About Latest Posts المستشار/أحمد عبده ماهر أعمل محاميا بالنقض والمحكمة الدستورية العليا كما أني مُحَكِّمًا دوليا وباحثا إسلاميا Latest posts by أحمد عبده ماهر ( see all) قد يكون شيئا غريبا عليك أن يطالبك أحد بأن تتبع ملة إبراهيم، فأنت لست معتادا أن يطلب أحد منك ذلك، ولم يسبق لعلمائك وأئمتك أن استخرجوا عناصر هذه الملة، ولا نادى أحد بضرورة اتباعها. فيا ترى ما هي ملة إبراهيم التي حثنا الله أن نكون عليها، ولماذا تم إهمالها رغم تحذير الله لنا إن قمنا بتركها، فهل تتصور أخي المسلم أنه لم يكلف أي معهد او جامعة إسلامية خاطره ليقف عليها. بالبداية أذكر لكم خمس آيات عن ملة إبراهيم وهم: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}البقرة130. معنى : الحنيفية. {قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}آل عمران95. {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}النساء125.
أولاً: انوِ في قلبك -وكن صادق النية- أنه إذا قام جهاد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، تحت بيعة مؤمن رباني، يقود الأمة إلى صفاء الحياة وطهارتها، فإنك سترمي بنفسك، هذه النية أكدها، ما إن ينادى مناد أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن جاهدوا عباد الله لإنقاذ البشرية وتطهيرها وتصفيتها إلا وأنت معه. ثانياً: اسأل الله تعالى الشهادة في صدق، كلما دعوت الله قل: اللهم اجعلني شهيداً، اللهم اكتب لي الشهادة في سبيلك، اللهم اجعلني من الشهداء، اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك، ومن عجيب فعل عمر أنه كان يقول: ( اللهم إني أسألك موتةً في بلد رسولك وشهادة في سبيلك)، فتعجب بنيته حفصة بنت عمر: كيف يا أبتاه تسأل الله الشهادة وتموت في المدينة! ملة سيدنا إبراهيم هي مرد كل الشرائع.إي نعم تعال نعرف ده من خلال وردنا ال(١٩)، - YouTube. المدينة الآن مدينة إسلام، فكيف تحصل على شهادة فيها؟ فيقول: يا بنيتي! فضل الله عظيم واسع. واستجاب الله لـ عمر ، وطعن وهو في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالمؤمنين بين يدي الله، أية شهادة أعظم من هذه؟ من طعنه؟ مجوسي من عبدة النار، أبو لؤلؤة كان مملوكاً عبداً للمغيرة بن شعبة كسائر العبيد الذين يحصلون عليهم، ولكنه من الحزب الوطني الذي ما إن رأى الإسلام يغمر تلك الديار حتى تكون لينتقم من الإسلام الذي كسر عرش كسرى، وأطفأ نار المجوس، وظهرت أول طلقة وهي هذه، وما زال ذلك الحزب يعمل إلى الآن.
كما ذكرت الحنيفية في كتاب الله العزيز عدة مرات، ففي سورة النساء آية125 يقول الله عز وجل" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا" ، كما يقول عز وجل في سورة النحل 121″ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. ما هي ملة ابراهيم الفقي. ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". وعن أحمد بن ابن عباس رضي الله عنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الأديان أحبك إليك، قال الحنيفة السمحة، صدق الرسول الكريم، والمقصود بالحنيفة السمحة هي ملة إبراهيم والتي تتماشى مع الفطرة الإنسانية الطيبة، حيث لا تقصير فيها ولا غلو. قال الرسول صلى الله عليه وسلم"لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحة"، وقال الرسول الكريم "أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة"، كما يقول الله في كتابه العزيز في سورة الأنعام"فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ.
موافقة القول لما يقع فعلاً { صَدَقَ ٱللَّهُ} نعم؛ لأن الصدق هو أن يطابق القول ما وقع فعلا، وحين يتكلم الحق وهو العليم أزلا فما الذي يحدث؟ لا بد أن يوافق الواقع ما يقوله سبحانه وتعالى فليس من المعقول أن يتكلم الله كلاما يأتي على لسان رسول، أو على لسان أتباع الرسول، وبعد ذلك يأتي واقع الحياة فينقض قول الحق ويخالفه، إن الحق العليم أزلا يُنزل من الكلام ما هو في صالح الدعوة إلى منهجه. إذن فحين يطلق الله قضية من قضايا الإيمان فإنه - سبحانه - عليم أزلا أنها سوف تحدث على وفق ما قال، إن كان الظرف الذي قيلت فيه لا يشجع على استيعابها وفهمها. ما هي ملة ابراهيم. إن المؤمنين كانوا في أول الأمر مضطهدين، ومرهقين وإن لم يكن للواحد منهم عشيرة تحميه فإنه يهاجر عن البلاد، وإن لم يستطع الهجرة فإنه يُعَذب ويضطهد. وفي هذه الفترة الشديدة القاسية وفي قمة اضطهاد المؤمنين ينزل القول الحق: { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ} [القمر: 45] وعندما يسمع سيدنا عمر عليه رضوان الله هذا القول يتساءل: أي جمع هذا؟ إن الواقع لا يساعد على هذا، ثم جاءت بدر، وهزم المؤمنون الجمعَ وولوا الدبر, وهذا دليل على أن الله قد أطلق قضية وضمن أنها ستحدث كما قال وكما أخبر، وهذا مطلق الصدق.
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ما هي ملة إبراهيم؟ | الحرة. ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون.. ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إن السورة ما زالت -كعهدنا بها- سورة البقرة، وها نحن مع الآيات المباركات التي نستعين الله تعالى على تفسيرها وفهم معانيها، سائلين الله عز وجل أن يرزقنا الاهتداء بهديها والعمل بها؛ إنه قريب مجيب سميع الدعاء. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل/121-123. فمن تأمل في الآيات السابقات يدرك أن الحنيفية التي كان عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام هي دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل ، ونبذ الشرك والكفر وكل ما يعبد من دون الله ، وهذا هو دين الأنبياء جميعهم ، واعتقاد الرسل كلهم ، لم يختلفوا فيما بينهم إلا في الشرائع والأحكام ، أما الاعتقاد والإيمان بالله ، فقد كانوا كلهم على التوحيد. يقول القرطبي رحمه الله: " ( حَنِيفاً) مائلاً عن الأديان المكروهة إلى الحق دين إبراهيم ؛ وهو في موضع نصب على الحال ؛ قاله الزجاج. أي: بل نتبع ملّة إبراهيم في هذه الحالة. وسُمِّيَ إبراهيم حنيفاً لأنه حَنِف إلى دين الله ، وهو الإسلام. والحَنَف: المَيْل ؛ ومنه رِجْلٌ حَنْفاء ، ورَجُل أَحنف ، وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها. قالت أمّ الأَحْنَف: واللَّهِ لولا حَنَفٌ بِرجْلِه... ما هي ملة ابراهيم عادل. ما كان في فِتيانكم مِن مِثلِه وقال الشاعر: إذا حوّل الظّل العشيّ رأيتَه... حَنِيفاً وفي قَرْن الضحى يَتنصّرُ أي: الحِرْباء تستقبل القِبْلة بالعشيّ ، والمَشْرِقَ بالغداة ، وهو قِبلة النصارى.
فكما جاء في القرآن في سورة الأنعام أية 76-79 لوصف لحظات الشك قبل الوصول إلى الحقيقة في عقل إبراهيم عليه السلام: "فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ - فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ - فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ" وملة إبراهيم هي ملة التأمل في ملكوت السماوات والأرض. "وَكَذَٰلِكَ نُرِىٓ إِبْرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ" (سورة الأنعآم آية 75). فأنا في هذه اللحظات أتخيل إبراهيم عليه السلام، وهو يتأمل في جمال أجنحة الفراشات، وفي روعة ريش الطواويس، وفي جمال قواقع البحار، وفي عظمة خلق الكون، وأجرامه، وفي رقة ألورود والرياحين. فكلها من ملكوت السموات والأرض! وملة إبراهيم هي ملة الرد على الإسائة بالإحسان. فنراه - أي نرى خليل الرحمن إبراهيم - يرد على من يريد الاعتداء عليه ورجمه، وكان أبوه، بقوله المشهود "سلام عليك سأستغفر لك ربي": (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا" سورة مريم آية 46 - 47.