وسط احتجاج أهل الضحية وبكائهم أرشيف عاش مجلس قضاء قسنطينة زوال الأحد، أجواء غير عادية، تزامنا مع فتح جديد لقضية مقتل الطالبة أسماء بشكيط في يوم نجاحها في البكالوريا في دورة 2013 في بلدة الرواشد بولاية ميلة، وهذا خلال المحاكمة وأيضا بعد النطق بالحكم الذي أثار أهل الضحية بين صياح وبكاء، خاصة من والدها الطاعن في السن، الذي صدمه حكم البراءة الذي حصل عليه الفاعل وهو طالب جامعي يدرس في جيجل، في زمن وقوع الجريمة منذ قرابة الست سنوات. محامي المتهم قدم ملفا طبيا يثبت معاناته من مرض عقلي أثناء ارتكابه للجريمة، وهو ما جعل هيئة القضاء تحيل الفاعل على مستشفى الأمراض العقلية لأجل العلاج لمدة شهرين، مع حصوله على البراءة والحرية بعد نهاية العلاج.
وأردف أن إيمان العبد بأن ربه سبحانه هو الفتاح؛ يستوجب من العبد حُسن توجّه إلى الله وحده بأن يفتح له أبواب الهداية وأبواب الرزق وأبواب الرحمة، وأن يفتح على قلبه بشرح صدره للخير، قال تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه؛ فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين}، وهذا الفتح والشرح ليس له حد، وقد أخذ كل مؤمن منه بحظ، ولم يخيّب الله منه سوى الكافرين؛ فيا عبدالله: ما أجمل أن تتعرف على اسم الله الفتاح وتتدبر معانيه وتدعوه به فهو الذي يستجيب دعاءك ويحقق لك مرادك ورجاءك. كيف نعظم شعائر الله ؟ | د.سفر الحوالي. وبيّن "غزاوي" أنه إذا استقر في نفسك أن الله هو الفتاح الذي يفتح لك الأبواب المغلقة والأمور المستعصية؛ فلا تغتمّ، وإذا أُوصِدت أمامك أبواب الناس، وحِيل بينك وبين ما تريد من الخير؛ فلا تجزع بل الجأ إلى الفتاح، واهرع إلى الذي بيده مقاليد كل شيء. وأضاف: أتدري يا عبدالله مَن هو الفتاح؟ إنه الذي يفتح لعباده منافع الدنيا والدين، ويفتح لهم جميع أبواب الخيرات، ويفتح للعبد كل ما أُغلق من أبواب بوجهه؛ نتيجة مصائب ومشكلات ومعضلات وصعوبات. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: لو استقر هذا المعنى بقلبك، ولو تعبدت الله بهذه المعاني؛ لكانت عزيمتك أقوى من غيرك، وهمتك أعلى، ولكنتَ مطمئنًا لأنك مع الفتاح سبحانه.
5- ولا يكون اللـه ورسوله في حد وناحية والناس في ناحية وحد فيكون في الحد والشق الذي فيه الناس دون الحد والشق الذي فيه اللـه ورسوله. 6- ولا يعطي المخلوق في مخاطبته قلبه ولبه ويعطي اللـه في خدمته بدنه ولسانه دون قلبه وروحه. 7- ولا يجعل مراد نفسه مقدما على مراد ربه. 8- ومن وقار اللـه أن يستحي من إطلاعه على سره وضميره فيرى فيه ما يكره. 9- ومن وقاره أن يستحي منه في الخلوة أعظم مما يستحي من أكابر الناس - فهذا كله من عدم وقار اللـه في القلب ومن كان كذلك فإن اللـه لا يلقي له في قلوب الناس وقارا ولا هيبة بل يسقط وقاره وهيبته في قلوبهم وإن وقروه مخافة شره فذاك وقار بغض لا وقار حب وتعظيم. أ هـ · تأمل عظمة اللـه في أسمائه وصفاته: والنصوص من الكتاب والسنة في عظمة اللـه كثيرة إذا تأملها المسلم ارتجف قلبه وارتعدت فرائصه وتواضعت نفسه وعنى وجهه للعلي العظيم وخضعت أركانه للسميع العليم وازداد خشوعاً لرب الأولين والآخرين وخر للأذقان ساجدا في محراب العبودية. - فمن ذلك ما جاء من أسمائه الحسنى وصفاته العلى فهو العظيم المهيمن الجبار المتكبر القوي القهار الكبير المتعال سبحانه وتعالى. نعظم اسماء الله ومن ذلك لمــاذا لا يجــوز. - وهو الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون - وهو القاهر فوق عباده ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.
إن الأمر بتعظيم وتوقير النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني أن ذلك عبادة ، ومن ثم فالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نعظم الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ؟ إن من أجَّل وأعظم صور توقير الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ الاقتداء به واتباعه ، فمتابعته - صلى الله عليه وسلم - هي مقتضى الشهادة بأن محمداً رسول الله ، ولازم من لوازمها ، إذ معنى الشهادة له بأنه رسول الله حقاً ـ كما يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يُعْبد الله إلا بما شرع ". وهذا من كمال التعظيم والتوقير ، إذ أي تعظيم أو توقير للنبي - صلى الله عليه وسلم - لدى من شك في خبره ، أو استنكف عن طاعته ، أو ارتكب مخالفته ، أو ابتدع في دينه ، وعَبَد اللهَ من غير طريقه ؟! ، ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد(مردود عليه)) رواه مسلم.
- وأنه يجب علينا أن نعرف عظمة اللـه عز وجل، وننزهه عن كل نقص، وإذا علمنا ذلك، ازدادت محبتنا واجلالنا وتعظيمنا له ولأمره. · قال تعالى: ( ما لكم لا ترجون للـه وقارا). أي: لا تعاملونه معاملة من توقرونه والتوقير العظمة. - قال الحسن البصري: ما لكم لا تعرفون للـه حقا ولا تشكرونه. - وقال مجاهد: لا تبالون عظمة ربكم. - وقال ابن عباس: لا تعرفون حق عظمته. قال ابن القيم: وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو أنهم لو عظموا اللـه وعرفوا حق عظمته وحدوه وأطاعوه وشكروه فطاعته سبحانه اجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره. نعظم اسماء الله ومن ذلك فإنه لا يجوز. · من أعظم الجهل: قال ابن القيم: من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير من الناس وقلبك خال من تعظيم اللـه وتوقيره فإنك توقر المخلوق وتجله أن يراك في حال لا توقر اللـه أن يراك عليها. · أنواع توقير اللـه في القلب: 1- ومن وقاره أن لا تعدل به شيئا من خلقه لا في اللفظ بحيث تقول واللـه وحياتك مالي إلا اللـه وأنت وما شاء اللـه وشئت. 2- ولا في الحب والتعظيم والإجلال. 3- ولا في الطاعة فتطيع المخلوق في أمره ونهيه كما تطيع اللـه بل أعظم كما عليه أكثر الظلمة والفجرة. 4- ولا في الخوف والرجاء ويجعله أهون الناظرين إليه ولا يستهين بحقه ويقول هو مبني على المسامحة ولا يجعله على الفضلة ويقدم حق المخلوق عليه.
الجاني بعد فراره من مسرح الجريمة تم توقيفه وبقي رهن الحبس المؤقت في سجن الكدية بقسنطينة، وفي 2016 تم تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بوادي العثمانية بولاية ميلة، لتؤكد المحكمة في ذلك الوقت بأنه في صحة جيدة وهو ما جعل مسار المحاكمة يصبّ في الحكم عليه بالمؤبد ما بين سنتي 2016 و2017. ب. ع
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.