وفي طرابلس تغيّرت المفاهيم "ما تسمّونا ناجين" يقول عميد دندشي (38 عاماً) الذي عاد حياً مع زوجته فيما بقي أولاده أسد (40 يوماً) وفداء (5 سنوات) وجواد (8 سنوات) في الماء. كيف لأب ظنّ أنه حمل طفله الرضيع وصعد به إلى سطح الماء ليجد بين يديه حرامه فقط فيما حمل الموج الصغير إلى البعيد أن يعتبر نفسه ناجياً. "نحن الموتى الأحياء، أرجوكم لا تسمّونا ناجين، نحن موتى بقيت أرواحنا في البحر"، يقول لكلّ من تجمهر من حوله. كلام عن العائلة. وقبل صباحات الفيحاء، تغيّرت أمسياتها في الشهر الفضيل، الشهر الذي تتزيّن له طرابلس كعروس، يقولون إنّها عروس رمضان، عروسه التي تتماهى مع ناسها وأحيائها الشعبية. تضيء شوارعها وأزقتها وتسيّر عربات الفول والحمص والترمس والعرانيس، وترتّب بسطات صاج المناقيش والسحلب والمهلبية، فيما تزدهر أعمال أفران كعكها الشهير وتتحوّل محلات حلوياتها إلى مقصد اللبنانيين من كل حدب وصوب، فيما تصير مقصد الباحثين عن الطعم الحقيقي لرمضان وطقوسه ومعنى الصوم والصلاة ونوافل الليل والأدعية فيما تصدح مساجدها بصلاة الفجر تزامناً مع عودة الصائمين إلى منازلهم. كسر غرق الزورق روتينها الرمضاني وبركته، وتوجّهت الأدعية ابتهالات تتوسّل العثور على الغارقين قبل أن يتحوّلوا طعاماً للأسماك.
تغيّر الزمن في طرابلس منذ أن جاءت الأخبار الأولى عن فاجعة غرق زورق الهجرة حاملاً 84 من أبنائها وبناتها وأطفالها بينهم فلسطينيون وسوريون، هم أبناؤها أيضاً، على ما يقول أحد مخاتيرها محمد السبسبي، فعاصمة لبنان الثانية طالما كانت أم الفقير، كل فقير. تغيّر الزمن في الفيحاء وذاب الفرق بين الليل والنهار، إذ كيف لمدينة أن تنام مع حلول الظلام ولا يزال 33 من أولادها في غياهب الموج، جُلّهم من النساء والأطفال. وكيف لعينها أن تسهو فيما أهلها لا يعنيهم مرور الوقت، يلازمون الشاطئ من القلمون إلى حدودها مع بحر عكار يراقبون أي جسم في الماء بحثاً عن فلذات أكبادهم. كلام عن رحيل رمضان 2022 اجمل عبارات عن نهاية وتوديع رمضان - الجنينة. وفي طرابلس تغيّر مفهوم الأمل "لو بترجع لي لو شقفة صغيرة من أولادي أدفنها بقبر حدّي" يقول الشاب العشريني وكأنّه يهذي وهو يروح ويجيء أمام مرفأ طرابلس. يصرخ الشاب بكلّ من يقترب منه ليسأله عن حاله، فيما يقول صديقه الذي يلاحقه كظله إنّه أرسل زوجته مع أطفاله الثلاثة على أمل أن يلحق بهم عندما يستقرّون في إيطاليا، فلم يعد منهم "مين يخبّر". وفيها، في "أم الفقير" تغيّر شكل العيون أيضاً، ومعه نبرة الصوت وحال الناس. صارت الحدقات حمراء متورّمة فيما يغصّ المتحدثون في كلّ محطة كلام، وقد يعلو النشيج وفقاً لصلة القرابة مع الغائبين المفقودين، ولا يمضي وقت طويل حتى تلمس الهشاشة المستجدة في من دعكتهم الحياة في الشمال المتروك المعتاد على شظف العيش وصعوباته والكدح المستمر.
11- أحببت كثيرا أداء الطفلة جنى شحاتة التي جسدت شخصية"حبيبة"، فهي موهوبة كثيرا وعندما شاهدتها للمرة الأولى تواصلت مع مُخرج العمل رؤوف عبد العزيز لأشكره على هذا الاكتشاف العظيم. 12- الآجر لا يتحكم في اختياراتي الفنية فالأمور المادية آخر شئ اهتم به خاصة وأنني استحي كثيرا عند الحديث في الماديات فالكلام المنتشر بأن اجري يصل لـ 5 و10 ملايين ما هو إلا كلام سوق وليس حقيقي فالمتحكم الأساسي في اختياراتي الورق الجيد والمُخرج الفاهم لمهنته جيدا لأنني أترك له نفسي كممثلة وانتظر كيف سيُظهرني لجمهوري واعتقد أن انتقائي الجيد سبب غيابي لفترات طويلة عن جمهوري. كلام عن العائله بالانجليزي. 13- أفضل عدم العمل في شهر رمضان لأن العمل والصيام معا مرهقين للغاية وطقوسي الرمضانية لا تتأثر بظروف عملي فأحرص كثيرا على الصيام وأداء كافة الفروض والإفطار مع العائلة بقدر المُستطاع. 14- طقوس رمضان لم تتغير فالأماكن فقط هي التى تغيّرت ففي أول يوم رمضان كنت أفطر مع والدتي رحمة الله عليها وبعدها أذهب للإفطار مرة ثانية مع حماتي حتى لا تشعر بتقصير فهى طيبة وبمثابة والدتي في قلبي رحمة الله عليهما، والآن أحرص على الإفطار مع زوجي في المنزل وتحديدا على طرابيزة السُفرة وليس في أي مكان آخر وثاني أيام رمضان أذهب لأخت زوجي للإفطار معها وأولادها وأحفادها.