[٦] [٧] [٨] والشيطان في حقيقته من عالم الجنّ أيضاً، إلّا أنّه الجنّ الكافر منهم، فكلّ من كفر من الجنّ يطلق عليه اسم الشيطان، ولا يسمّى من آمن منهم بذلك، وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في كتابه تفسير القرآن العظيم، إنّ اسم الشيطان مأخوذٌ من البُعد، ولذلك فإنّ كلّ من تمرّد عن الطاعة؛ من جنٍ، أو إنسٍ، أو حيوانٍ، سمّي شيطاناً، فيظهر أنّ من الإنس شياطيناً كذلك؛ وهم المتمرّدون والأشرار منهم، وقد ورد في بعض أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ما يثبت وجود الجنّ والشياطين، وأنّهما عائدان لمسمّى واحدٍ، وإنّما أصبحا صنفين، باعتبار الكافر ، والمؤمن منهم. [٨] [٩] الفرق بين الجن والملائكة الفروق بين الملائكة والجن كثيرةٌ جداً، وفيما يأتي بيان بعضها: [٩] [١٠] يختلف أصل خلق الملائكة عن أصل خلق الجنّ، فقد خلق الله -تعالى- الجنّ من النار، وجعل تناسلهم من ماءٍ، أمّا الملائكة فقد خلقهم الله -تعالى- من النور. جعل الله -تعالى- الملائكة مؤمنين، ومعصومين من الوقوع في الذنوب ، كما أنّهم لا يأمرون غيرهم إلّا بالخير، أمّا الجن فمنهم المؤمن، ومنهم الكافر، فيقترف الذنوب، ويقوم بالمعاصي، ومنهم من يأمر بالخير، ويسعى به، ومنهم يأمر بالشرّ، ويسعى من أجله.
تاريخ النشر: الأحد 23 صفر 1423 هـ - 5-5-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 16265 101629 0 641 السؤال السادة شيوخنا الأفاضل ما هو الفرق بين الملائكة والجن والشياطين وهل الجان موجودون على الأرض معنا وكيف قسموا إلى الجان الطيب والكافر وكيف يمكن تجنب الكافر منهم وما تأثير الجان الطيب على الإنسان. أفيدوني جزاكم الله خيرا. ( ملاحظة كنت قد سألت عدة أسئلة من قبل وأرسلتم إلي رقم السؤال وعند فتحي لقراءة الجواب أبلغت أن رقم السؤال غير موجود) أرجو النظر في هذا الأمر إن أمكن. الفرق بين الشيطان والجن والعفاريت. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهناك فروق كثيرة بين الملائكة والجن، وأهم هذه الفروق ثلاثة: الأولى: أن الملائكة خلقوا من نور، والجن من نار، وكان تناسلهم من ماء. الثاني: أن الملائكة جميعاً مؤمنون ومعصومون من الوقوع في الذنوب ولا يأمرون غيرهم إلا بالخير، وأما الجن فمنهم المسلم ومنهم الكافر، ومنهم الآمر بالخير، ومنهم الآمر بالشر. الثالث: أن الملائكة منزوعو الشهوة، بخلاف الجن فإنهم كالإنس. وأما الفرق بين الجن والشياطين فهو ما أشار إليه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله حيث قال: الجن عند أهل الكلام واللسان منزلون على مراتب، فإن ذكروا الجن خالصاً قالوا: جني، فإن أرادوا ممن يسكن مع الناس قالوا عامر، والجمع عمّار، فإن كان ممن يعرض للصبيان قالوا: أرواح، فإن خبث وتعزم فهو شيطان، فإن زاد على ذلك وقوي أمره قالوا: عفريت، والجمع عفاريت.
ما هو الفرق بين الجن والشيطان يطلق الجن على الثقل الثاني من المخلوقات كالإنس، وقد خلقهم الله عز وجل لعبادته كالإنس، أمّا الشياطين فهم المردة منهم وهم الجن والإنس المتعدّون لحدود الله، والشطان هو أبو الجن ورأسهم أيضًا، ومن تمرد من ذريتهم أيضًا هو شيطان أمّا من استقام على أمر الله فهو ليس من الشياطين وإنّما من المؤمنين، ففيهم المسلم والكافر، والمبتدع والسنّي، والرافضي والشيوعي والسني، وفيهم المعتزلي والجهمي كما في الإنس. [١] والجِنُّ بالكسر وواحده جنّي، ومشتقة من الاجتنان وتعني التستر والاستخفاء، وهم ضد الإنس الّذين يظهرون ويُدركون بالبصر، أمّا الجن فلا يُرون من قبل الناس لاجتنانهم منهم، ويقال جُن الرجل فهو مجنون؛ أي خفي عقله واستتر، وللجن أسماءٌ في لغة العرب، وهي كالتالي: جني: عند ذكر الجن خالصًا. عامر وجمعها عمار: ويقصد به ما يسكن مع الناس. أرواح: وهو ما يُعرضُ للصبيان. الشيطان: إن خَبُثَ وتعرَّض. ماهو الفرق بين الجن والشيطان - حياتكَ. العفريت ؛ من زاد خبثه وقوي أمره. [٢] وقد ذُكر الجن في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة المطهرّة، وسميت إحدى سور القرآن الكريم باسمهم وهي ( سورة الجن)، والجن هم نوع من الأرواح العاقلة الّذين يملكون القدرة على التشكُّل، ولا يظهرون بصورتهم الحقيقيّة ولا على طبيعتهم، مكلفون بما كُلف به الإنسان، وسيحاسبون على أعمالهم في الآخرة، ويأكلون ويشربون ويتناكحون ولهم ذُريّة، بيد أنّهم مجرّدون من المادّة ومستترون عن الحواس.
الفرق بين الجن والشيطان يوجد العديد من الناس الذين يعتقدون أن الجن والشيطان لهما نفس المعنى، والحقيقة أن الجن والشيطان مختلفان أشد الاختلاف عن بعضهما، كما بَيَّن القرآن الكريم والسنة النبوية في الإسلام وأوضح كلًا منهما على حدة، وفي هذا المقال سنُفرِّق بين الجن والشيطان. الجن عالم الجن شبيه بعالم الإنس وهم يعيشون على وجه الأرض ولهم أماكن خاصة يتواجدون فيها ولكن لا يستطيع الإنسان رؤيته، فهو عالم خفي عن الإنسان وقد خُلِق كذلك للعبادة كما قال تعالى في كتابه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون} [الذريات: 56].
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 15022 4710 18310 93089. والله أعلم.
فالحاصل أن الجن من المؤمنين لهم مساعدة للمؤمنين وإن لم يعلم المؤمنون ذلك، ويحبون لهم كل خير، وهكذا المؤمنون من الإنس يحبون لإخوانهم المؤمنين من الجن كل خير ويسألون الله لهم الخير، وقد يحضرون الدروس، ويحبون سماع القرآن والعلم كما تقدم، فالمؤمنون من الجن يحضرون دروس الإنس في بعض الأحيان وفي بعض البلاد، ويستفيدون من دروس الإنس، كل هذا واقع ومعلوم. وقد صرح به كثير من أهل العلم ممن اتصل به الجن وسألوه عن بعض المسائل العلمية وأخبروه أنهم يحضرون دروسه، كل هذا أمر معلوم والله المستعان. وقد أخبر الله سبحانه عن سماع الجن للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف حيث قال سبحانه: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف الآيتان: 29-30]، وأنزل سبحانه في ذلك سورة مستقلة وهي سورة: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1].