لا يخدعنْك الربيعُ وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ تأملْ! هنالِكَ أنّى حَصَدْتَ رؤوسَ الورى، وزهورَ الأمَلْ ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي أيها الحب أنت سرُّ وُجودي وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي! ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ ـطغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟ أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي لَيْتَ شِعْري! شعر أبو القاسم الشابي - سأعيش رغم الداء والأَعداء - عالم الأدب. يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي: مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟
كلمة في مضمون القصيدة: هذه القصيدة تعبير صادق وجليٌّ عن ثنائية النور والظلمة، الحياة والموت. كما أنّها قصيدة ملحميّة تتغنّى بفلسفة القوّة والحياة وألأمل والحب والبناء في مواجهة فلسفة الضعف والخنوع والاستسلام والحقد والكراهيّة والهدم. وقف الشاعر أمام آلامه متحديّا، يدفعه احساسه بالقوّة والقدرة على تجاوز الأزمات، وقد اتخذ منحى التفاؤل في قصيدته. وأبو القاسم الشابي سمّى نفسه بروميثيوس، أو قارن نفسه بالبطل اليوناني الذي خلّص شعبه من الجهل، بعد أن سرق النار (مشعل الحضارة). وقد ضحّى بروميثيوس بنفسه من أجل أن ينقذ شعبه من بطش زيوس... أشعار أبي القاسم الشابي - موضوع. والملاحظ أنّ شاعرنا حاضر في القصيدة باسمه وهويته الشخصية. وقد صارع الشابي من أجل الحياة ، ولديه الكثير من الأعداء، ربما كان أول أعدائه هي الدنيا، ولكنه سيحيا رغم المرض الذي يضعفه. إنّ اختيار الشابي العنوان الفرعي (هكذا غنّى بروميثيوس) هو إعطاء مرجعية ينطلق منها المتلقي. فبروميثيوس هو الجبّار، وبذلك يحدّد دلالة العنوان الرئيسي، ويسير المتلقي باتجاة معيّن كأن يعقد مقارنةً بين المرجعية التاريخية للأسطورة وبين معطيات النص، فالجبّار كلمة مجرّدة عامة، أما بروميثيوس فهو أسطورة يونانية معلروفة.
وينصت الشاعر إلى جمال الحياة والحامها، ويتفاعل مع الكون بما فيه من خلال أشعاره المُعبّره. يقصد الشاعر بإنشائه أي شعره. 6. أصيخ: أُصغي، الأصداء: جمع صدى أي رجع الصوت وتردّده. أصغي وأستمع إلى الصوت الإلهي حيث الطهارة والنقاء بعيدا عن أطماع البشر، وهذا الصوت يحيي في قلبي الأصداء الميّته. ( استعارة: شبّه الصدى بالكائن الحي الذي يموت ويحيا). الأبيات (7-12): تحدّي الشاعر للأعداء من خلال رسالته إلى القدر. 7. القدر: القضاء الذي يقضي به الله تعالى على الإنسان. لا ينثني: لا ينصرف ولا يرتدّ، البلاء: المصيبة (المحنة تنزل لتختبر بلاء الإنسان). يرى الشاعر أنّ القدر يحارب آماله وتطلعاته التي يرغب في تحقيقها وحبّه للحياة بشتى المصائب التي يبعثها إليه. (أقول للقدر استعارة مكنيّة حيث شبّه القدر بإنسان يخاطبه، وشبّه آماله بجيش في ميدان الحرب). 8. العواصف: الرياح الشديدة وعواصف الأرزاء تشبيه والأرزاء تعني المصائب. يردّ أبو القاسم الشابي على القدر الذي يحارب آماله الراغب في تحقيقها ويقول: ليس باستطاعته أن يخمد النار المشتعله فيه مهما هاج موج الحزن وهبّت رياح المصائب. سأعيش رغم الداء والأعداء. 9. الصخرة الصمّاء: شديدة الصلابة يتحدى الشاعر ويطلب هدم فؤاده، وهذا لن يتمّ لأنّ قلبه من صخر صلب لا يتزعزع.
إقرأ أيضا: كم طول الملك عبدالله الثاني أعمال أبو القاسم الشابي ولقد كتب ابو القاسم الشابي الكثير من القصائد الشعرية المميزة كان من بينها قصيدة ارادة الحياة ، التي تعتبر النشيد الوطني لدولة تونس ، اضافة الى قصيدة طغاة العالم التي غنتها لطيفة ، واسكني يا جرحا وعذبة أنت وألا انهش وسر وقصيدة الراعي ، ويعتبر ابو القاسم الشابي أشهر شاعر عربي في تونس كما أن ابو القاسم الشابي من الشخصيات المهمة في الأدب العربي. إقرأ أيضا: من هي زوجة يوسف بلايلي ويكيبيديا وفي ختام مقالتنا هذه ، نكون قد تعرفنا على ابو القاسم الشابي وتعرفنا على قصائده وأعماله.
اخوي عابر المحيطات... من قلبي آقولك...... اعانك الله... وفك كربك... وفرج همك...... حفظك الله.. بغربتك... ووفقك في كل خطوة تخطوها...... اللهم آمين يارب العالمين 02:55 AM مشاركة [ 6] اقتباس:... ووفقك في كل خطوة تخطوها... الله يجزاك خير أختي الغالية سوار الياسمين هذة الدعوة جميلة جداً لن أنا متقدم على خطوة تحديد المصير الله يسهل هذة الخطوة اقتباس:... آحيانا يأتي موعد الوداع فجأة..!!