حصلت أفلام الرسوم المتحركة القط توم والفأر جيري على جوائز الأوسكار حين عرضها في السينما، وفي الغالب تكون مدة عرض الفيلم قصيرة فهو يكون على حلقات لا تتعدى مدتها التسعة دقائق ولا تقل عن خمسة دقائق، ويكون هذا الأمر الذي زاد من التشويق والإنجذاب لها فهي على عكس أفلام الرسوم المتحركة الطويلة. معلومات عامة عن سلسلة أفلام الرسوم المتحركة توم وجيري تكون سلسلة أفلام متحركة وبلد المنشأ هو الولايات المتحدة الأمريكية وتم تصوير أغلب الحلقات من داخل هوليود، أما عن اللغة الأصلية فهي الإنجليزية ولكن تم دبلجة عدد كبير من الحلقات إلى اللغة العربية، ويكون هذا بسبب الشعبية العريضة التي تتمتع بها تلك الرسوم المتحركة. قام بكتابة حلقات فيلم هذا الكاتب الكبير جوزيف باربيرا وشاركه أيضًا وليام هانا، الجدير بالذكر أنهم عملوا على إخراج جميع الحلقات، أما عن الموسيقى التصويرية فهي تكون من الموسيقار سكوت برادلي ولا ننكر أن موسيقى توم وجيري تكون مميزة للغاية ويتمكن الكثير من معرفتها دون التدقيق في التفاصيل. أهم شخصيات فيلم الرسوم المتحركة القط والفأر شخصية توم توم يكون اسم عام يطلق على جميع القطط الذكور وهو يكون قط رمادي اللون أزرق ويعيش في منزل سيدة ثرية، ينعم توم بحياة مفعمة بالرفاهية ولا يواجه مشاكل في حياته سوى مطاردة الفأر جيري الذي يتسبب في تعكير صفو حياته المرفهة، والسبب في هذا أنه يكون شخصية حادة الطباع لذا لا يتمكن من العيش مع الفأر في سلام.
لقد أخذ الفيلم الكرتوني الشهير «توم وجيري» شهرةً واسعةً وأجمع على حبه ومشاهدته عدة أجيال. ومع التقادم زادت محبته لشريحة واسعة من الأطفال بل حتى من الشباب والكهول الذين ينظرون إلى طفولتهم عبر متابعة حلقاته التي لا ينتهي فيها الصراع الدائم والأبدي بين الفأر الوديع والقط الشرير. أو هذا هو ما تم زرعه فينا على مدى سنوات وبقيت تلك الفكرة راسخة غير قابلة للبحث والنظر، غير أن المتمعن بدقة في هذا "الفيلم الكرتوني" سيرى شيئًا آخر فيه خطورة مرعبة على أولادنا و أبنائنا وتهديدًا شديدًا على أفكارنا ومعتقداتنا، فلو كان منتجه يبتغي بذلك إضحاك الأطفال وتسليتهم لكانت غاية ساذجة، وإن جنى من ورائها ما جنى من الأموال الطائلة من خلال توزيعه على جميع أقطار العالم،بل كانت الغاية أكبر مما يتصوره حتى الحذاق من الناس. الحبكة الملتوية المعروف من قصة "توم وجيري" أن القط توم -وهو ملك لصاحبة الدار السوداء- وُضِعَت على عاتقه مسؤولية حماية البيت من الفأر الدخيل الذي يعيث فيه فسادًا، فالأصل أن يكون القط هو المحمود والممدوح على محاولاته المتكررة لردع الفأر، لأن القط هو صاحب حق الدفاع عن الممتلكات، وفعله هذا واجب عليه مادام الفأر حيا يرزق.
وانتشر هذا الأمر في كل من الإمارات الأربع لمغرب الإسلام: المغرب الأقصى والجزائر وتونس وطرابلس الغرب. و ما أشبه اليوم بالأمس، قابلية الاستعمار بين الأمس واليوم تكرر هذا المشهد كثيرًا، وقد أُعيدت صياغته مرة أخرى في إبادة حلب وأهلها من خلال عمليات القصف المروعة والمتتالية من طرف النظام النصيري وحلفائه الروس والفرس، وكذا خروج بعض الأطراف في مباركة هذه الإبادة، هذه الأطراف التي كانت متصارعة ومتنازعة سياسيًا وأيديولوجيًا من قوميين عرب وبربر وأكراد وعلمانيين وبعض مدعي الإسلام الوسطي وحكام ومحكومين. بل إن قابلية الاستعمار هذه تعدت إلى الكثير من الفصائل التي حملت راية الجهاد والثورة ضد الظلم، ففرت من محتل إلى محتل آخر يحمل صيغة أخرى، مما يلخص الأزمة الخطيرة التي نعيشها. وبما أن نفس المقدمات تؤدي إلى نفس النتائج؛ فإن الاحتلال العسكري للدول الإسلامية سيعود مرة أخرى، مع أننا كنا نرى أن تجربة العراق وأفغانستان قد أعطت مثالاً واضحًا لفشل هذه العمليات، وأن الدول الكبرى سوف تنتهج أسلوبًا آخر وأنها لن تقع في الفخ مرة أخرى بجر نفسها لمعركة برية لا يحمد عقباها تعود عليها بنتائج سلبية من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسية.