كأني الفراشة ترقص وتتمايل على أوراق الشجر، وكأنّي التربة التي دبت فيها الحياة، وكأنّي البذرة التي نمت وكأنّي الشفاة التي تبسّمت، لا أعلم لما بكيت وقتها وكأنه الفرج، هذا المطر وما يفعله بقلوب البشر. رغم هدوء ليالي الشتاء إلا أنك تجد ضجيجاً داخل قلبك أينما ذهبت.. عيونك لا تحكي سوى الحزن.. تجلس وحيداً حائراً بأحزانك.. محملاً بهمومك وأشجانك.. في غرفتك المظلمه.. كلمات ماعلمك صوت المطر. لا تسمع سوى صوت وقع المطر. أجمل ما في الشتاء ذلك السكون التام وكأن العالم يعيش في سبات أتأمل الشارع من نافذتي إنه خالٍ وكأن الجميع نيام، ما أجمل هذا السكون وهذا الهدوء. أنا أعشق الشتاء دون الصيف، أعشق الشتاء، لأنه عندما يسقطُ المطر تُزال الأصباغ عن الوجوه فيعود كل شيء لأصله دون خداع أو تصنُّع. إذا أتى الشتاء وحرّكت رياحه ستائري، أشعر يا صديقتي أني بحاجة إلى البكاء على ذراعيك، على دفاتري، إذا أتى الشتاء، وانقطعت عندلة العنادل، وأصبحت كل العصافير بلا مَنازل يبتدئ النزيف في قلبي، وفي أناملي. كانت البلدة تلبس المطر كما تلبس الثكلى ثياب الحداد. مع عودة الشتاء وهطول المطر حاملاً تلك الأحلام البريئة ياتي الربيع بأزهاره فتحلو الحياة بعد المطر.
آه ما أكأب الشتاء لياليه وأيامه، وما أقساه حين أخلو لنار موقدي الخامد، والقلب مغرق في أساه، لست أصغي إلّا إلى ضجة الإعصار، بين النخيل والصفصاف. تراقب جمال المطر فترتسم على فمك الابتسامة وتنسى همومك ولو للحظات بسيطة، وتشعر بالحنين إلى كلّ شي، إلى طفولتك. يتساقط المطرُ فيغسل أحقاد الصدور وسواد القلوب. جاء الشتاء بعد انتظار، نزلت أوّل حبات المطر كاللؤلؤ والماس، ذلك الهواء الذي أرجح ستائر منزلي وتلك القطرات التي سقطت متراقصة على شباك غرفتي. لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات، فالصمت أمام المطر أجمل. انتظارك يشبه انتظار المطر أيام الصيف الحارّة، حيث الشمس تأبى الرّحيل. صوت المطر مريح للاعصاب هدوء استرخاء متعه بدون موسيقى - صوت المطر مع موسيقى بيانو هادئة - YouTube. يوم قرأت هذه الكلمات أحسست بشيء يشبه المطر داخل حلقي. أصدقاؤك الذين يحبّون السير تحت المطر، لا تفرّط فيهم. قفزت من على أريكتي وفي الشرفة كانت طلتي، بلّلت يدي بتلك القطرات العطرة، ودعوت ربي بأن يكثر المطر ودعوته بأن يجمعني مع أحبّتي. أحبّ شمس الشتاء تأتي على استحياء، ونجوم مضيئة في مساء تزيّن بداخلي السماء. إلى تلك السنوات التي مضت من عمرك، ستحنّ إلى قلوب افتقدتها وأحاسيس نسيتها، وستغمض عينك وتسترجع شريط أحلامك، وبحب ستنسى كلّ ما بقلبك من نقاط سوداء، عندما ترى نقاء المطر تذكّر كلّ صفاتك الجميلة التي نسيتها بفعل متاعب الحياة والأوقات القاسية، وليالي السهر الحزينة.
