.