المطر يثير فينا حنيناً وشجناً لأيام مضت ولن تعود. أعشق الشتاء لأن تلك القوة التي تجعلك تتخلّص من أغطيتك الدافئة في جنح الليل لتتحمّل برودة المياه، تشعرني بدفء حب الله. على نافذتك تتناثر قطرات المطر بهدوء ورقّة وكأنها تهمس، في آذاننا بصوت خافت تفاءلوا. الشتاء فصل وينتهي، ولكن إحذر أن يصيب قلبي شتاء فأي شمس ستذيب الجليد عليه. ما علمك صوت المطر كيف احتريك كلمات - موقع المرجع. أعشق الشتاء لأن المطرَ دائماً يشعرني بالطمأنينة فهناك ربٌّ لن يضيّعنا. في شتاء ماض ٍ كنا معاً، قبل أن يبتلعنا الزحام، إنهمرت قطرات المطر على الطريق الرمادي، كأنّ تلك القطرات دموعي، وذاك الطريق وجهي، شَعرتُ ببرد قارص في تلك الأمسية الشتائية التي إبتلعت ريحها صوتي، لكن ثمّة صوتاً بعث الدفء إلى قلبي إذ إحتوى غربتي وضياع خطواتي بين آلاف الخطوات، كان ذاك صوت فيروز. ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي، مرتجف برداً، وأن قلبي ميت منذ الخريف، قد ذوى حين ذوت أولُ أوراق الشجر، ثم هوى حين هوت، أول قطرة مِن المطر، وأن كل ليلة باردة تزيده بُعداً، في باطن الحجر. مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام، رغم هدوء ليالي الشتاء إلّا أنك تجد ضجيجاً داخل قلبك أينما ذهبت، عيونك لا تحكي، سوى الحزن، تجلس وحيداً حائراً، بأحزانك محملاً بهمومك وأشجانك في غرفتك المظلمه لا تسمع سوى صوت وقع المطر.
تتناثر قطرات المطر بهدوء ورقّة وكأنها تهمس، في آذاننا بصوت خافت تفاءلوا ما زالت الحياة مستمرة وما زال الأمل موجوداً، ما زالت تلك القطرات تنهمر وتطرق نافذتك بلطف، فتذهب لتتأمّلها عن قرب وتقف أمام النافذه. هل يجرّدنا الشتاء من زهور الفرح، وهل تذهب مشاعر جميلة مع الريح، وهل تأخذنا الأعاصير إلى أفكار متضاربة، ثم إذا ما أتى الربيع، فإذا ثمارنا فجة غير ناضجة، ويبقى حنين النفس متلوعاً إلى أنفاسٍ دافئة، يجتاح الليل، فالقلب أعياه التجمد، ومدفأة الحطب ترسم الصورة، صورة القلب المُتعب، والجمر يشكو حرقة الحب، فدفء الصوف أضحى خير حبيب. تنهمر الأمطار بغزارة، إرتبكت الشوارع، أقفلت المتاجر، الكل مسرعاً باحثاً عمّا يحميه من المطر، وها هُم الأطفال هاربين لبيوتهم إحتماءاً مِن ماء المطر، غلقت الأبواب وأحكم إغلاق النوافذ. صوت المطر كلمات. أحب رائحة مطر، كم يحمل لنا المطر رائحة الأرض الندية، يحمل لك أرقّ السلام من تلك التي تهوي وستحمل لك الرياح سنابل الحياة الخضراء لتحيي بها غصون الأمل. ما زالت الحياة مستمرّةً وما زال الأمل موجوداً، ما زالت تلك القطرات تنهمر وتطرق نافذتك بلطف فتذهب لتتأملها عن قرب وتقف أمام النافذة تراقب جمال المطر فترتسم عليك الابتسامة، وتنسى همومك ولو للحظات بسيطة وستشعر بالحنين إلى كل شي، إلى طفولتك وإلى تلك السنوات التي مَضت مِن عمرك، ستحن إلى قلوب افتقدتها وأحاسيس نسيتها، ستغمض عينك وتسترجع شريط أحلامك بحب، ستنسى كل ما بقلبك مِن نقاط سوداء عندما ترى نقاء المطر تذكّر كل صفاتك الجميلة التي نسيتها بفعل.